رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصحة العالمية: 22.8% من المصريين البالغين هم من مستهلكي التبغ الحاليين

التبغ
التبغ

أعلنت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر أن استهلاك التبغ بأشكاله المتعددة يشكل واحداً من أهم عوامل الخطورة للأمراض غير السارية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم وقصور القلب، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي بجميع أشكالها والسرطان، وحديثاً للإصابة بوباء الكوفيد-19.

وأوضحت خلال كلمتها في مؤتمر إطلاق تقرير مؤشر تدخلات صناعة التبغ في مصر في الفترة من يناير 2020 و حتى مارس 2021، وذلك في إطار أنشطة مرصد مصر لمكافحة التبغ الذي تقوم به جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر برئاسة الدكتور عصام المغازي، أنه معدلات استهلاك التبغ في مصر في تزايد وخاصة بين الذكور فى الفئة العمرية المنتجة بالبلاد والشباب والأطفال وحديثاً بين الفتيات بما يجعلها مشكلة صحة عامة فى مصر. وللأسف الشديد فان حجم المشكلة يتنامى يوم بعد يوم مؤدياً لعواقب وخيمة ليس فقط على الجانب الصحى بل أيضاً على الجانب الاجتماعى والاقتصادى بالبلاد.

وأشارت إلى أنه ووفقاً للمسح القومي "STEPwise2017" ، فإن 22.8٪ من المصريين البالغين هم من مستهلكي التبغ الحاليين، ونسبة المدخنين من الرجال ترتفع الى (43.4٪). بينما بلغ معدل انتشار استهلاك التبغ بين طلاب الجامعات الى 16.5٪ (28.9٪ ذكور و1.9٪ إناث). بالإضافة إلى ذلك، 63.5% يتعرضون للتدخين السلبي في الأماكن المغلقة ووسائل المواصلات والمنازل. 

كذلك ظهر اتجاه متزايد لتدخين الشيشة، وأيضا هناك منتجات تبغ جديدة أصبحت متاحة قانونيا في السوق المصري ألا وهى التبغ المسخن مما ينذر بارتفاع معدلات الاستهلاك أو التحول الى تلك الأنواع المستحدثة والتي لها نفس مضار منتجات التبغ.

ولفتت إلى أن مصر قد كانت واحدة من أوائل الدول التي وقعت (2003) وصدقت علي (2005) الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ (FCTC)، والتى تنص فى المادة 5.3 على"تتصرف الأطراف، عند وضع وتنفيذ سياساتها في مجال الصحة العامة، فيما يتعلق بمكافحة التبغ، على نحو يكفل حماية هذه السياسات من المصالح التجارية وأية مصالح راسخة أخرى لدوائر صناعة التبغ، وفقا للقانون الوطني."

ولفتت إلى ان صناعة التبغ تتحمل مسئولية تواتر هذه المشكلة الصحية؛ إذ تلجأ إلى استراتيجيات لإبطاء وتقويض التدابير الرامية إلى مكافحة التبغ فى جميع أنحاء العالم بهدف تعزيز وحماية الربحية التي تدرها تجارة التبغ. وتفعل ذلك باللجوء إلى حيل متنوعة للتدخل فى جهود الحكومات لحماية الصحة ّ العامة. بل فى واقع الأمر أن الحكومات تبينت أن تدخلات صناعة التبغ هي العائق الأخطر أمام نجاحها فى اعتماد التدابير الصارمة لمكافحة التبغ.

وأكدت ان تضارب المصالح بين دوائر صناعة التبغ و صحة الفرد و المجتمع جلي و واضح بشكل لا يشوبه شك، فمن ناحية تقوم هذه الدوائر بانتاج و ترويج منتجات ثبت انها ادمانية و قاتلة و تؤدي الى الاصابة بأمراض متنوعة ناهيك عن التحديات الاجتماعية مثل زيادة الفقر لذا فان منظمة الصحة العالمية في دأب مستمر لدعم الدولة المصرية للالتزام بتطبيق قانون مكافحة التبغ القومي و بنود الاتفاقية الاطارية لحماية الأجيال الحالية و القادمة من الآثار المدمرة للصحة و الاقتصاد والبيئة الناتجة عن صناعة التبغ القاتلة. لذا كان رصد تدخلات صناعة التبغ يعد وسيلة هامة للعمل على الحد من هذه الممارسات التي تقلل من فاعلية سياسات مكافحة التبغ بشكل عام.

وكشف عن أن منظمة الصحة العالمية تعمل جنبا الى جنب مع الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني لرفع وعي الجمهورعن خطر هذا الصناعة وتكتيكات وخطط صناعة التبغ المستمرة التى لا تتوقف من أجل التقليل من جهود الدولة الحثيثة لحماية شعبها من خطر استهلاك التبغ. لذا كان من الأهمية مراقبة تلك الممارسات و الخادعة والمضللة، مثل المشاركة في أنشطة المسئولية الاجتماعية للشركات لتبدو هذه الصناعات بشكل مقبول اجتماعيا و لكسب تأييد بعض القيادات التي كما نرى في التقرير تصف صناعة التبغ بأنها ذات تأثير اقتصادي ايجابي رغم ثبوت التكلفة الباهظة التي يتكبدها الاقتصاد المصري جراء علاج الأمراض الناتجة عن استهلاك التبغ بالاضافة الى التعطل وفقدان الإنتاجية.

وأكدت  أنه من المخزي أن نجد دوائر صناعة التبغ تحاول ان تلعب دوراً"انسانيا" خلال جائحة كوفيد-19 من خلال دعم الفرق الطبية بمعدات الحماية الشخصية و قد كان من الأولى بهم أن يتوقفوا عن نشر الأكاذيب عن أمان منتجاتهم وإضافة النكهات على السموم التي يروجوا لها من أجل كسب مستخدمين جدد.

واضافت انها تابعت المنظمة بقلق شديد طرح منتجات التبغ المسخن في الأسواق المصرية والتوسع في اتاحتها عن طريق البيع عبرالانترنت و الترويج لهذه المنتجات عند نقاط البيع باستخدام استراتيجيات لجذب المستهلكين الشباب و بترويج أخبار كاذبة عن أمان هذه المنتجات و احتوائها على مواد أقل سمية من منتجات التبغ الأخرى، مؤكدة  صناعة التبغ هي عدونا الذي يجب أن نتحد جميعا لفضح أساليبه و العمل على تقويض قدرته على الانتشار في المجتمع من خلال منع التسهيلات الاقتصادية لهذه الصناعة القاتلة، كذلك إلزام هذه الشركات بتعزيز اجراءات الشفافية و اعلان معاملاتها الحكومية و أرباحها، بالاضافة الى الحد من التعامل مع هذه الشركات الا للضرورة القصوى والبعد عن تضارب المصالح وعدم قبول ما يسمى بأنشطة المسئولية المجتمعية الذى من شأنه التأثير على سياسات مكافحة التبغ بالبلاد.