رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أقلام الزيف».. دمغات الذهب المزورة تخدع الصاغة والمواطنين

الذهب
الذهب

أقلام الدمغة المزورة وسيلة مافيا وعصابات تزوير معدن الذهب النفيس، التي بها ينقشون دمغات المعدن التي تعبر بالتبعية لذلك عن عيارات وهمية، ينخدع فيها المواطن.

وقائع غش ذلك المعدن النفيس تكررت بالفترة الأخيرة، استخدمت فيه تزوير الدمغات لإيهام المواطنين أن ما يقع بأيديهم هو ذهبًا، وذلك على عكس الحقيقة، وكانت أحدث تلك الوقائع ضبط ورشة بمنطقة الجمالية بالقاهرة تصنع أقلام الدمغة لدمغ الذهب والفضة بأختام مزورة، وذلك لتسهيل دمغ وختمها بتلك الأختام المزورة، وترويجها وبيعها للمواطنين كونها المعدن الثمين "على خلاف الحقيقة"، مما يتسبب في الإضرار بالاقتصاد القومي للبلاد.

أحمد الورداني مالك محل المجوهرات بحي المعادي، يوضح لـ"الدستور" أن الأختام المزورة على المشغولات الذهبية قد لا يستطيع كشفها الصائغ نفسه، وقد ينخدع بها مثله مثل المواطن العادي، موضحًا أنه غالبًا ما تتم عمليات الغش بالورش تحت بير السلم بدرجة كبيرة من الخداع، وذلك باستخدام بعض الأقلام الحديدية التي تنقش هذه الدمغات المزيفة، وتابع أنه في الغالب يدعي من يشتري من ورش تحت بير السلم تلك التنازل عن المصنعية، وهو أمر غير وارد إذا كان يخص ذهبًا حقيقيًا، مضيفًا أن الشركات الكبيرة والشهيرة من الصعوبة بمكان أن يتم بها مثل هذه الممارسات.

كذلك قال مايكل إيميل، صاحب محل لبيع المشغولات الذهبية بمنطقة ميدان الجامع، أن الذهب المزور يكثر تداوله بالمناطق الريفية حيث يكثر الإقبال على شراؤه وبالتالي يحاول عصابات هذا المعدن النفيس اختراع وسائل لتنفيذ نصبهم، وإحكام أعمالهم الإجرامية، خاتمًا بإشارته إلى ضرورة مراقبة الدولة المستمرة لمحال الصاغة والتفتيش الدوري عليها لكشف أي تلاعب يُقدم من خلالها، مؤكدًا أنه يدمغ بضاعته في مصلحة دمغ المصوغات والموازين.

بينما أوضح جورج إبراهيم، أحد مالكي محال بيع المجوهرات بمنطقة ميدان الجامع، أن هناك عدة طرق لتسهيل مهمة فحص القطعة الذهبية وكشف المغشوش منها مشيرًا إلى أنه يمكن استخدام عدسة مكبرة مع التركيز على لون الحواف التي تتعرض للاحتكاك بشكل مستمر، وفي حال ظهر خلف المكان المتآكل معدن آخر مختلف اللون، فمن المرجح أن يكون الذهب مطليًا فقط وليس أصليًا.

وعن الطريقة الثانية فهي تسمى اختبار "العض"، أوضح أنها تتم من خلال قضم قطعة الذهب بقوة متوسطة، ومن ثم فحص العلامات التي ستظهر على القطعة الذهبية، فإذا كان الذهب حقيقيًا فتظهر عليه علامات الأسنان بوضوح مشيرًا إلى أنه كلما كان الذهب أصليًا ونقيًا بدرجة أكبر، كلما كانت علامات الأسنان على قطعة الذهب أكثر عمقًا.

بالإضافة إلى ذلك حذرت الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالغرف التجارية، المواطنين من تفشي ظاهرة شراء ما يسمى بالذهب الكسر، والذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة شكاوى كثيرة من المواطنين، الذين تعرضوا لخسائر عديدة جراء شراء هذا الذهب، وذلك لزيادة نسبة الغش فى تلك الأعيرة بشكل كبير، وهو ما يعد نافذة لترويج الذهب المغشوش بالأسواق.

وتابعت أن هناك مصانع تحت بير السلم تنتج أعيرة مشابهة للذهب الأصلي، بدرجة نقاء أقل وتربح الكثير، وهناك صعوبة لدى المواطن فى اكتشفها.

وفي إطار محاولة حل هذه الأزمة كشف تقرير لمصلحة دمغ المصوغات والموازين التابعة لوزارة التموين، عن أن المشروع الذي تنفذه المصلحة حاليًا والخاص بدمغ الذهب والمعادن الثمينة بنظام التكويد بالليزر، سيتم الانتهاء منه قريبًا.

في هذا المشروع الذي مازال تحت التجريب فإنه سيتم تكويد كل قطعة ذهب بجهاز ليزر حيث أن كود كل قطعة لا يمكن تكراره أو تزويره، مما يمثل معه إقرار شهادة ميلاد لكل قطعة ذهبية.

وتعد أهم البيانات التي ستدون على الذهب بعد تطبيق نظام الباركود هي رقم تسلسلي أو باركود مكونات القطعة ووزن القطعة ونوع الجرام واسم المصنع والبيانات الضريبية، والهدف من نظام البار كود حسبما أعلنت مصلحة الدمغة والموازين، هو منع ظاهرة الذهب غير المدون بدمغة أو المزور،  وكذا منع ظاهرة بيع الذهب المغشوش والقضاء على سرقة الذهب، كما سيقضي في الوقت نفسه على ظاهرة سرقة الذهب.