رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد زكى.. المشخصاتى

أحمد زكى
أحمد زكى

سبع صنايع لكن البخت مش ضايع، هكذا يمكن وصفه، إنه البواب والرئيس، الضابط والمجرم، المكافح والمدمن، المحامى والسائق، السايس والوزير، سلسلة طويلة من الشخصيات، باختلاف ماهيتها وتكوينها، نجح فى تقديمها، وترك بها بصمة جعلته يتربع على عرش السينما المصرية كواحد من أهم أبناء جيله إن لم يكن الأهم. «لو كان أتقن اللغة الإنجليزية لحصل على جائزة الأوسكار»، هكذا قال عنه الراحل «عُمر الشريف»، وحين وصفه عبقرى الكاميرا «محمد خان»، قال عنه: «كان نابغة، كان بيعيش الأدوار»، ليزيده «على بدرخان» من الشعر بيتًا، قائلًا «كان بارعًا وصادقًا فى أدائه، وإنسانًا طيبًا جدًا»، إنه النمر الأسود والإمبراطور أحمد زكى.

 

الفتى الأسمر، ابن محافظة الشرقية الذى ولد فى  18 نوفمبر من العام ١٩٤٩، بدأ سلم التفوق مبكرًا، حيث حصل على تقدير الامتياز من المعهد العالى للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام ١٩٧٣، ليحصل على صك الإبهار قبل بداية المشوار، لتقدمه كاميرا على بدرخان، وسيناريو صلاح جاهين، فى رائعة «شفيقة ومتولى» أمام الراحلة سعاد حسنى عام ١٩٧٨، ومن هنا بدأت مسيرة الإبداع، حيث قدم دور الجندى المقاتل «عبدالعزيز» فى فيلم العُمر لحظة، و«سفروت» الضابط المتنكر فى الباطنية، وضحية المخدرات فى «المُدمن»، ليكون مصدر الإلهام والطموح فى «النمر الأسود»، والطبال فى «الراقصة والطبال»، ليبهر المشاهد بدور الضابط فى «زوجة رجل مهم»، ليكتسب تعاطف رواد السينما فى شخصية «منتصر» المجرم الهارب فى «الهروب»، ليمزج الضحكة مع الحرفنة فى مهنة المحامى فى «ضد الحكومة»، ثم المصوراتى فى «اضحك الصورة تطلع حلوة». وكأنه أبى أن يحرم السينما من بصماته، فى كل الأدوار والشخصيات، حيث نجح بمرونة ورشاقة ممزوجة بالهيبة والبراعة، فى تقديم شخصيتين هما الأبرز فى تاريخه السينمائى، حيث قدم دور الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» فى فيلم «ناصر ٥٦»، ليواصل التحدى بشخصية بطل الحرب والسلام، الرئيس الراحل «محمد أنور السادات»، ليواصل منافسة نفسه، لإنه الوحيد القادر على المنافسة. 

 

دراميًا، أصر «زكى» على المرور، ولكنه لم يكن مرورًا كريمًا، بل كان صاخبًا، حيث قدم سيرة حياة عميد الأدب العربى طه حسين منذ نشأته المبكرة فى الريف وفقدانه بصره، فى مسلسل «الأيام»، للمخرج يحيى العلمى، فى عام ١٩٧٩، ليعيد تكرار تجربة الدراما مرة أخرى، بصحبة الراحلة سعاد حسنى فى مسلسل «هو وهى».

 

«المشخصاتى»، أراد أن يرسم الضحكة على شفاه جماهيره، بعد أن أبهرهم وأحزنهم تارة، ونال إعجابهم وإشادتهم تارة أخرى، ليصعد على خشبة المسرح وقدم شخصية «كمال» نجل «رمضان السكرى» فى مسرحية «العيال كبرت» وهو الدور الذى قام به الفنان الراحل حسن مصطفى، فى المسرحية التى كانت بمثابة علامة فارقة فى تاريخ المسرح المصرى.

 

بالدراما والكوميديا، بالتراجيديا وبالسيرة الذاتية، نجح أحمد زكى فى التربع على عرش التمثيل، نمرًا أسود، تاركًا وراءه رصيدًا من الصعب أن يلحق به أحد، ليبقى «الإمبراطور».