رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهيناز الفقى تناقش «سعيدة ملحمة العشق والحرية» بنادى أدب مصر الجديدة

شاهيناز الفقي
شاهيناز الفقي

يستضيف نادي أدب مصر الجديدة حفل توقيع ومناقشة رواية "سعيدة ملحمة العشق والحرية" للكاتبة الروائية والقاصة شاهيناز الفقي، ويناقشها كل من الناقد الدكتور طارق منصور، والناقد محمد عليوة، والناقد الدكتور إيهاب عبدالسلام، والناقد شرقاوي حافظ، والناقدة نهال القويسني، وذلك في الساعة السابعة مساء الثلاثاء بمقر نادي أدب مصر الجديدة.

ـ ومن أجواء الرواية

"يتأهب الزبير للعودة إلى وطنه، يذهب لمستشفى الهلال ليودع جنوده الذين ما زالوا في مرحلة العلاج ليبث الحماسة في قلوبهم ويشد من أزرهم.

يرقد على الفراش فتى أسمر بُترت إحدى قدميه في الحرب نتيجة لقذيفة مدفعية، يتهلل وجهه حين يرى الزبير قادمًا نحوه، يقبله الزبير في جبينه ويجلس بجوار الفراش يواسيه، يعلم أن أيام الفتى في الحياة معدودة بعد أن انتشرت الغرغرينا في قدمه المبتورة، لا يعرف لماذا تذكر ابنه سليمان في تلك اللحظة فانقبض صدره واستعاذ بالله.

يعتدل الفتى في جلسته، لم تفارقه الابتسامة رغم فيضان الدموع الذي سال من عينيه، يبدأ حديثه عن الحرب والهزيمة والأهل في السودان، يتحدث بصوت يحمل حزنًا وكراهية لحرب لا تنتهي".

وفي مقطع آخر تقول "إنها الحرب يا سيدي.. للحرب ويلات لا يدركها إلا من خاضها، لا يدركها الخليفة العثماني ولا يشعر بهولها القادة والجنرالات، نحن الحطب الذي يستعر به أتون الحرب، نحن الفلاحون وجامعو القمامة والمشردون، هل تعرف أنني من قبيلة فقيرة لا يعرف سكانها أن هناك على أطراف هذا العالم دولًا وشعوبًا، إنهم يظنون أن نهاية العالم تقف عند حدود قريتهم.

يحكى عن حبيبته السمراء التي يرى وجهها يسطع كالبدر في السماء كل ليلة والتي تنتظره عند حافة النهر كل صباح، عن أمه الطيبة التي لا بد أنها الآن تغزل له شيئًا يدفئه في تلك الليالي الباردة، وعن أبيه الفلاح الذي يعشق رائحة الأرض ويسميها دومًا "أمنا الأرض".

يبتسم وهو يقص عليه قصة الفتى الأعمى الذي اقتادوه للجهادية، وكيف كان عسكري الهجانة المكلف بجمع الأنفار للجهادية يجلده بالسوط كلما صاح فيهم قائلًا: أنا أعمى.. والله العظيم كفيف.

ينفجر الزبير ضاحكًا حتى بدا لمن حوله أنه لا يبالي بأجسادهم المبتورة ونفوسهم الهشة، يضحك رجل يرقد في السرير المجاور كان ينصت لحديثهما، تنتقل عدوى الضحك للعنبر الحزين فيضحك الجميع حتى تلك الممرضة الشقراء التي كانت عيناها تلمعان من الدهشة، والطبيب الإنجليزي ذو الوجه الأحمر المنتفخ، يصمت الجميع فجأة وكأنهم تنبهوا أن الأمر برمته لا يستدعي الضحك وأن رائحة الموت تتسلل للعنبر كل ساعة، ينظر الفتى لقدمه الزرقاء وينظر للزبير بعين منكسرة".

جدير بالذكر أن شاهيناز الفقي روائية وقاصة  لها العديد من الأعمال الإبداعية منها "رواية سعيدة ملحمة العشق والحرية" سنة 2017 الطبعة الثانية من الرواية عام 2019 دار زهراء الشرق للنشر والتوزيع، ورواية "سنوات التيه" 2018 دار زهراء الشرق للنشر والتوزيع، مجموعة قصصية "الدبلة والمحبس" 2019 دار غراب للنشر والتوزيع، قصص قصيرة مترجمة للإنجليزية في كتاب حكايات النيل، وغيرها من الكتابات.