رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسى لبنانى: يجب على «ميقاتى» زيارة مصر لحل أزمة بيروت

ميقاتي
ميقاتي

أشار الكاتب الصحفي اللبناني والمحلل السياسي البارز محمد الرز، إلى أهمية اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع عدد من قادة العالم للمساعدة في إيجاد مخارج للأزمة اللبنانية، وكان آخرها زيارته الحالية إلى الفاتيكان.

وأضاف الرز في تصريحات لـ"الدستور": "إلا أن الحل لا يكمن في عواصم العالم حسب التاريخ الحديث للأزمات اللبنانية المتعاقبة منذ عام 1975 حتى الآن، لأن دول العالم تبني مساعداتها على مقاس مصالحها ومشاريعها في المنطقة، بما في ذلك مصالح حلفائها، ولم يتم حل اي أزمة في لبنان منذ نصف قرن وحتى الآن إلا وفق حل عربي يحظى بدعم دولي، والدليل الأبرز على ذلك إنهاء الحرب اللبنانية عام 1989 بعد اندلاعها طيلة 15 عاما  بموجب اتفاق الطائف العربي الوفاق الوطني اللبناني".

اعتبر الرز أن هذه الحقيقة تتجاهلها اليوم الطبقة السياسية المتحكمة في لبنان لارتباط بعض أطرافها باجندات إقليمية أو بمنطلقات مصلحية كما هي حال معظم أطراف هذه الطبقة، الذين يجدون مصالحهم السياسية والمالية والطائفية باستمرار وتفاقم الأزمة اللبنانية ليفرضوا على الشعب مشاريعهم الخاصة.

وأردف: "لقد أعلن الرئيس ميقاتي عزمه على زيارة مصر، لكنه تأخر كثيرا في ذلك وكان مفترضا به، ومنذ اللحظة الأولى لأزمة لبنان مع دول الخليج العربي أن يبادر لزيارة القاهرة، بوصفها الشقيقة الكبرى التي تعمل دائما على إطفاء الحرائق داخل البيت العربي".

وتابع: "ولو أن المسؤولين اللبنانيين درسوا خلاصات وتجارب الأزمات المتعاقبة في وطنهم لادركوا ان الباب الرئيسي لحل الأزمة الحالية موجود في القاهرة، فمن غير مصر ضغط على فرنسا عام 1943 لينال لبنان استقلاله، ومن سواها الذي سحب فتيل حرب أهلية لبنانية عام 1958، ومن أوجد اتفاق القاهرة لإنهاء الصدام بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية عام 1969".

كما أشار إلى الدور المصري حين اندلعت الحرب الأهلية عام 1975 لدول العالم بأن يرفعوا أيديهم عن لبنان، مضيفا: "هل يغيب عن بال حكام لبنان أن مصر ضغطت بقوتها على إسرائيل لتنسحب من بيروت وباقي مناطق لبنان  1982، وأنها عقدت مؤتمر القاهرة للقيادات اللبنانية عام 1988 تمهيدا لإنهاء الحرب الأهلية بعدها بعام واحد، وهي التي أعادت بناء الجسور والبنى التحتية  وأعادت الكهرباء إلى لبنان عام 2006 عقب العدوان الإسرائيلي".

واستطرد: "لقد قدمت مصر للبنان عدة مبادرات لحل أزمته الحالية حملها موفدون إلى بيروت وأبرزهم وزير الخارجية سامح شكري وأقامت جسرا جويا وبحريا لإغاثة منكوبي بيروت عام 2020 إثر انفجار المرفأ، ودعمت مبادرات الجامعة العربية لمساعدة لبنان على النهوض من كبوته وآخرها زيارة الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي لإيجاد مخرج للأزمة اللبنانية مع دول الخليج، والمسار الرئيسي الذي تتبعه مصر لمساعدة لبنان هو الحفاظ على مقومات الدولة الوطنية فيه وإعلاء المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة" .

واختتم حديثه قائلا: "ولعل الطريق الوحيد لحل هذه الأزمة الحالية المستمرة منذ سنتين هي ان تبادر  مصر مع الدول العربية المعنية باتفاق الطائف إلى وضع خارطة طريق محددة لانتشال الشعب اللبناني من الهوة الموجود فيها قوامها وضع قانون انتخابات متوافق مع الدستور اللبناني والإشراف على نجاح هذه الانتخابات والتشدد في انتماء لبنان إلى محيطه العربي، لا أن يكون ورقة إقليمية فارسية أو تركية بل دولة عربية مستقلة، كما هو واقعها وطبيعتها وأصول شعبها" .