رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير الاتحاد الأوروبى: نأمل فى إقرار وثيقة الشراكة الجديدة مع مصر

كريستيان بيرجر
كريستيان بيرجر

أكد سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، كريستيان بيرجر، أن وثيقة الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي (2016- 2021) على وشك أن تنتهي، معربًا عن الأمل في أن يتم إقرار الوثيقة الجديدة خلال اجتماع مجلس الشراكة القادم بين مصر والاتحاد الأوروبي على المستوى الوزاري، الذي سيعقد بمجرد الانتهاء من المناقشات مع الجانب المصري.

وقال السفير الأوروبي- في تصريحات لعدد محدود من المحررين الدبلوماسيين اليوم السبت: "إننا بالطبع نأمل أن نتمكن من الانتهاء من وثيقة الشراكة مع مصر قريبًا حتى نتبادل الأفكار بالفعل وتحديد أولويات الشراكة".

وحول الأولويات الجديدة للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في إطار الوثيقة الجديدة للشراكة، اعتبر السفير الأوروبي- ردًا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن الأولويات تغيرت مقارنة بعام 2016 (بداية الاستراتيجية التى أوشكت على الانتهاء).

وقال إن أولويات جديدة فرضت نفسها مثل استجابة الجانبين المصري والأوروبي لأزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وما يتعلق بالصحة وإنتاج اللقاحات، كما سيتم التركيز على القضايا الاجتماعية والبيئة الخضراء والطاقة الخضراء وطاقة الهيدروجين على سبيل المثال وبالتوازي.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع وزارة الطاقة المصرية لوضع استراتيجية للطاقة والتي قمنا بها قبل عشر سنوات؛ لذلك نقوم بتحديث ذلك مع تركيز قوي للغاية على الطاقة المتجددة وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين، وتلك هي العناصر الجديدة التي نحتاج أن نأخذها في الاعتبار مقارنة بالسنوات السبع الماضية.

وأشار السفير الأوروبي إلى المجالات الجديدة ذات الأولوية بالنسبة للشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبى، ومن بينها رقمنة الاقتصاد وكل ما له علاقة بالذكاء الاصطناعي، موضحًا أن كل هذه الموضوعات الجديدة سيتعين على كل من مصر والاتحاد الأوروبي التعامل معها في المستقبل.

وأشاد السفير كريستيان بيرجر بالتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، لافتًا إلى أن الفترة القليلة القادمة ستشهد العديد من الزيارات لكبار مسئولى المفوضية الأوروبية إلى القاهرة.

وكشف أن المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبى لمنطقة القرن الإفريقي أنيتا ويبر، ستقوم بزيارة إلى القاهرة- خلال الأسابيع القليلة المقبلة- لإجراء مباحثات مع المسئولين المصريين، مشيرًا إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي يقوم على ضرورة الوصول إلى اتفاق حول سد النهضة بين الأطراف، وسنعمل كل ما في وسعنا للوصول لذلك.

وبخصوص سد النهضة، قال برجر إنه يجب أن يكون هناك نقاش بين الدول الثلاث، لأن حوض نهر النيل مهم للتنمية، والاتحاد الأوروبي كان واضحًا أمام جلسة مجلس الأمن حول أهمية دور المراقبين، مشيرًا إلى أن التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث أمر ممكن، ويجب أن يتم ذلك، ونحن نساعد الأطراف في هذا الصدد.

وردًا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول مهمة المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي إلى منطقة القرن الإفريقي، قال كريستيان بيرجر إنها بموجب منصبها فهي مبعوثتنا أيضًا المعنية بالجهود المتعلقة بالمفاوضات بشأن سد النهضة، وهي تمثل الاتحاد الأوروبي جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة كأطراف دولية، لأننا لسنا أطرافًا في هذه القضية ولكن لتقديم المشورة ولتقديم المساعدة.

من ناحية أخرى، استعرض السفير بيرجر الزيارات المزمع القيام بها لمصر من جانب مسئولي الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن مفوض الاتحاد الأوروبي للجوار الجنوبي أوليفر فارهيلي، سيزور مصر- خلال الفترة المقبلة- للمشاركة في "أسبوع القاهرة للمياه" نهاية أكتوبر الجاري، والذي يقوم بتنظيمه الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع السلطات المصرية في القاهرة بشكل سنوى.

وأضاف أن المفوض الأوروبي سيعقد- خلال زيارته المقبلة- سلسلة من اللقاءات مع المسئولين فى مصر، متابعًا أن مفوضة الاتحاد الأوروبي المعنية بالشئون الداخلية المسئولة أيضًا عن الهجرة إيلفا جوهانسون، ستزور القاهرة منتصف نوفمبر القادم.

وحول التعاون الثنائي بين مصر والاتحاد الأوروبي، أوضح سفير الاتحاد الأوروبي أن وزير الخارجية سامح شكرى قام بزيارة بروكسل في شهر يوليو الماضي، وجرى الاتفاق على عقد سلسلة من الاجتماعات، حيث عقد اجتماع لجنة الشراكة المصرية الأوروبية الأسبوع الماضي، وجرت خلاله مناقشة جوانب التعاون الاقتصادي والتجاري وفى مجالات العلوم والهجرة والطاقة وموضوعات حقوق الإنسان وجميع القطاعات التى تتضمنها اتفاقية الشراكة بين الجانبين.

وتابع يقول: قبل أيام قليلة عقد أيضًا الحوار السياسي، وتمت خلاله مناقشة الجوانب المتعلقة بالسياسة الخارجية والقضايا المتعلفة بالجوار كالوضع في ليبيا والشرق الأوسط وشرق المتوسط.

وعما إذا كانت هناك منافسة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في السوق المصرية، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة، قال سفير الاتحاد الأوروبي إنه لا توجد منافسة؛ نساهم جميعًا في هذا القطاع، فدولة مثل ألمانيا أو فرنسا وغيرهما مهتمة كذلك بهذا القطاع.
 

وحول رؤيته للتنمية الحضرية في مصر، أكد السفير أهمية التنمية الحضرية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي نشيط للغاية لفترة طويلة مع وكالة التنمية الألمانية والوكالة الفرنسية للتنمية وغيرها فى هذا المضمار؛ ولدينا كذلك تعاون فى هذا المجال مع برنامج الغذاء العالمي، وكان لدينا مشروع كبير في صعيد مصر انتهى قبل عامين، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع ما يحدث في مصر في الوقت الحالي.

وعن التعاون في المجال الثقافي، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر إن الاتحاد يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي، ويعمل كذلك على استفادة السكان الذين يعيشون فى تلك المناطق من التراث الثقافي، مشيرًا إلى مشروع ترميم مسجد الماردانى بالدرب الأحمر الذى قام سويًا و13 سفير دولة أوروبية بزيارته قبل يومين، وهو مشروع يعود بالنفع على سكان المنطقة.

وأضاف أن هناك العديد من المشروعات المماثلة؛ لترميم الآثار الإسلامية التي تهدف إلى ترميم الأثر نفسه، وأيضًا تحسين حياة السكان في المنطقة، مذكرًا بمشروع تطوير المتحف المصرى بالتحرير الذى نتمنى أن يتم الانتهاء منه فى ديسمبر القادم، ونعمل به مع خمسة متاحف أوروبية فى فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا.

وحول تقييمه للعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة والمشروعات العملاقة فى مصر، أوضح السفير الأوروبي أنه قام بزيارة العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، وقال إنه من "الرائع" رؤية تشييد مبان جديدة بهذه السرعة فى العاصمة الإدارية مثل المتحف والمكتبة والأوبرا، مشيرًا إلى أنه قام بزيارة مكتب رئيس الوزراء بالعاصمة وكذا مبنى وزارة الخارجية.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الجهود الكبيرة ستكون حافزًا قويًا للاقتصاد المصرى فى قطاع البناء.

وحول الاستثمار مصر، قال السفير إن مفوض الاتحاد الأوروبى للجوار الجنوبى، أوليفر فارهيلى، سيزور مصر نهاية الشهر الجارى لمناقشة العديد من الموضوعات لأننا بصدد إطلاق خطة استثمارية جديدة لمنطقة الجوار الجنوبى، وسيتم الإعلان عنها فى شهر فبراير القادم للبلدان على طول المتوسط، وهنا علينا أن نرى كيف يمكننا تنسيق ذلك مع خطط الاستثمار.

وعن مناخ الاستثمار في مصر، أشار السفير الأوروبي إلى المميزات التى تتمتع بها مصر في مجال الاستثمار، لاسيما ما يخص البنية التحتية ونظام النقل الذي يعمل بشكل جيد، بحيث يمكن بسهولة تصدير المنتجات التى يتم تصنيعها في مصر، مشيرًا إلى أنه قام مؤخرًا بزيارة ميناء دمياط العملاق، بالإضافة إلى وجود تشريعات جديدة الخاصة بالاستثمار، وجميعها جوانب مهمة للغاية.

وشدد على أن الطاقة المتجددة تعد من القطاعات الواعدة للاستثمار، منوهًا بأن مصر تمتلك- بالفعل- الإمكانيات الهائلة لإنتاج الطاقة المتجددة.

وحول الاستراتيجية الجديدة لحقوق الإنسان التي أطلقتها مصر، قال السفير الأوروبي: "نرحب بالاستراتيجية، ولدينا اجتماعات مهمة كسفراء مع وزارة الخارجية لشرح الاستراتيجية، وأيضا اجتماعات متابعة مع لجان حقوق الإنسان في مجلسي الشيوخ والنواب، وننظر بعناية شديدة للاستراتيجية، ونحن مستعدون أيضًا للمساعدة في التشريع ذات الصلة، لأن العديد من النقاط من المهم أن تتم ترجمتها بالطبع إلى تشريعات، ولدينا الخبرة التى يمكن نتشاركها مع مصر فى هذا الصدد".