رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قوافل طبية للعلاج بالمجان تجوب المناطق النائية..ومستفيدون: أدوية وتحاليل ووسائل تنظيم نسل

قوافل طبية
قوافل طبية

تواصل وزارة الصحة والسكان، جهودها فى إرسال قوافل طبية مجانية للمناطق النائية ببعض محافظات الجمهورية، ضمن مبادرة الرئيس السيسي "حياة كريمة"، التي كان لها دورًا كبيرًا في حل عدد من المشكلات التي واجهت المواطنين بشكل عام، وليس الجزء الطبي فقط.

ورغم أزمة كورونا، التي هددت الأنظمة الصحية بمختلف دول العالم، إلا إن مصر كانت أبرز الدول التي نجحت في تطوير المنظومة الصحية في تلك الفترة، استطاعت توفير المستلزمات التي يحتاج إليها المواطن ، والعمل على تنفيذ مباردات صحية تقلل من خطر الإصابة بأي أمراض.

تواصلت «الدستور مع مستفيدين من القوافل الطبية المجانية، التي ساعدت «حياة كريمة» على انتشارها داخل القرى، بعضهم تم شفاؤه من المرض بشكل نهائي، وهناك أيضًا يخضع للكشوفات الطبية للحصول على العلاج اللازم.

سعيد: ساعدتني على تنظيم النسل


داخل مركز تلا، بمحافظة المنوفية، كان ينوي محمد سعيد، صاحب الـ31 عامًا، إنجاب أكثر من ثلاثة أطفال، فقد اعتاد الناس بالمركز على إنجاب الأطفال بمنطلق "العزوة"، لكن بمجرد دخول "حياة كريمة" وخضوعه لجلسة مع القافلة الطبية المختصة في خدمات تنظيم الأسرة، استغنى عن الفكرة تمامًا.

قال "سعيد" إن زوجته عانت في حملها للطفل الثاني، ما جعله يبحث عن فكرة الاكتفاء بطفلين فقط،،  ونصحه الأطباء بأهمية الامر، وعدم الإفراط في الإنجاب، بالاعتماد على وسائل منع الحمل، التي غابت كثيرًا عن أهالي المركز.

وأضاف: "نصحني الطبيب باستخدام لوالب معينة لمنع الحمل، وأكد على عدم خطورتها في المستقبل، وهذا الأمر لم نكن ندركه جيدًا في الوقت السابق، بسبب اندثار المراكز الطبية في القرى الصغيرة، واعتياد الأهالي على إنجاب أكثر من 5  أطفال".


لم يكتفِ الشاب الثلاثيني بمشورة الطبيب فقط، بل كانت تلك الجلسة هي بداية إدراكه للبحث حول الأمر جيدًا، ومتابعة المبادرات الرئاسية التي تحد من الإنجاب، وتقلل من الزيادة السكانية التي أصبحت تشكل خطرًا داهمًا على البلاد، ليبدأ هو الأخير في نشر نصائحه للمعارف والأقربين حول أهمية الاكتفاء بإنجاب طفلين لا أكثر.

ووجه "سعيد" شكره لوزارة الصحة والسكان، التي تسعى جاهدة لنشر القوافل الطبية المجانية في المناطق النائية، بهدف الحفاظ على صحة المواطن، وتلبية احتياجاته دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ باهظة من أجل الكشوفات الطبية فقط.

وكانت قد خصصت الوزارة هذه القوافل للقضاء على الأمراض التي يعاني منها المواطنين غير القادرين على دفع مبالغ الكشوفات الطبية، والسفر من منطقة لأخرى من أجل تلقي العلاج، ما وفر على الأهالي التعرض لمشكلات عدة من أجل التخلص من أزماتهم الصحية.
 

وتخصصت القوافل التابعة لمبادرة «حياة كريمة»، في 12 تخصصًا طبيًا، منها العظام والجراحة والأسنان والباطنة، وأيضًا خدمات تنظيم الأسرة وخدمات الأشعة والتحاليل، وأمراض القلب، وأمراض أخرى كان قد عانى منها المواطنين لسنوات عدة دون الحصول على العلاج.


وجيه: عانيت من أمراض القلب والقافلة وفرت العلاج 

عبد الفتاح وجيه، أيضًا كان يعاني من عدم توافر مراكز طبية داخل مركز تلا بمحافظة المنوفية، وامتنع كثيرًا من الذهاب إلى المستشفيات خوفًا من إنفاق مبالغ باهظة على علاجه، رغم شعوره بالألم الشديد الناتج عن تصلب الشرايين، والمندرج تحت قائمة أمراض القلب الوعائية.

قال "وجيه" صاحب الـ56 عامًا، إنه تعمد عدم الذهاب إلى أي طبيب، لتوفير دخله اليومي للإنفاق على أسرته المكونة من 5 أفراد، وتحمل الآلام التي أنهكت جسده لمدة 7 سنوات، بعد أن تسبب تدخينه بشراهة إلى إصابته بمرض شديد في الشريان التاجي، وقرر عدم تناول العلاج اللازم بعد الكشف الطبي الوحيد الذي أجراه منذ عامين، وكلفه العديد من الأموال، بجانب العلاجات اللازمة التي تطلبت مبالغ أخرى لم يستطع توفيرها.

"كنت محتاج أكتر من 5 آلاف جنيه وأنا دخلي 100 جنيه في اليوم"، عبر الرجل الخمسيني، عن أزمته المادية التي عانى بسببها جسديًا، بعد أن تسبب تدخينه للسجائر بشراهة إلى ضعف عضلات قلبه، والدخول في نوبات يومية من ضيق التنفس وعدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي.

أوشكت معاناة "وجيه" على الانتهاء، بمجرد أن سمع عن القافلة الطبية التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان في مركز تلا، واتجه سريعًا لإجراء الفحص الطبي بالمجان، والحصول على العلاج اللازمة، وبالفعل بدأ منذ أيام قليلة في تناول العلاجات اللازمة بأمراض القلب، والأعشاب الطبية التي تساعد على تنظيم عملية الغذاء والتنفس.

وأرجع الفضل إلى الرئيس السيسي، الذي يهتم بصحة المواطن، ووفر العلاج للمواطنين الأشد احتياجًا، ليتم علاجهم، والعودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.

 

فايز: "حياة كريمة" أعادت إلينا صحتنا من جديد

ومن المنوفية إلى الغربية، تواصلنا مع أحمد فايز، أحد قاطني مركز زفتى، الذي فقد شعره إثر معاناته من مرض الذئبة، بعد ان تركه لمدة تقارب من العام دون أي علاج، وتطورت أعراضه لتصيبه بمشكلات أخرى في الذاكرة، بجانب الطفح الجلدي الذي انتشر في جسده.

أسبوع واحد كان فاصلًا في حياة الشاب العشريني، الذي انتشر المرض في جسده بين ليلة وضحاها دون أي سيطرة منه على الأمر، لكن القوافل الطبية التي نشرتها "حياة كريمة" في المناطق النائية كان لها دورًا كبيرًا في توعية المواطنين بشأن الأمراض التي أنهكت جسدهم، وساعدتهم في الحصول على العلاج اللازم.

كان "فايز" بين أحد قاطني مركز "زفتى" الذين عانوا من أمراض ولم يستطعوا تحمل تكلفتها العلاجية، حتى جاءت القافلة الطبية التي شملت أطباء مختصين في أمراض العظام، وأجرت له الفحص الطبي اللازم، والذي كشف إصابته بمرض الذئبة الذي أثر بشكل كبير على مناعته.

طلب منه الطبيب الراحة التامة لمدة أسبوعين في المنزل، وتناول الدواء اللازم لعلاج آلام المفاصل، وبالفعل استجاب الشاب لاستشارة الطبيب، ويشعر حاليًا بآلام أقل حدة من الوقت الماضي، آملًا في الانتهاء من هذا الأمر تمامًا.

لم ينس "فايز" الدور الذي قامت به القافلة الطبية التابعة لمبادرة "حياة كريمة"، ووجه إلى كل شخص فيها شكره وامتنانه لما يقومون به من واجب وطني تجاه المواطنين، وبالأخص كبار السن الذي ظلوا يعانون سنوات عدة دون الحصول على أي علاج.

كانت قد أعلنت الحكومة المصرية، أن إجمالى عدد المستفيدين من مبادرة "حياة كريمة" يقترب من 55 مليون مواطن، بينما بلغت التكلفة الكلية للمبادرة في 3 سنوات ما يزيد عن 700 مليار جنيه، ليغطى العام الأول 51 مركزًا بإجمالى 18 مليون مواطن على مستوى 20 محافظة خلال الثلاث سنوات القادمة، و مع الانتهاء من الـ 375 قرية هذا العام فستصبح نسبة التغطية 17% من السكان.
 

منيرة: المبادرة وفرت التحاليل بالمجان

في يوليو الماضي، توجهت السيدة الأربعينية، منيرة حسني، إلى القافلة الطبية التي استقرت داخل مركز طنط الجزيرة بمحافظة القليوبية، لإجراء تحليل طبي كانت مطلوبًا منها للاطمئنان على حالتها الصحية بعد أن خضعت للكشف الطبي داخل أحد مستشفيات الصدر، ولكنها لم تجريه بسب ارتفاع ثمنه في معامل التحليل.

كانت تعاني "منيرة"، إحدى قاطنات مركز طوخ، من آلام شديدة في الصدر، وضيق تنفس حاد، ما جلعها تشعر بالقلق، ظنًا منها أنها مصابة بفيروس كورونا، وطلب منها الطبيب إجراء التحاليل الطبية اللازمة، والتي لم تستطع السيدة على تحمل تكلفتها، وخضعت للعزل المنزلي دون المتابعة مع أي طبيب.

لكن بمجرد سماعها عن وصول القافلة الطبية التابعة لمبادرة "حياة كريمة" إلى المركز، سرعان ما ارتدت الكمامة الطبية، وتوجهت إليها لتطمئن على حالتها الصحية، وبالفعل أجرت هناك تحليل طبي لم يستغرق وقته استخراجه سوى نصف ساعة فقط، وكشف عدم إصابتها بالفيروس، لكن السبب وراء مرضها كان عدم تلقي عضلة القلب الخاصة بها لنسبة كافية من الأكسجين.

وشملت الأعراض التي عانت منها التهاب حاد في المعدة، وآلام شديدة في منطقة الثديين، لكن الطبيب أرشدها إلى المكوث لفترة طويلة داخل فراشها دون القيام بأي مجهود، وأعطاها بعض المسكنات والأدوية اللازمة للحد من مرضها، واصفة الأمر: "الموضوع كله مخدش أكتر من ساعتين، ومصرفتش جنيه يومها".