رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كرموا محمد صلاح!

وقف شامخاً كالجبل، هادئاً كالناسك، باسماً كالفجر، هكذا بدا لي "تمثال" فخر العرب، ابن قرية نجريج، هداف الدوري الإنجليزي، وبطل ليفربول الأسطوري محمد صلاح، الذي انضم مؤخرًا كساكن جديد وجار طيب لأقرانه من تماثيل العظماء والمشاهير، وكل من سبقوه إلى حجز أماكن لهم داخل متحف "مدام توسو" الشهير بالمملكة المتحدة، في قلب الغاصمة لندن، والذي أنشئ قبل قرابة قرنين من الزمن!
وقف تمثال صلاح، الفرعون المصري الأصيل، جنباً إلى جنب بجوار تماثيل رونالدو، وبيكهام، وترامب، وتشرشل، وهتلر، وإليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا العظمي بجلالة قدرها، البلد التي دخلها صلاح ابن القرية المصرية قبل سنوات قليلة مضت، ثم أكرمه الله بتكريم أهلها له مؤخرًا، كواحد من أبرز الشخصيات وألمعها، وأكثرها حضورًا و تأثيرًا .
كان محمد صلاح هو اللاعب الوحيد في العالم، الذي وجه إليه الأمير ويليام "دوق كامبريدج" الدعوة لحضور حفل يقام داخل أحد قصور لندن، حيث تعالت باسمه الهتافات، والتقطت له الكاميرات صورًا بصحبة الأمير وزوجته، لتتصدر أغلفة المجلات، وتحتل مكانها اللائق في عالم السوشيال والفضائيات!
هكذا يري العالم "صلاح" الذي نجح في جذب انتباه، وكسب احترام الجميع، بفضل من الله الكريم، الذي ألهمه الصبر والعزم، والدأب والالتزام والاحترام، والاجتهاد واليقين، والإيمان بمشروعية حلمه والإخلاص له، والسعي إلى تحقيقه، ليقدم للعالم كله نموذجاً يحتذي، ومثلاً يقتدي، لما يمكن أن يحققه شاب عربي مصري، جاهد نفسه واجتهد من أجل الوصول لهدفه!
إن ما حققه الفرعون المصري من نجاحات في مجاله، سيضيف إلى مصر أداة جديدة من أدوات قوتها الناعمة، بعد أن استطاع أن يرفع اسم بلده عالياً، وأسهم في تعريف شباب العالم بقيمة مصر وتاريخها، فصارت هتافات الجماهير له، تأتي مصحوبة باسمها، فكيف لا نكرمه؟!
عندما تواترت الأنباء، عن قيام بعض الأشخاص بإتيان بعض الأفعال التي من شأنها تشويه صورة مصر، كقيامهم مثلا بتصوير بعض الأماكن غير النظيفة، أو الظهور بملابس غير مقبولة وبثها، كنا أول المطالبين بأن تتم مساءلتهم، ومحاسبتهم، ومعاقبتهم، كونهم قد أساءوا! 
ولكن ماذا عن الذين أحسنوا؟!
أوليس من حق مصر أن تفرح بأبنائها الناجحين؟
أليس من حق الناجحين أيضاً، أن يكرموا في بلدهم ومن أبناء جلدتهم؟
لم تقصر الدولة المصرية في تكريم صلاح، فقد سبق وأن استقبله فخامة الرئيس السيسي شخصياً بقصرالاتحادية وأشاد به وأثني على دوره، وحفزه على تحقيق المزيد من النجاحات، ولكن لا بأس من تكريمه مجدداً من أجل شحذ همته، ولو على الصعيد الشعبي! 
لقد كرم الإنجليز "مو" بأن صنعوا له تمثالاً،
فمتي يكرم المصريون "أبو مكة" بما هو أهل له؟!
حفظ الله مصر وأهلها وأعز قائدها وزعيمها .