أنتم أبطال أسرتكم.. كيف دعّمت «التضامن» الفتيات لمناهضة العنف؟
مع بداية 25 نوفمبر الجاري وحتى 10 ديسمبر المقبل، تحتفي وزارة التضامن الاجتماعي بحملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، والتي جعلته هذا العام تحت شعار "أنتم أبطال أسرتكم".
تركز الحملة على قضايا السيدات الأولى بالرعاية مثل العنف ضد الفتيات اليتيمات وضد السيدات اللاتي يعانين من مستوى تعليمي واقتصادي محدود، والسيدات المطلقات، والمرأة ذات الإعاقة، وكبار السن، خاصة أن الوزارة تقدم خدماتها لأكثر من ٦٠٪ من تلك الفئات تحت مظلة برامج الرعاية والحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للمرأة.
"الدستور" بحثت عن قصص سيدات تحدت المجتمع رغم الصعوبات التي قد تواجههم، وذلك بمساعدة رائدات وزارة التضامن حيث عملن على تغيير حياتهنّ للأفضل، وفي السطور التالية كان حديثنا مع هؤلاء الرائدات، عن دورهن وأكثر القصص المؤثرة التي واجهوها خلال فترة عملهن.
رائدة الشرقية: نجد صدى جيد من الأهالي
البداية كانت مع هدى السيد، إحدى رائدات التضامن الاجتماعي بإحدى قرى محافظة الشرقية، قالت إن مهمتهم توعية الناس في منازلهم، من خلال الحديث معهم والاستماع إلى مشكلاتهم، وتنبيههم إلى أهداف وموضوعات الحملة، والتي منها الزواج المبكر وختان الإناث وحرمان الفتيات من التعليم، أيضًا العنف الأسري للفتاة من أهلها وأخواتها أو من زوجها، وقدر الإمكان تتم مساعدتهم، وفي المقابل هناك صدى جيد من الأهالي واستجابة كثير منهم، مشيرة إلى أنه عند مواجهة أي عوائق يتم التوجه مباشرة إلى المسؤولين عبر الخطوط الساخنة.
وانتقلنا في حديثنا مع هدى إلى حالات السيدات التي خدمتهن تلك الحملة، فتذكرت معنا حكاية أم تعرضت للعنف على يد أبنائها الذكور؛ فقد تعمدوا إهانتها ولم يرحمها زوجها بل كانت معاملته هو الآخر سيئة، وكانت دور الحملة معها أن حاولوا الكلام وتوعية الأبناء لتقدير قيمة والدتهم، أيضًا لإجبار والدهم على حسن معاملة الأم، وقد تحقق الأمر وصارت الأم تلقى معاملة حسنة من أهل بيتها.
وتذكرت معنا قصة أخرى عن فتاة توفي زوجها وتعمد والد زوجها شطب اسمها من إعلام الوراثة لحرمانها من حقها في الميراث، كما رفض إعادة "جهازها"، ما جعلها تلجأ للقضاء لاستعادة حقها، لكننا في الوقت الحالي نحاول إصلاح الأمر وديًا مع والد زوجها.
وعن نفسها، تقول هدى إنها خريجة آداب إعلام قسم علاقات عامة وإعلان، تطوعت في العمل بهذه الحملة منذ 2010، مشيرة إلى أنه كي تطوع خضعت لعدد من الأسئلة حول المعلومات العامة، كذلك الثقافة العامة وحسن المظهر، أيضًا أن يكون السن مناسبًا وشهادة حسن سير وسلوك، أيضًا أن تكون من أهل القرية التي تطوعت فيها أو متزوجة ومقيمة بها، وفي نهاية الشهر تعقد الإدارة التابعة لها اجتماعًا شهريًا به تقرير عن العمل طوال الشهر.
رائدة الشيخ زايد: دورنا توعوي تثقيفي
منها التقطت أطراف الحديث هدير عبد الفتاح خطاب، إحدى رائدات التضامن بإدارة الشيخ زايد، تقول إن دور الرائدات توعوي تثقيفي، حيث توجيه النساء والفتيات لمراكز الاستضافة إذا وقع عليها أي نوع من أنواع العنف.
وعن الحالات التي قابلتها، تذكرت معنا أنه منذ 4 شهور تعاملت مع سيدة من الصعيد لديها 7 أولاد، يعاملها زوجها بشكل سئ فيقوم بضربها بشكل متكرر إلى أن أصبح أسلوب حياة لديها، ولم يكتفي بذلك بل منع إحدى بناتها من دخول الجامعة رغم أن تكاليفها تعهدت الجمعيات التابعة للحملة بتكفلها، فكان الحل أن تساندها الحملة من خلال استضافتها في إحدى الدور التابعة لها، فرفضت الزوجة ضرب زوجها وتركت المنزل له، فاستغرب من قوتها وقدرتها على مواجهته، وكانت النتيجة أن تحسنت علاقته بها ولم يعد لضربها مرة أخرى.
حالة أخرى تحدثت عنها هدير، تروي أنها فتاة أجبرها أهلها على الزواج وهي لا تزال قاصر، وكانت النتيجة أن تمت الزيجة بعقد عرفي ولم يتم الاعتراف بذلك الزواج، وطلقها زوجها ولم يتم إثبات الطلاق أيضًا، فأصبحت الفتاة مطلقة دون الاعتراف بذلك في الدفاتر الرسمية للدولة، ولم تكتف الأم بذلك بل كانت على وشك تزويج ابنتها الأخرى، وكانت هنا دور الحملة للتدخل بإيقاف هذا الزواج: مع الحديث مع الأم نجحنا في تراجعها عن تلك الفكرة وأنقذنا الفتاة من مصير أختها.
رائدة الدقهلية: أنقذنا طفلة من قسوة أبيها
آلاء ضياء الدين، إحدى رائدات التضامن بمحافظة الدقهلية إدارة نبروة وحدة درين، تروي لنا أيضًا قصة أخرى عن أب تجرد من معاني الرحمة والإنسانية، فقد استغل الأب مشاجرته مع الأم فأخذ الطفلة الرضيعة، والتي لم يتم تسجيلها بعد في سجلات الدولة تحت المطر وقرر تجريدها من ملابسها وضربها نكاية في الأم لكن تم اللحاق بالطفلة، وتم أخذ الأم للوحدة الصحية، وسعت الحملة في استخراج شهادة ميلاد للطفلة، أيضًا وفرت للأم معاش مطلقة ذات -أي لديها أطفال- وفي انتظار الفيزا.
