رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاكوش وتابعه سوسته!

تتضرع "تيسير سمك" وأسرتها وكل من يمتلك قلبًا مرهفًا إلى الله أن يمن على "إبراهيم عبدالمجيد" بالشفاء. تمنيت لو أن وزارة الثقافة بعثت بباقة ورد إلى غرفته في زيوريخ.. حيث يخضع لجراحات خطيرة متتابعة، تستغرق الواحدة منها ساعات طويلة. وأن تقوم هيئة الكتاب  بإصدار كتيب تذكاري احتفاء به، فيكون هدية ثمينة لرواد معرض الكتاب المقبل وأن تكلف نقابة ( اتحاد) الكتاب-التي  ما زالت تلملم جراحها إثر استقالات بالجملة لعدد من أعضاء مجلس الإدارة.. فيما يؤجل إجراء استحقاقها الانتخابي بسبب مخاوف النقيب من كورونا.. وبالتالى ربما  لم تجد ظروفًا مواتية لتكلف  أديبًا مرموقا بكتابة بيان تقدير وتحية، يبث في الرجل - ومحبيه- روح العزيمة  والتفاؤل، بأن  صاحب الإسكندرية المدينة التي لا تنام، لن تنام  إسكندريته قبل أن يعود إبراهيم ليعانق بحرها، وسماء شتائها المغسولة بمطر الجمال. لم تنظم جهة عامة أو خاصة ندوة أو ملتقى أو ورشة  أدبية، امتنانًا للسعادة التى يمنحها لنا  إحدى علامات الرواية العربية، حتى الصفحات الأدبية في الصحافة والمجلات الثقافية  لم تصدر ملفات عنه ولو كانت مجرد  زهور من  الكلمات، أو ترسل حتى برقية  تهنئة ..بعد جراحة صعبة  استغرقت ١٣ساعة متصلة ستعقبها جراحة أخرى لملء فقرات الظهر المتآكلة بمادة أسمنتية.
-هذه الأيام يكتفى الناس بكلمات مجانية على فيس بوك وتويتر فقط.. ولا أظن "الإنستجراميين "-المولعين بحمو بيكا ورمضان وشاكوش وسوستة - يهتمون بغير هؤلاء!

- والله عيب .. اختلف المثقفون فيما بينهم وخاضوا معركة مع  هاني شاكر، بذريعة الانتصار لحق الجميع فى الغناء،  وأن الجمهور وحده هو صاحب الحق في منح أُذنه  وماله وإعجابه لأي عجلاتي يغني. ولم يفكر هؤلاء الـ(متخانئين) في غير معركة، فى الإقدام على معني إنساني  أرقى وأنبل . قبل  أيام حلت ذكرى رحيل  رفعت سلام أحد قادة  كتيبة الشعر الجديد دون احتفاء! ويكاد الروائي محمود قاسم أن يفقد المزيد من أعضائه في صراعه مع السكر اللعين، ويعلم الله إلى أي حد بلغ الشاعر الفارس محمود قرني في مرحلة علاجه التي مضي عليها عامان  تقريبًا..وها هو إبراهيم عبدالمجيد يقبع رهين مشارط الجراحين ..ينزف ألمًا.. والسؤال هو "الخناءة على إيه"؟
-  المبدعون يفترسهم المرض أو الموت ومع هذا فإن المشهد الثقافى بطيء وعاجز عن الخيال  أو منعدم ..ولا يملك المتابعون  سوى مصمصة  الشفاه!

- يبرع البعض في معارك وهمية  ويؤصلون  لها تأصيلًا تامًا .. فبذريعة عدم  جواز الوصاية على الإبداع يُطَلِقون الذائقة البديعة التى تميزنا. في السابق كانت لجنة الإذاعة تجيز المطربين وأغنياتهم  والرقابة على المصنفات وحدها تسمح بإنتاج الأفلام وبعرضها  العام ..اليوم ينعون على نقابة الموسيقيين الحفاظ على متذوقي ثومة وعبدالوهاب! الغريب  أن الذين يحاولون الدفاع عن فنون خزعبلية مهرجانية "طاهرة"(!!) هم الذين كان يزعجهم من قبل تسيد تجار الخيش والخردة للمشهد السينمائي، بإنتاج أفلام المقاولات، وكثيرًا ما انتقدوا  تدخل الدولة في الإنتاج ..زمن راح واتقضى!

فيه إيه يا ناس؟ أتتركون  أكثر الأمور نبلًا وإنسانية  و"تتشعبطوا" في سبنسة "ترام  أغاني المهرجانات"؟ لماذا  قضايا الذوق والوجدان في المؤخرة.. بينما مصر  في أضعف  حالات قوتها الناعمة.. فتقريبًا الفن يعمل بربع طاقته ونجوم كبار- وشباب أيضًا  يكادوا أن يقولوا فنيًا "عشانا عليك يا رب".

ألم ينبئكم أحد أن الإذاعة كانت بها لجنة لإجازة المطربين وأغنياتهم؟ غريبة ..صمتم وأكلت القطة ألسنتكم وهذا "الفسل" يعلن أنه غير كلمات أغنيته، لأن الحشيش والخمور تناسب أرض مصر (……) لكنها لا تناسب أرض البترودولار" الطاهرة"؟

لا تقوم القيامة في مصر بعد هذه الإهانة، ولا يطالب أحد باقتياده مخفورًا  من المطار إلى أمن الدولة، في حين تستمر" خناءة المسقفين  " حول حق  الغناء لكل من هب ودب..وبينما يذهب بأحمد عبده ماهر إلى السجن، لأنه كتب رأيًا في البخاري ويتم التفريق بين نصر أبوزيد وزوجته لأن خصومه لم يستطيعوا  أن يجدوا قانونًا يقتص منه، لقوله الخطير إن القرآن منتج ثقافي، فإننا نقدم لمطربي المهرجانات شهرة ومالًا  ونستقبلهم مظفرين  بعودتهم بـ" اللامبورجيني" فيزهون  بها في الشوارع، بينما يزهو "مسقفينا "بأنفسهم  وهم يكتبون قصائد  المديح  في الواد حمتو بياع البليلة، وقدرة بتاع الفول  والجحش بتاع البطاطا!

..ومعسله أوي بطاطا.. وسلام كبير لعمنا إبراهيم عبدالمجيد!