رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مبدعات مصريات يؤكدن: نبحث عن أسماء مستعارة.. ولكن!

لوحة تشكيلية
لوحة تشكيلية

في واقعة مثيرة للجدل شهدها الوسط الثقافي الإسباني، عقب الإعلان عن فوز الكاتبة  كارمن مولا بجائزة بلا نيتا الإسبانية في الرواية، والتي تبلغ قيمتها مليوون يورو، حدث ما لم يكن يتوقعه أحد فعند تسلم الجائزة ظهر 3 رجال ليتسلموا الجائزة بدلا منها، وهم كتاب السيناريو خورخى دياز، أوجستين مارتينيز وأنطونيو مرسيرو، والذين أكدوا أن اسم كارمن مولا اسم وهمي من اختلاقهم، في واقعه فعلها الكاتب الساخر أحمد رجب فأعطى مجلة الكواكب مسرحية وقال إنها مترجمة عن الكاتب المسرحى العالمى دورينمات بعنوان «الهواء الأسود» وتباري النقاد المصريين في الكتابة عنها ليظهر أحمد رجب ويشير إلى ـنه مؤلفها،  لذا جاء سؤالنا ما الذي يحرض كاتب أن يكتب باسم مستعارولماذا؟

الروائية ضحي عاصي 

 

اشتاق لاسم مستعار 

من جانبها، تقول الكاتبة الروائية  ضحى عاصي: لم يحدث أننى كتبت باسم وهمى ولكن هذا السؤال ذكرنى برغبة شديدة كانت تنتابنى من وقت لآخر، وهي أن أكتب باسم رجل. 

وتابعت: لاحظت أن كثيرًا من النقاد والصحفيين أحيانا ينطلق من قراءته للنص وفهمه أيضا للنص من أن الكاتبة امرأة، أحيانا كانت تساورنى الرغبة فى تصور أن تلك الأعمال التى كتبتها كانت موقعة باسم رجل، وأتصور كيف سيقرأها النقاد بدون هذا المدخل التقليدى أحيانا عن كتابة المرأة، والبحث فى دوافع الشخصيات وقراءة العالم الروائي على أساس أن هناك امرأة بداخله تصرخ من الاضطهاد. 

وأكدت العاصي على أنها “مشتاقة جدا لهذه التجربة للتأكد من هذه الشكوك، ولكنى لم أفعلها وأعتقد أننى لن أفعلها”.

الشاعرة جيهان عمر 

 

أعطني اسمًا مستعارًا وسأخبرك الحقيقة كاملة

 

ومن جانبها، تقول الشاعرة جيهان عمر: “كتبت يوما على صفحتي بالفيسبوك، أريد اسما مستعارًا، فاقترح الكثيرون أسماء تشبهني والبعض كان يسأل عن السبب.. السبب ببساطة أن تختبئ خلف نفسك، أو أن تكشفها تماما لا تترك حتى الأغطية التي تغطي عورات الروح”.

وتابعت الشاعرة جيهان عمر، في تصريحات لـ"الدستور": “في بداية حياة كل كاتب يحلم بأن يقرأ القارئ اسمه فيعرفه، وحينما يعرفه يتمنى الكاتب أن ينساه، ويدعه لجنونه هكذا بدون اسم، الأجمل أن تكون إنسانا فقط متحررا من صورتك الموجودة مسبقا، بدون اسم يثبت هويتك في لمح البصر”. 

وأكدت عمر: “نعم أتمنى أن أكتب باسم مستعار ولكن بشرط ألا يعرف أحدهم أبدا حقيقة الأمر وهذا يبدو أمرا مستحيلا أيضا، فالإنسان مجبور على كشف أسراره.. كما أن هناك شخصًا مريضًا دائمًا مهمته أن ينقب وراءك ربما يعرف عنك شيئا لا يعرفه أحد، أريد أن أكتب عمود رأي مثلا بهذا الاسم الآخر دون أن يغضب أحد أو يحاسبني أحد عما أقول”.

وتابعت عمر: “كتبت ديوانا كاملا عن علاقة انتهت بموت أحد طرفيها.. فكانت التعليقات على الشعر.. مسكينة ما زالت أسيرة لهذا الحب، دون أن تقرأ النصوص بمعزل عن كاتبها، سنظل نحلم بهذا الاسم المستعار”.

ولفتت عمر إلى أن “في مرة كانت شاعرة تقرأ نصا عن الجسد.. فسأل الكاتب صديقه الجالس بجواره، إن كانت هذه المرأة متزوجة.. لقد بدأ حكما أخلاقيا قبل أن تنتهي من قراءة قصيدتها.. إذا نصوصنا أيضا عبارة عن سيرة ذاتية نرسم فيها شكل حياتنا وليس هناك تفسير آخر.. لا أدري متى سنتخلص من فكرة أن كل كتابة هي سيرة بالضرورة، وحتى لو كانت كذلك، فالكتابة مع خيال فقير فقيرة أيضا”.

وختمت عمر بسؤال: لماذا يصادرون الخيال كقيمة وكأنه لا يستطيع أن يأخذنا لعوالم أخرى.. أو كأنهم لا يؤمنون به، وحتى يحدث ذلك أستطيع أن أقول لك.. أعطني اسما مستعارا وسأخبرك الحقيقة كاملة.

الروائية منى العساسي 

اللجوء لاسم مستعار نتيجة ضغوطات اجتماعية 

ما الذي يدفع أحدهم للكتابة تحت اسم وهمي؟ تقول الكاتبة الروائية منى العساسي لـ"الدستور": "قديما كان يلجأ الكتاب والكاتبات للكتابة تحت اسم مستعار، وذلك هروبا من الضغوطات السسيولوجية أو السسيودينية فذلك يمنحهم مساحة أوسع من الحرية للتعبير عن كل ما يريدون قوله دون الحاجة لتحمل عبء المساءلة الاجتماعية خاصة المجتمع الصغير (العائلة).

وتتابع: لكن السؤال هنا ما الذي يدفع أحدهم للقيام بذلك في مجتمع اليوم وفي دولة كإسبانيا كما في الضجة المتعلقة بكارمن مولا؟، ورغم دهشتي من الحدث وإعجابي بذكاء الكتاب الثلاث (المحتالين الثلاث) القضية بالنسبة لي لم تتعدى كونها قضية نصب تماما كمن يعلم أن هناك مسابقة رياضية لذوي الاحتياجات الخاصة فيأتي أحد الأصحاء ويدعي أنه معاقًا طمعا في الدعم المقدم لهذه الفئة بعينها، والصعود بشكل غير مشروع على حسابهم، مع فارق التشبيه، فالمعيار هنا ليس جودة المقدم، بقدر تشجيع فئة معينة على خوض التجربة والاستمرار والمنافسة وفقا لتجربتهم وقدراتهم في هذا المجال.. والحقيقة لو كنت المسؤولة لسحبت منهم الجائزة ذلك لاحتيالهم على المجتمع واستغلالهم له.

واختتمت: لا أبحث عن أسماء وهمية أو مستعارة، دور الكاتب هو المواجهة والتخفي وراء اسم آخر يعني بطبيعة الحال الهروب.