رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عضو بالشيوخ الأمريكي: إثيوبيا تندفع نحو كارثة ومهددة بالتفكك مثل يوغوسلافيا

مجلس الشيوخ الأمريكي
مجلس الشيوخ الأمريكي

حذر كريس كونس، عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، من خطورة الحرب التي تشهدها إثيوبيا، قائلا إن البلاد تندفع نحو كارثة ومهددة بالتفكك ومعرضة بشكل كبير لأن تصبح "يوغوسلافيا هذا الجيل"، داعيا الحكومة الإثيوبية إلى التخفيف من حدة خطابها العدواني تجاه عرقية تيجراي، وإبداء استعدادها للتفاوض والتسوية السلمية للصراع الذي بدأ منذ عام أودى بحياة آلاف المدنيين.

وأشار "كونس" في مقال بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إلى أن استمرار الصراع في إثيوبيا في مساره الحالي ومواصلة النظام الحاكم في أديس أبابا في نشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف والإبادة الجماعية والاعتقالات التعسفية ضد أبناء واتباع عرقية تيجراي يهدد بإراقة المزيد من الدماء والانهيار الاقتصادي وتصدع الدولة.

أصداء حروب يوغوسلافيا الدموية

وأضاف السيناتور الأمريكي "أن أصداء حروب يوغوسلافيا الدموية تتجلى بالفعل في الاستقطاب وخطاب الكراهية والعنف الذي عصف بإثيوبيا خلال العام الماضي. تطاردني ذكرى تلك الصراعات السابقة عندما أفكر فيما قد يكون مصير ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان".

وتابع: "مع اقتراب القتال من العاصمة الإثيوبية، يجب على أطراف النزاع الجلوس على طاولة الحوار للحيلولة دون مزيد من التصعيد للحرب التي طال أمدها وأزهقت أرواح كثيرة. يجب على كلا الطرفين اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأزمات الإنسانية الأكثر إلحاحًا".

وذكر السياسي الأمريكي من الحزب الديمقراطي، في مقاله أن الحكومة الإثيوبية فشلت في الوفاء بوعودها بالإصلاح الاقتصادي وتحقيق المصالحة والوحدة ومبادىء التسامح في البلاد، وذلك في ظل إصرارها على المضي قدمًا في حملتها العسكرية على تيجراي التي شنتها على الإقليم الشمالي منذ نوفمبر من العام الماضي وتسببت في نزوح جماعي واسع النطاق وانتهاكات عديدة لحقوق الإنسان، بالرغم من أنها وعدت بإنهاء الصراع في غضون أسابيع قليلة فقط. 

ولفت إلى أنه أن كان جزءًا من الجهود الدبلوماسية للإدراة الأمريكية الحالية وكان ضمن الوفد الذي سافر لأديس أبابا لدفع الأطراف المتحاربة نحو المفاوضات، ضمن جهود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين والمبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، بالأضافة إلى شركاء إقليميين وحلفاء أوروبيين، لحل الأزمة. 

وعود كاذبة

وواصل مقاله " قدمت الحكومة الإثيوبية عددًا من الوعود الكاذبة والآمال التي تلاشت في غضون وقت قليل من بدء الصراع..ز النتائج واضحة بقدر ما هي مدمرة، فبعد مرور أكثر من عام بقليل على الصراع الوحشي والمأساوي، فر أكثر من 60 ألف شخص من إثيوبيا، إلى جانب عشرات القصص المفجعة عن الترحيل القسري والاغتصاب وأشكال العنف العرقي الأخرى الذي يضاف إلى مأساة جيل كامل في البلاد".

وتابع إنه على الرغم من أن عدد الضحايا الدقيق غير معروف ، إلا أن الخسائر البشرية في الصراع كانت مروعة، مشيرا إلى نزوح أكثر من مليوني شخص داخليًا، أكثر من نصفهم من النساء والفتيات ، وقد واجه العديد منهن عنفاً مروعاً قائماً على النوع الاجتماعي، مضيفا "تسببت الحرب في مقتل الآلاف ، ودفعت ما لا يقل عن 400 ألف شخص إلى ظروف تشبه المجاعة ، وتركت سبعة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة".