رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تناول الإعلام الدولي آخر تطورات الحرب الأهلية في إثيوبيا؟

اثيوبيا
اثيوبيا

حرب دامية ونزاع مستمر منذ أكثر من عام بين الحكومة الأثيوبية وجبهة تحرير تيجراي بشمال أثيوبيا، وبينما تواصل الأخيرة زحفها نحو العاصمة أديس أبابا متوعدة بإسقاط النظام، تستمر قوات الجيش الإثيوبي في جرائم الحرب والانتهاكات لحقوق الإنسان ضد سكان تيجراي، من الاغتصاب الجماعي والتعذيب وغيره من جرائم العنف الجنسي التي يرتكبها الجنود الإثيوبيين وحلفائهم الإريتريين ضد نساء وفتيات تيجراي، إلى تشديد الحصار المفروض على الإقليم وتقييد الوصول إلى المساعدات الإنسانية، مع تصاعد التوترات العسكرية بين الجانبين خلفت آلاف القتلى ووضعت مئات الآلاف في مواجهة خطر المجاعة. 

وترصد “الدستور” في التقرير التالي كيف تناول الإعلام الدولي آخر التطورات للحرب الأهلية في إثيوبيا؟.

مناشدات لوقف الحرب الأهلية في إثيوبيا

ناشدت صحيفة "ذا ستاندرد" الكينية الاتحاد الإفريقي والقوى الإقليمية في العالم إلى التوسط لإنهاء النزاع والحرب الأهلية الدامية في إثيوبيا، كما دعت لأطراف المشاركة في النزاع الإثيوبي إلى وقف الأعمال العدائية وإرساء السلام ودعم الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب.

وحذرت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم الأثنين، من أن استمرار النزاع بين الحكومة الأثيوبية وجبهة تحرير تيجراي بشمال أثيوبيا يؤدي إلى تصاعد المآزق السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد بشكل يومي، قائلة إن "الحرب جعلت البلاد ممزقة بالكامل". 

وأضافت أن تصعيد الحرب الأهلية في إثيوبيا والقتل المروع للمدنيين الأبرياء يمكن أن يكون لهما تداعيات بعيدة المدى على ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان وستدفعها نحو الركوع".

وتابعت "منذ إندلاع الحرب الأهلية في إثيوبيا في نوفمبر 2020، لقي العديد من المواطنين مصرعهم ، ونزح الملايين من منازلهم ، ويواجه مئات الآن الآلاف أزمات إنسانية، ولا يزال اللاجئون المصابون بخيبة الأمل يتعاملون مع فداحة الحرب الأهلية وهم ينزحون إلى البلدان المجاورة."

تحذيرات من العنف الجنسي ضد نساء تيجراي

حذرت منظمة "فيمينيزم إن أنديا" FNI الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة من خطورة وضع النساء في إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا نتيجة للاعتداء والعنف الجنسي عليهن مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مثير للقلق، متوقعة أن يعاني أكثر من نصف النساء في شمال إثيوبيا من مضاعفات "خطيرة وقاتلة" إذا لم يتم توفير الرعاية اللازمة في حالات الطوارئ في أسرع وقت ممكن.  

 وأكدت المنظمة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن النساء هناك يتعرضن للعنف الجنسي والاغتصاب الجماعي الممنهج والذي يتم استخدامه من قبل قوات الحكومة الإثيوبية كسلاح لإذلال شعب تيجراي وتجريدهم من إنسانيتهم، وقطع الروابط الأسرية والمجتمعية لهم، وبالتالي إضعاف الروح المعنوية للمعارضة. 

وقالت المنظمة، "الوضع في شمال إثيوبيا لا يمكن التنبؤ به ويشهد عنفا مرعبا ضد المرأة بشكل خاص، لا سيما في ظل استمرار انعدام الأمن الغذائي والمجاعة ونقص الوصول إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة"، مشيرة إلى أن لا يزال هناك مئات وآلاف الأشخاص، وخاصة النساء والفتيات، في حاجة ماسة إلى  الرعاية والحماية والدعم سواء المادي أو المعنوي. 

انعدام الأمن الغذائي ومجاعة شديدة

وأوضحت إنه مع اشتداد وتيرة الحرب الأهلية في إثيوبيا وتصاعد التوترات العسكرية،، يستمر الوضع الإنساني في تيجراي والمناطق المجاورة في عفار وأمهرة في التدهور، فبالنظر إلى الأحداث الجارية، يواجه أكثر من 5.5 مليون شخص انعدامًا حادًا للأمن الغذائي فيما يعاني 400 الف شخص من ظروف شبيهة بالمجاعة الشديدة. 

وأضافت إن آلاف النساء لا يحصلن على الخدمات الصحية والدعم المنقذ للحياة لمعالجة الآثار النفسية والجسدية نتيجة للاعتداء والعنف الجنسي الذي تعرضن له، نتيجة لمحدوية خدمات الرعاية الصحيفة وتعرض العديد من المؤسسات الصحية لأضرار جسيمة في البنية التحتية، بينما نُهبت مؤسسات أخرى من الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة.

وتابعت أن أضرار الحرب على النساء في تيجراي لم تقتصر على العنف الجنسي وحرمانهن من الرعاية الصحية اللازمة، بل أن الصراع تسبب في تعطيل تعليمهن وفرص عملهن بالإضافة إلى تعطيل الخدمات وانهيار أنظمة الدعم الاجتماعي مما أدى إلى تأثير سلبي على المرأة الإثيوبية بشكل عام. 

ونقل التقرير ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، قولها : "إن وضع النساء والمراهقات في تيجراي والمناطق الحدودية في أمهرة وعفر لا يزال خطيرًا"، مضيفة: "نشهد كميات مقلقة من العنف الجنسي ، ولا تحصل آلاف النساء على خدمات الصحة والسلامة التي يحتجن إليها".

واشنطن تدعو للتحقيق في انتهاكات الحكومة الإثيوبية

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الأمريكية السلطات الإثيوبية إلى التحقيق في التقارير بشأن "فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان" في الحرب الأهلية الدائرة في إثيوبيا داعية  أطراف النزاع على بدء حوار سلمي شامل "دون شروط مسبقة"، ووقف الأعمال العدائية ، فضلا عن السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة دون عوائق. 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن "الولايات المتحدة تلاحظ بقلق بالغ التقارير الجديدة غير المؤكدة التي تزعم حدوث انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان، وأعمال وحشية وتدمير للبنية التحتية المدنية في منطقتي أمهرة وعفر في إثيوبيا".

ودعت الخارجية الأمريكية جميع الجهات المسلحة في إثيوبيا إلى "نبذ العنف ضد المدنيين، والتحقيق في هذه التقارير لتحديد مدى صحتها والالتزام بعمليات شاملة وشفافة لمحاسبة الأطراف المسؤولة".

وجددت الولايات المتحدة تأكيدها "دعم الدبلوماسية كخيار أول وأخير لوقف الأعمال العدائية بشكل تام"، داعية إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبدء حوار وطني شامل.

ضربة جديدة من قوات تيجراي للقوات الحكومية

وفي ضربة جديدة للنظام الإثيوبي، أكدت مصادر لـرويترز أن قوات إقليم تيجراي في إثيوبيا استولت مجددا على بلدة لاليبيلا التاريخية، التي تقع في إقليم أمهرة وتضم أحد مواقع التراث العالمي المسجلة في اليونسكو، وذلك بعد أقل من أسبوعين من سيطرة القوات الحكومية وحلفائها عليها.

وقال أحد الشهود الذين تحدثوا لرويترز إن القوات الخاصة من إقليم أمهرة وميليشيات متحالفة معها، وكلاهما حليفتان للحكومة الإثيوبية، بدأت في مغادرة لاليبيلا مساء يوم السبت، مضيفا "الدفعة الأخيرة غادرت. سمعنا طلقات نارية من مسافة بعيدة، لكن قوات تيجراي استعادت لاليبيلا دون إطلاق نيران داخل البلدة”.

و لاليبيلا هي بلدة في منطقة سيمي ولو في منطقة أمهرة، شمال إثيوبيا وأكثر ما يميزها هو الكنائس المنحوتة في الصخر فهي واحدة من أكثر الأماكن المقدسة في إثيوبيا وهي موطن لإحدى عشرة كنيسة.