رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا ثيودوروس: أرفع صلاتي للأقوياء أن يلهمهم الرحمة والمحبة تجاه الفقراء

بطريرك الروم الارثوذكس
بطريرك الروم الارثوذكس البابا ثيودوروس

قال البابا ثيودوروس الثاني بطريرك كنيسة الروم الارثوذكس، إن أعياد الميلاد المجيدة تأتي في كل سنة وفي هذه السنة أيـضًا كي تؤكد لنا أن خلاص العالم يَكمُن في تجديد أنفسنا، تجديد نفس كل واحد منا على حدى. 

وتابع بطريرك الروم الأرثوذكس خلال كلمته بصلوات قداس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد الذي ترأسه صباح اليوم بالمقر البطريركي بكنيسة “الحمزاوي”، قائلًا: "إن حياة السعادة الاجتماعية لانشعر بـها في الأنظمة التي يطبقها أقوياء هذه الأرض ولا تعطي العدالة للإنسان المظلوم، ذلك لأنه مثبت أنه ليس من المنطق أن يخدم الإنسان الأنظمة ولكن الأنظمة هي التي خلقت لكي تخدم الإنسان. لذلك يأتي عيد الميلاد لكي يوقظنا لنرى ونحاسب أنفسنا ونتساءل ماذا فعلنا للإنسان الفقير".

وأشار إلى أن الله نزل من السماء إلى الأرض ليعلمنا التسامح، وأظهر لنا محبته التي بلا حدود، وأعلن لنا وطننا المنسي ألا وهو أورشليم العليا، مضيفاً أننا علينا كبشر قبول رسالته والتوافق معاها.

وأضاف قائلاً: “يعيش الإنسان في عصرنا هذا في حالة فقدان ورفض للوعي نتيجة غروره بنجاحاته وتأثره بشعارات غريبة عن الإيمان الأرثـوذكسي ويعتبر وجـود الله حمل ثقيل لايستطيع أن يحمله، والمحبة شئ غريب والتسـامح شئ نادر، الكل يتفق على وقف المواجهات المسلحة والكل يهتم بالتسليح الحربى.”

وأشار إلى أن اليوم تعاني شعوب ودول ومجتمعات كثيرة من كبرياء الانسان المعاصر، والذي هدفه أن يسيطر على الإنسان الضعيف وأن يسلب منه حريته وخبز معيشته اليومي.

وأوضح بطريرك الروم الأرثوذكس أن القارة الإفريقية تعتبر من أجمل مناطق العالم وفي نفس الوقت أفقرها وأجوعها تحاول أن تجد خلاصها لدهور عديدة لكن دون جدوى ذلك بسبب المصالح الإقليمية والسياسية التي تعذب إخواننا الأفارقة وتتركهم مكبلون لحاجاتهم، ولذا تكافح بطريركيتنا بعملها التبشيرى في إفريقيا من أقصاها إلى أدناها دون تذمر ليلاً ونهاراً من أجل تخفيف الآم آلاف من البشر في محاولة منها لإيجاد الراحة لكل المعذبين من مشاكل الحياة المختلفة، ولا نكف مع نقل الخبز والماء للفقراء أن ننقل له رسالة السلام والمحبة التى جلبها ميلاد المسيح في تلك الليلة والتي يمنحها لنا مخلصنا يسوع المسيح في كل خطوة له.

واختتم كلمته قائلاً: "أرفع يدى واركع عند مزود الطفل المولود متضرع أن يلهم الله اقوياء هذه الارض الرحمة والمحبة تجاه الفقراء وان يسود سلام المسيح وان تشرق شمس العدل فى كل العالم."