رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طه حسين.. عميد المُبصرين

طه حسين
طه حسين

فقد بصره ولم يفقد بصيرته، حرمه الجهل من نظره، ولم يَحُل بينه وبين أن يكون واحدًا من أبرز الشخصيات فى الحركة العربية والأدبية الحديثة، إنه الأديب والناقد وعميد الأدب العربى «طه حُسين»، الذى وافته المنية فى مثل هذا اليوم من عام ١٩٧٣. ولد عميد الأدب العربى، ابن مغاغة بمحافظة المنيا، فى الـ١٥ من نوفمبر من عام ١٨٨٩، وقبل أن تحفظ عيناه وذاكرته وجهى والديه ومعالم قريته، أصيب بالرمد وعمره ٤ سنوات فقط، ثم تفاقم الأمر، وامتدت يد الجهل والإهمال إلى عينيه ليفقد بصره إلى الأبد على يد مُعالج يمتهن الحلاقة بالقرية، ليُلحقه بعدها والده بالكُتاب، وتنشأ شخصيته وتتكون اعتمادًا على أذنيه. وتربى طه حسين على سماع قصص عنترة بن شداد والسيرة الهلالية، ثم انتقل للدراسة فى الأزهر، حتى التحق بالجامعة الأهلية حين افُتتحت فى عام ١٩٠٨، وحصل على درجة الدكتوراه فى عام ١٩١٤، ثم سافر فى بعثة إلى فرنسا ليكمل الدراسة، ليعود إلى مصر أستاذًا للتاريخ ثم أستاذًا للغة العربية، حتى أصبح عميدًا لكلية الآداب، ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية، ثم وزيرًا للمعارف. وفى عام ١٩٦٤ رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة «نوبل» فى الآداب، وفى عام ١٩٦٤ منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية، ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الإيطالية فى عام ١٩٦٥، وفى نفس العام حصل على قلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، وفى عام ١٩٦٨ منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراه الفخرية. فى العام ١٩٥٧ تم تحويل روايته «دعاء الكروان»، إلى فيلم سينمائى، قامت ببطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والراحل أحمد مظهر، وفى عام ١٩٧٩ تم تحويل سيرته الذاتية، التى كتبها بعنوان «الأيام»، إلى مسلسل تليفزيونى قام ببطولته الفنان أحمد زكى.