رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توترات على كل المستويات.. ماذا يحدث على الحدود الروسية الأوكرانية؟

الحدود الروسية الأوكرانية
الحدود الروسية الأوكرانية

تشهد العلاقات الأميريكية الروسية توترا على مدار الأيام الماضية؛ بسبب استعادة الأخيرة شبه جزيرة القرم في عام 2014، وتصاعد الخلاف بين الطرفين جراء عدة أزمات، بدأت باتهامات أميريكية لروسيا بالتدخل في الانتخابات وعمليات القرصنة الإلكترونية وتأشيرات الدبلوماسيين، واشتدت مؤخرا مع اتهامات أميريكية لروسيا بالاستعداد لغزو أوكرانيا.

وأضرت تلك الخلافات بأجواء التفاؤل التي سادت بعد أول قمة جمعت الرئيسين، جو بايدن وفلاديمير بوتين، في يونيو الماضي، وتهدد آمال عقد لقاء مرتقب تدور أحاديث عن أنه كان مرتقبا بين الرجلين قبل نهاية العام الجاري.

ومنذ وصوله إلى الحكم، تعهد بايدن بأن يكون أكثر صرامة حيال روسيا من سلفه دونالد ترامب المتهم بالتهاون مع بوتين.

ودعت الخارجية الروسية، الأربعاء الماضي، موظفي السفارة الأميريكية الموجودين في موسكو منذ أكثر من 3 سنوات أن يغادروا البلاد بحلول 31 يناير المقبل.

وأوضحت أن هذا لم يكن اختيار روسيا "فرضت الولايات المتحدة لعبة مماثلة"، في عام 2020، حددت وزارة الخارجية من جانب واحد مدة ثلاث سنوات لبعثات العمل لموظفي السفارة في واشنطن والقنصليات الروسية العامة في نيويورك وهيوستن.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قال سفير موسكو لدى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إن 27 دبلوماسيا روسيا وعائلاتهم طُردوا من الولايات المتحدة وسيغادرون نهاية يناير القادم.

وطفت أزمة التأشيرات على السطح في 2019، عندما صرحت الخارجية الروسية سابقا بأن بعض أعضاء الوفد الروسي لم يحصلوا على التأشيرات للمشاركة في الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

حشود عسكرية على ضفاف البحر الأسود

وعلى مدار الأيام الماضية، تزداد حدة نبرة التصريحات الصادرة من كييف وموسكو وواشنطن وبروكسل، مع حشود عسكرية تنذر بحرب على ضفاف البحر الأسود.

وأضحت ضفاف البحر الأسود منذ الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ساحة للحشد العسكري، من موسكو من جهة، وحلف شمال الأطلسي المؤيد بقوة لكييف في المقابل.

ولا تخفي واشنطن دعمها الشديد لكييف، حيث جدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، التحذير من أن أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا ستكون له "تداعيات خطرة".

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة لديها أدلة تثبت أن روسيا تعتزم شن هجوم على أوكرانيا، مضيفًا: "في الأسابيع الأخيرة، كثفت روسيا خططها لشن عمل عسكري محتمل في أوكرانيا، بما في ذلك نشر عشرات الآلاف من القوات القتالية الإضافية قرب الحدود الأوكرانية".

وهو ما رد عليه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بقوله إن الولايات المتحدة تحيط بلاده بقواعد عسكرية من جميع الجهات، ملوحا بالرد عند الحاجة.

واتهم لافروف، واشنطن وبروكسل بإثارة وتضخيم الهستيريا العسكرية على حدود روسيا، في إشارة إلى الوجود الأميركي وقوات الأطلسي في أوكرانيا.

كما اتهمت الخارجية الروسية، في تصريحات على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، كييف بحشد نصف قواتها العسكرية قرب الحدود الروسية، ونشر معدات ثقيلة هناك.

لقاء ثنائى بين وزيرى الخارجية الروسى والأمريكى 

وكشفت "زاخاروفا" عن أن لقاء ثنائيا سيعقد بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش الدورة المقبلة للمجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي يعقد خلال اليومين المقبلين.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن زاخاروفا القول إن جدول لقاءات لافروف يشمل أيضا وزراء خارجية النمسا والمملكة المتحدة والمجر وصربيا وإسبانيا وتركيا، كما يجري الترتيب للقاءات أخرى.

اللقاء المرتقب أكده أيضا مسئول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، وقال إنه سيعقد في ستوكهولم غدا الخميس.

قمة قبل نهاية العام

فيما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، عن أن الكرملين يأمل في عقد اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي جو بايدن، قبل نهاية العام، موضحًا أن اللقاء على الأرجح سينعقد عبر الاتصال المرئي.

وقال بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال حول هذا الأمر: "التاريخ لا يزال غير معروف.. نحن نأمل أن يتم التواصل (بين الزعيمين) قبل نهاية العام، ولكن لا يوجد تاريخ محدد بعد"، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.

بوتين: روسيا ستتخذ إجراءات عسكرية 

فيما أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده ستتخذ إجراءات عسكرية- تقنية مناسبة، ردا على استفزازات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما شدد الرئيس الروسي، خلال مراسم اعتماد السفراء الأجانب، اليوم الأربعاء، على أن موسكو ستؤكد تمسكها بعدم السماح بتوسع الناتو شرقا باتجاه الحدود الروسية.

وقال: "في هذه الحالة، نتخذ إجراءات عسكرية- فنية مناسبة، لكن، أكرر، لسنا نحن من يهدد أحدا، وهم يتهموننا بذلك"، مشيرا إلى أن التهديدات تقترب من الحدود الروسية.

وأشار بوتين إلى أن الدول الغربية تتجاهل قلق روسيا بشأن توسع الناتو باتجاه الشرق نحو حدودها، مضيفا أن روسيا تقترح بدء مفاوضات جوهرية لتحقيق ضمانات قانونية بعدم توسع الناتو شرقا باتجاه حدودها.

موسكو: أزمة حادة فى العلاقات

فيما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أمس الخميس، أن موسكو تأمل في إتمام الاتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي جو بايدن، في الأيام المقبلة.

وقال المسئول الروسي، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء (انترفاكس) الروسية: "نأمل أن يتم الاتصال بين بوتين وبايدن في الأيام المقبلة، لأن هناك الكثير من المشاكل التي تتضاعف في ملف العلاقات الثنائية بين البلدين، مما قد يعود بالنفع على العلاقات الثنائية، والتي تسير أكثر فأكثر إلى مرحلة الأزمة الحادة، لاسيما عدم التوصل لتفاهم متبادل حول كيفية خفض تصعيد الموقف في أوروبا وما هو أبعد من ذلك في القائمة".

وأضاف: "يحتاج الرؤساء إلى إعطاء فرقهم الزخم لدفع الأمور إلى أبعد من ذلك وفي اتجاهات أخرى، لكن الوضع في أوروبا مقلق للغاية، من الواضح أن هذا سيكون أحد الموضوعات الرئيسية للنقاش على المستوى الرئاسي".