رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رواية «واجب النفاذ».. استجواب شعبي لتغليظ العقوبة على جرائم النفس

واجب النفاذ
واجب النفاذ

صدر للروائي الدكتور طارق الزيات روايته الجديدة «واجب النفاذ» عن مؤسسة أخبار اليوم، وهي الرواية الرابعة للمؤلف، والتي يناقش فيها قضية تتعرض لها كل فئات المجتمع دون استثناء، للمشاركة في الدورة 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر إقامته نهاية يناير الجاري.

ويقول عنها الناقد الأديب عبد النبي النديم:

«عندما يمتلك المبدع موهبة إجبار دموعك على السقوط بغزارة دون إرادتك، وتنجذب إلى عالمه الذي رسمه من وحي إبداعه، وأن تحيا بين دروب وحواري وأزقة الإمكان في روايته، ملتحمًا بشخصه، ومتفاعلًا مع أحداثه، ومشاركًا في قراراته، فهذه شهادة ضمنية على نجاحه بالعبور بالقارئ والمتلقي إلى البر الذي رسمه له، وتأكيد على موهبة على البناء شديد المتانة للرواية، فالسخاء الشديد في تشابك وتلاحم الأحداث، والفيض الهادر في وصف المشاهد ورسم الشخوص وصناعة المشاهد، فأنت أمام ملحمة أدبية لا تنتمي إلى عصر الرواية الحديثة، فقد عاد بنا الروائي المبدع والحكاء الملهم والملم بجوانب السرد الدكتور طارق الزيات، إلى عقود من الزمن، لتصطف رائعته الجديدة "واجب النفاذ" إلى جانب قامات كبيرة طالما نهلنا منها روائع من صنوف الروايات العربية الرائدة».

وتابع: «قد خرج لنا من محرابه حاملًا على أكفه معاناة اجتماعية، قد لا يخلو منها بيت في مختلف جنابات المجتمع، ويعاني منها كل صنوف البشر، قد لا يكون في مصر فقط ، ولكن في كل أنحاء البسيطة، ففي إطار روائي محكم يعالج الزيات وصمة عار تندس ثوب المجتمع الأبيض الذي نعيش بداخله، ومشكلة تؤرق كل أب وكل أم أو أخ أو حتى أبن، وهى الجرائم التي تقع على النفس، من قبل بعض المجرمين الذي فقدوا هويتهم الإنسانية، وتخلت قلوبهم عن رسالة السلام التي ينشدها كل مواطن والحياة في آمان، منددا بالقوانين العرجاء التي تفرض عليهم عقوبة لا تتناسب مع جسامة جرمهم، ليخلق لنا في النهاية غضب مجتمعي ممن عانوا وعاشوا المأساة، ليقرروا أن يكونوا سيف القصاص ممن تجردت مشاعرهم من كل إحساس، ولم تعرف قلوبهم معنى الرحمة، وتحولت إلى حجارة أو أشد قسوة، فهم الوباء الذي استشرى في المجتمع دون علاج، والعضو الفاسد في جسد المجتمع ولم يتم علاجه أو بتره، حتى لا يتمدد وينتشر إلى باقي أعضاء الجسد».

ويحاول الزيات من خلال الأحداث معالجة فكرته في عمله الإبداعي، من خلال عرض لظواهر اجتماعية يعانى منها كافة طبقات المجتمع، وهى الجريمة التي ترتكب في حق أفراده من قبل المجرمين الذين لا يلاقون العقاب الذي يلائم ويتناسب مع عظيم جرمهم، طامحا إلى نمط حياة جديدة، متسلحا بالآمال والأحلام لتحقيقها، من خلال استراتيجية إبداعية تعتمد على مجموعة أساسية كأعمدة للعمل الروائي، من خلال رصد لمجموعة من الجرائم التي لا يعاقب عليها القانون بالعقوبة المناسبة لجسامة الجرم المرتكب، حددها في مجموعة من القوائم، بدأها بسرد العلاقة العاطفية الجارفة التي تتصاعد بين صفاء المحامية وضابط الشرطة جاسر، التي بدأت ملامحها تتضح من خلال عمل إنساني من الضابط جاسر لـ«رواية» التي دفعتها الظروف دفعا إلى طريق الرزيلة حتى تستطيع دفع إيجار مسكنها، وتوفير نفقات معيشتها هي وأبنائها، وكانت الخطوة الأولى لها في طريق الرزيلة، ليمزق محضر ضبطها على مسئوليته، معرضًا نفسه للمساءلة أمام رؤسائه في العمل، من خلال العصفورة بالقسم الذي ينقل كل كبيرة وصغيرة لمأمور القسم، ويطلب جاسر من المحامية صفاء وظيفة لرواية بمستشفي والدها الدكتور الشهير، وتستجيب له، لتحكى لها رواية ما حدث من الضابط جاسر، لينبض قلبها بإنسانيته، وتبدأ كلمات الإعجاب المتبادل بين جاسر وصفاء، خاضعين للقدر الذي ربط بين قلبيهما.