رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورصة الرابحين والخاسرين فى «سينما 2021»

سينما 2021
سينما 2021

حفَل عام ٢٠٢١ بالعديد من الأفلام السينمائية المختلفة الأنماط والتصنيفات، فيما حظت السينما المصرية بعرض ٢٠ فيلمًا خلال العام، وهو رقم ليس كبيرًا مقارنة بالسنوات الماضية، ولكنه مقبول نسبيًا فى ظل حالة الإغلاق الجزئى التى استمرت عدة أسابيع خلال الربع الأول من العام، والإجراءات الاحترازية الخاصة بأماكن التجمعات، وامتناع الكثيرين من التردد على دور العرض واللجوء إلى المنصات الإلكترونية. وغلب طابع الأكشن على المشهد السينمائى المصرى خلال ٢٠٢١، ليواكب توجهات المشاهد المصرى الذى تكونت لديه ثقافة سينمائية مرتبطة بالحركة ومشاهد الاشتباكات، بما يمكن أن نعتبره تأثرًا بالسينما الأمريكية والهندية. فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» الملامح الرئيسية للأفلام المعروضة فى السينمات المصرية، وكيف تفاعل الجمهور معها وغيرها من التفاصيل.

«العارف»الأعلى ربحًا

كانت الصدارة فى أفلام ٢٠٢١ من نصيب فيلم «العارف» بطولة أحمد عز وكارمن بصيبص ومصطفى خاطر، وإخراج أحمد علاء الديب وتأليف محمد سيد بشير.

تدور أحداث الفيلم حول «يونس» خبير التكنولوجيا واختراق الشبكات hacking، الذى تم تجنيده من قبل جهات أمنية بغرض القبض على «راضى» المجرم المحترف الذى يحاول الحصول على معلومات تخص مخازن الأسلحة، لتسليمها لإحدى الجماعات المتطرفة التى سوف تستخدمها فى عمليات إرهابية مخطط لها مسبقًا. ورغم أن الفيلم لم يخرج عن التيمات المعروفة التى تحكى عن الخبير الأمنى المتقاعد الذى تطالبه الأجهزة الأمنية بالعودة لأداء مهمة محددة، كان الفيلم هو الأعلى ربحًا وتصدر شباك التذاكر بأرباح تقارب ٥٩ مليون جنيه. 

«الإنس والنمس»اختراق عالم الجن

قدم النجم الكوميدى محمد هنيدى فيلم «الإنس والنمس» فى عودة جيدة للسينما بعد غياب نحو ٤ سنوات عن الساحة، وكان التعاون بينه وبين المخرج شريف عرفة مميزًا للغاية.

وتدور أحداث الفيلم فى إطار «الرعب الكوميدى»، حيث يسكن البطل الشاب «تحسين» مع والدته وشقيقته وزوجها ويعيش حياة عادية، ويعمل مديرًا لأحد ملاهى الرعب، ويتعرف على فتاة جميلة تدعى «نرمين» تؤدى دورها منة شلبى، حيث ينقذها من حادث سير مروع فيصاب بدلًا عنها.

وتتوطد العلاقة بين «تحسين» و«نرمين» من خلال زياراتها المتكررة له فى المستشفى، شاعرة بالامتنان والذنب تجاهه لما أصابه من أجلها، وتتطور علاقتهما حتى يقررا الزواج.

وعند هذه النقطة، يتعرضان لمواقف غريبة تُشعر «تحسين» بعدم الارتياح فى علاقته بـ«نرمين» وعائلتها التى يتضح أنها عائلة من الجن الملعون الذين يحاولون إبطال اللعنة عن طريق التزاوج من الإنس وخلق جيل جديد مختلط.

وعلى الرغم من التألق التليفزيونى لمنة شلبى واكتسابها شعبية واسعة، لم تقدم بعد الأفلام التى يطمح الجمهور إليها، حيث لم يجلب «الإنس والنمس» سوى الإحباط للكثيرين سواء المشاهدين أو النقاد أو صناع الفيلم أنفسهم، حيث لم يستطع تصدر الموسم والمنافسة أمام أفلام الحركة مثل «موسى» لكريم محمود عبدالعزيز و«العارف» لأحمد عز، فيما بلغت إيراداته ٥٧ مليونًا و٣٧٦ ألف جنيه، ليحتل الفيلم المركز الثانى ضمن أفلام العام.

«مش أنا»طفرة فى توظيف الأمراض النفسية

احتل فيلم «مش أنا» لتامر حسنى المرتبة الثالثة بين أفلام العام، محققًا أرباحًا بـ٤٥.٥٤٧ مليون جنيه.

الفيلم بطولة ماجد الكدوانى وحلا شيحة، وتأليف تامر حسنى وإخراج سارة وفيق، وتدور أحداثه فى إطار رومانسى، ويتناول قصة إصابة البطل بمتلازمة نادرة «The alian hand syndrome»، اليد الغريبة. ويطرح الفيلم جدلية حول مدى قدرة صناع الأفلام على استخدام أفكار الأمراض النفسية كتيمة درامية وبناء قصة وسيناريو وشخصيات استنادًا إليها.

ودفع الفيلم مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى للتساؤل والبحث عن طبيعة المرض الذى طرحه الفيلم، رغم ظهور طبيب نفسى فى الفيلم قدم دوره إياد نصار، الذى ظهر كضيف شرف، ليشرح للمشاهدين تفاصيل المرض النفسى الذى لم يسمعوا عنه من قبل. وبقليل من البحث فى المكتبة الأمريكية الوطنية للدواء والمعهد الوطنى للصحة، نتبين أن متلازمة «اليد الغريبة» هى أحد الأمراض النادرة التى يصاب بها الإنسان، وتتسبب فى عدم قدرته على التحكم فى يده، فتتصرف اليد حينها بشكل منفصل عن باقى الجسد.

«وقفة رجالة»مغامرة تمصير فيلم أمريكى

حظى فيلم «وقفة رجالة» بتفاؤل كبير بعد الإعلان عنه، فى ظل أنه مقتبس من فكرة الفيلم الأمريكى last vegas.

وعلى الرغم من محاولات المخرج أحمد الجندى والكاتب هيثم دبور صناعة تمصير لفيلم مورجان فريمان ومايكل دوجلاس وروبرت دينيرو وكيفين كلاين، وكذلك محاولات فريق العمل المصرى ماجد الكدوانى وبيومى فؤاد وسيد رجب وشريف دسوقى لإظهار العمل فى اتجاه مختلف- لم يخل الفيلم من حالة الاستسهال فى خلق الحدث الكوميدى.

وتدور أحداث العمل حول ٣ أصدقاء فى أواخر الخمسينيات يقررون السفر لمدينة ساحلية للترفيه عن صديقهم الرابع بعد وفاة زوجته، وهم شخصيات مختلفة ومتباينة الطباع والطبقة الاجتماعية والعادات والمعتقدات.

ولا يتعرف المشاهدون خلال الفيلم على طبيعة الصلة التى جمعتهم وصنعت صداقتهم، لكن لم يهتم الجمهور بذلك طالما أن هناك ما يضحكنا خلال الأحداث، وبفضل ذلك نجح الفيلم محققًا إيرادات اقتربت من ٢٥ مليون جنيه، لكن تم رفعه من دور العرض ليعرض فى المنصات الإلكترونية محتلًا المركز الخامس فى المنافسة.

«أحمد نوتردام»نجاح مستمد من برامج المقالب

احتل فيلم «أحمد نوتردام» المركز السادس، ليس لأنه رائع فنيًا أو له قصة وسيناريو محكم وجديد، إنما لأنه بطولة رامز جلال نجم المقالب فى مواسم رمضان منذ ٢٠١٣. واسم الفيلم مستوحى من فيلم آخر يحمل اسم رواية «أحدب نوتردام» لفيكتور هوجو، حيث يقع أحدب فى حب شابة جميلة، ويحاول التضحية بحياته عدة مرات من أجلها إيمانًا منه بأن الجمال لا بد أن يستمر، فينشر نوره على العالم الذى رفض وجوده وسخر من عاهته وتشوهاته الجسدية عدا «أزميرالدا» الجميلة التى عطفت عليه وأعطته أحاسيسها الصادقة وسط غرقه فى شعور القهر المجتمعى الذى يعيشه.

«أبوصدام»أفضل ممثل وأقل أرباح

على الرغم من أن الفنان الكبير محمد ممدوح «تايسون» قدم أداءً مبهرًا فى فيلمه الجديد «أبوصدام»، استحق به جائزة أفضل ممثل بمهرجان القاهرة السينمائى، لم يحقق الفيلم سوى ٩.٧٤ مليون جنيه.

الفيلم الذى يعد أول بطولة مطلقة لـ«تايسون» يحكى عن قصة شديدة التعقيد، بطلها سائق سيارة نقل ثقيل يعود لعمله بعد انقطاع، ويتعرض لمشكلات كبيرة تظهر تفاصيل شخصيته، ويشاركه فى البطولة الفنان أحمد داش، والعمل من إخراج نادين خان.

قد يهمك | أبرز مسلسلات رمضان 2022

«موسى»شركات الإنتاج تتحدى الأفلام العالمية

لم يتوقع أحد أن يحقق فيلم «موسى»، أول فيلم خيال علمى مصرى، ١٧ مليون جنيه فقط من حيث الإيرادات.

توقع الجميع النجاح للعمل، لأن بطله كريم محمود عبدالعزيز فنان كوميدى وله جمهور كبير، ولأن ٣ شركات كبيرة تعاونت فى إنتاجه بتكلفة ضخمة، وهى شركات «سينرجى» و«نيوسينشرى» و«أفلام مصر العالمية».

تحدت الشركات الثلاث مخاطر مقارنة العمل بأفلام عالمية عن الأبطال الخارقين، مثل الرجل الوطواط والرجل العنكبوت والرجل الأخضر، ودعمت فكرة أن يكون بطل العمل «روبوت»، لكن الإيرادات جاءت مخيبة للآمال.

الفيلم من إخراج بيتر ميمى، ومن بطولة أسماء أبواليزيد وإياد نصار وسارة الشامى.

«ماكو»نجاح مفاجئ

فى المقابل، فوجئ الجميع بتحقيق فيلم «ماكو» ١٦ مليون جنيه، مخالفًا كل توقعات فشله، فقد توقع الناس ألا يحقق الفيلم إيرادات كبيرة لأن طاقم الممثلين من الصف الثانى، ومنهم نيقولا معوض ومنذر ريحانة وناهد السباعى، والعمل من إخراج محمد هشام الرشيدى. يحكى العمل عن حادث العَبارة «سالم إكسبريس»، الذى وقع فى عام ١٩٩١، بين الغردقة وسفاجا، وراح ضحيته ٤٧٦ راكبًا، بسبب تغيير القبطان خط سير العبارة لتصطدم بالشعب المرجانية وتنقسم إلى نصفين، ما تسبب فى إصابة الغواصين بالخوف. تميز الفيلم بجودة تصويره، خاصة المشاهد التى حدثت تحت الماء، ومن الواضح أن المنتج محمد الشريف، دفع أموالًا كثيرة لكى يصل إلى هذه النتيجة الاحترافية، واستعان بالممثل التركى مراد يلديم، ضمن فريق التمثيل، بسبب احترام عشاق الدراما التركية له.

«ديدو»سرقة اختراع «فننس»

يقرر «ديدو» وأصدقاؤه سرقة اختراع العالم الفذ «فننس»، وهو عبارة عن جهاز لتصغير الأشياء والبشر، وفى أثناء زيارتهم منزل العالم يعمل الجهاز عن طريق الخطأ، ليصغر حجم الأبطال، لدرجة تمكن الحشرات من مطاردتهم لالتهامهم. فكرة العمل مقتبسة من فيلم «honey I shrunk the kids»، «عزيزتى لقد قلصت الأطفال»، من إنتاج ١٩٨٩، وعلى الرغم من أن الفكرة قديمة، لا تزال ملهمة لعدد كبير من الكتاب، لأنها تفتح مساحات شاسعة أمام الخيال والإبداع. الفيلم تأليف وبطولة كريم فهمى، شقيق الممثل أحمد فهمى، وشارك فى البطولة محمد ثروت وحمدى الميرغنى وأحمد فتحى، وأخرجه عمرو صلاح.