رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نادي القصة يسترد عنفوانه في مركز طلعت حرب!

ألأنها ندوة فوق العادة من منظور الأجواء التي انبثقت من رحمها ..أردت أن تمتد استثنائيتها لتشمل أيضا محتواها ..فيكون مغايرا للسائد المتكرر عبر  مايقرب من خمسين عاما؟!

أكتوبر ..من جبهات القتال  إلى معترك الأدب نصر

كان هذا هو عنوان الندوة التي نظمها نادي القصة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية مساء السبت الماضي.

ومن رحم أجواء مغايرة لكل ندوات النادي  عبر مايقرب من ٧ عقود  ولدت ندوتنا هذه.. حيث نظمت.. ولأول مرة .. خارج جدران النادي.. في مركز  إبداع طلعت حرب بالسيدة نفيسة.

بدا الأمر خلال الندوة وكأننا في حلم..وفي الحقيقة خلال شهور طويلة .. لم يكن ثمة أحلام ..بل كوابيس..إنهاء مسيرة النادي..إلقاؤه بتاريخه وأثاثه ومكنوزاته العريقة..  في الشارع!

كل  المؤشرات كانت  تنذر  بأن النادي إن غادر غرفة الإنعاش مع تفاقم محنته القاسية فإلى مقابر النسيان!!

حكم قضائي  صدر في ١١ يناير الماضي  بإخلاء المقر التاريخي للنادي   لصالح ملاكه.. ورثة فؤاد باشا سراج الدين.

هذا المقر يتكون من شقتين متجاورتين.. وقع عقد إيجارهما  يوسف السباعي  والباشا  في يوليو ١٩٦٠ ..

كان النادي ذاك الوقت قد تجاوز خطى طفولته بنجاح.

والخطوة الأولى كانت في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.. زيارة قام بها إحسان عبد القدوس للبكباشي يوسف السباعي في ثكنته العسكرية.

فكرة ألحت على إحسان غير قابلة للتأجيل..إنشاء منتدى ثقافي يعني بأدب الحكي..القصة القصيرة والرواية ..وماينبثق عنهما  من ولادات نقدية

لم يبد البكباشي حماسا..لكنه دعا إلى جلسة شاي في منزله.

الدعوة لم تكن موجهة فقط إلى إحسان ..بل  أيضا إلى الكبار ..طه حسين..نجيب محفوظ..توفيق الحكيم..محمود تيمور..عبد الحميد جودة السحار..وآخرين.

عقب حوارات مستفيضة..اتفقوا على تبني اقتراح إحسان عبد القدوس..إنشاء ناد للقصة.

وكان أول رئيس له وبالإجماع.. عميد الأدب العربي طه حسين.

أماالمقر ..فغرفة في مجلة فنية بميدان التحرير!

لكن خلال سنوات قليلة رسخ النادي أقدامه في المشهد الثقافي ..ليس فقط بسبب حماس وإخلاص مؤسسيه ..وفي الصدارة يوسف السباعي الذي اختير سكرتيرا عاما للنادي..

بل أيضا لتعطش خطوط إنتاج أدب الحكي ومتلقيه - وما أكثرهم في ذلك الوقت- لمثل هذا المنتدى.

وبدت الحاجة ملحة لمقر أكبر ..فوقع الاختيار على شقتين في عمارة الباشا فؤاد سراج الدين ب ٦٨ شارع قصر العيني.. ليواصل النادي انطلاقته العظيمة..ولا أظن أن  في مصر ..بل و العالم العربي ماتجاوز عنفوان فيضانات نادي القصة إلا فيضانات النيل قبل إنشاء السد العالي!!

أصدر النادي سلسلة الكتاب الذهبي..ومااحتكرها الكبار ..بل أشعت روايات وقصص قصيرة  لكتاب  نصف معروفين..ليس عن طريق الواسطة والمجاملة والمصالح المتبادلة..ولكن لأنهم فقط.. يكتبون جيدا!!

وهذا ماشدد عليه كل رؤساء النادي .. من طه حسين إلى نجيب محفوظ إلى يوسف الشاروني..إلى نبيل عبد الحميد

لاموطيء قدم إلا لمن يجيد أدب  الحكي..

وكما قال السباعي في أحد تصريحاته أن توزيع الكتاب الذهبي كان يزيد عن ٢٠ ألف نسخة..! " الآن لايزيد مايطبع عن ٣٠٠ او ٤٠٠ نسخة..يودع الناشر نصفها أو دون ذلك بين يدي المؤلف مقابل بضعة آلاف من الجنيهات ..وكل عدة أسابيع يطبع ٥٠ نسخة  ويزين  الغلاف عبارة الطبعة الثانية.. الثالثة..العاشرة..

ليعيش الكاتب في وهم الشهرة..بل العالمية".

وحين أطلق نادي القصة مسابقته السنوية كانت الجودة..ولاشيء سواها ..المحك الوحيد  للفوز بجوائزه..

أتذكر..في عام ١٩٩٥..وكنت مقيما  ذلك الوقت في سلطنة عمان .. دعاني أحد الأصدقاء..إن لم تخني الذاكرة .. الأديب الراحل عبد الستار خليف .. لأن أتقدم بروايتي عائلة صابر عبد الصبور  لمسابقة نادي القصة.. قلت له أنني لاأعرف أحدا من مسئولي النادي..فقال: هذا لايعنيهم..ما يعنيهم العمل..هل يستحق الجائزة أم لا !

أرسلت الرواية عبر البريد..لتفوز بالجائزة الأولى عن مسابقة عام  ١٩٩٦.

قلت هذا خلال إلقائي  كلمة المشاركين في افتتاح مؤتمر جائزة العمل الروائي الأول بالشارقة في ابريل عام ٢٠١٦..فنال ماقلت تصفيقا حارا ..ليس لما قلت ..بل لنادي القصة.

أدهشهم ماقلت ..ربما لأنهم يعانون من قسوة اقتناص جائزة  من  هنا أو هناك لصعوبة تحقق شروط أخرى للفوز.. غير الجودة!

ومازال هذا حال مسابقات نادي القصة التي شرفت بتنظيمها عدة سنوات.. ومع اجتياز النادي محنته القاسية سوف نعاود تنظيمها.

ولا أبالغ إن  وصفت تلك المحنة بالقاسية ..فمنذ مايزيد عن العقد و النادي يعاني من أنيميا حادة في موارده المالية..حتى أنه أحيانا بدا عاجزا عن سداد فواتير الكهرباء!

وبالطبع تفاقمت المحنة مع صدمة الحكم الصادر في يناير الماضي بإخلاء المقر.

هو الموت إذن..هو مواراة النادي بتاريخه العريق في مقابر النسيان!

لكن بفضل الله..

بفضل نضال بعض من أعضاء مجلس الإدارة برئاسة الكاتب الكبير نبيل عبد الحميد.

بفضل تبرعات كتاب ..يقينا جديرين بأن يبندوا بحروف من نور في خانة المثقف الدور..

محمد سلماوي..محمد الباز.. كمال رحيم..سمية زكريا المقيمة في أمريكا..

بفضل دعم وتعاون  د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ..بفضل دعم وتعاون  صندوق  التنمية الثقافية برئاسة د.فتحي عبد الوهاب.. بسط   الدكتور عادل بدر رئيس مركز طلعت حرب الثقافي في السيدة نفيسة السجاجيد الحمراء أمام  نادي القصة ليستنشق مجددا أوكسيجين الحياة..ليسترد عافيته الثقافية وعنفوانه .

ألهذا وصفت في مطلع سطوري تلك ندوة  النادي في مركز طلعت حرب بأنها فوق العادة؟!

نصر اكتوبر..من جبهات القتال الى المعترك الأدبي.
كان هذا عنوان الندوة التي رغبت ايضا ان تكون استثنائية فيما تشهده من تنظيرات حول انبثاقات رحم الميادين العسكرية في اكتوبر ٧٣ من حكي أدبي فاضت به قرائح أدباء حملوا السلاح بيد والقلم بأنامل اليد الأخرى..ومن هؤلاء المقاتلين الحكائين ثلالثة فرسان اعتلوا المنصة..
المقاتل والأديب أحمد عبده 
المقاتل والأديب محمد خضر .
المقاتل والمبدع والناقد د.سيد نجم الذي كانت قرون استشعاره بالغة الرهافة لصيحات مقاتلينا على الجبهة : الله اكبر..
ولقصف المدافع وغارات الطائرات وصداها في المنازل والشوارع ..كان ايضا راصدا جيدا لصدى كل هذا في دواخل  المبدعين ..ليعيده تصديره الينا مدموغا ببصمته الابدا نقدية عبر  كتابين جميلين..رواية (السمان يهاجر شرقا)..
و (أطياف إبداعية في مواجهة العنف)..

وهو طرح لما رصده مجهره النقدي عبر قرون للانعكاسات الأدبية لما يجري في ميادين القتال.

فإن كنت أراها ندوة فوق العادة باعتبارها بشارة لخروج نادي القصة من محنته..

فقد سعيت لأن تكون أيضا كذلك من حيث رؤى فرسان المنصة وفرسان القاعة ..فتتجاوز تلك الرؤى  مايطرح في الإعلام ومنتدياتنا الثقافية من تنظيرات احتفائية ..كلما عبقت الأجواء بروائح ذكريات نصر اكتوبر.

أردت ان تجيب حوارات قاعة مركز طلعت حرب عن أسئلة تشغلني وغيري عن أدب المقاومة.

أسئلة على شاكلة : هل لأن كاتبي أدب المقاومة..خاصة ما يتعلق بنصر أكتوبر هم أولا وأخيرا مواطنون منتمون بقوة لهذا البلد..يغلب الحماس الوطني على أقلامهم فتفوح بسطور تغلب عليها التقريرية والتسجيلية ربما ؟

هل.. لأن الحرب  في العادة شأن ذكوري ..تكون الغلبة في أدب المقاومة للمبدع الذكر..حيث نادرا ما يعبق أدب  الاستروجين - أعني الأدب النسوي - بانعكاسات لقصف وانفجارات وغبار ميادين القتال ؟

هل مصطلح أدب المقاومة عربي خالص بشر به غسان كنفاني في كتابه " أدب المقاومة الفلسطينية من ١٩٤٨ إلى ١٩٦٨"..أم أنه مصطلح عالمي ظهر وراج مع آلاف الإصدارات الأدبية التي فاضت من قرائح الأدباء عن التجارب الحربية عبر القارات الست؟

وماذا عن المصطلح..أدب الحرب ..أدب المقاومة..أيا   منهما ..هل يعبر  بدقة عن انعكاسات مايجري في ميادين القتال  و صداه في الجبهات الداخلية..على الأديب..؟

ثم..                                                      

تلك الظاهرة الغريبة ..صمت أقلام  رموز أدبية من الوزن الثقيل ..تجاه حرب الاستنزاف وماتوجت به من انتصار أكتوبر العظيم..

نجيب محفوظ...طه حسين ..توفيق  الحكيم..يوسف ادريس..

ألا تستحق البحث عن تفسير لها ؟

ألا يتعين علي كمدير للندوة طرح هذه الأسئلة وغيرها في مستهل الندوة؟

بحت بتصوري هذا  لكاتبنا الكبير حسن الجوخ..فقال ضاحكا : أسئلتك هذه في حاجة إلى مؤتمر..مؤتمرات وليس مجرد ندوة لمدة ساعتين....!

إذن تلك الندوة التي أراها فوق العادة..من منظور الجوخ.. لن تطيق مابداخلي من أسئلة..

لكن هذا لم يمنعني في مفتتح الحوار أن أطرح مالدي

تاركا أمر  الإجابة لمشيئة فرسان المنصة..

سيد نجم..أحمد عبده..محمد خضر..

وماكان المفتتح لأي منهم!..

بل للغائب.. الحاضر بقوة نبيل عبد الحميد رئيس النادي  .. كلمة حالت ظروفه الصحية - شفاه الله - دون حضوره..فألقاها نيابة عنه نائبه حسن الجوخ..رسالة شكر إلى وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم ..ورئيس صندوق التنمية الثقافية..لما فاضا به  من دعم كان له تأثيره البالغ في ضخ بلازما الحياة العفية مجددا في شرايين النادي.

وأني أرى ثالثاً ..أيضا جديرا بالشكر..رئيس مركز طلعت حرب  الثقافي..د.عادل بدر..الذي كما قلت بسط  السجاجيد الحمراء  في استقبال  نادي القصة.. وأعضائه ومحبيه.. ليس فقط على سبيل تنفيذ ماتلقى من تعليمات ..بل وأيضا ..إدراكا منه لعراقة النادي وأهميته كأحد أهم منتدياتنا الأدبية..

حتى أن حوارنا معا..تجاوز مجرد استضافة  قاعة المركز لندوات نادي القصة..بل أن نتعاون معا لإقامة أنشطة تسيل جدواها الثقافية  في شرايين سكان منطقة السيدة نفيسة..

لذا ستكون ندوة شهر نوفمبر المقبل  قراءة في أعمال  شباب المنطقة وكافة المناطق المجاورة  الموهوبين في إبداع  الحكي.. كخطوة أولى نحو اكتسابهم هوية جمهورية الأدب.

....

في مستهل الندوة نوه د.سيد نجم إلى أن التجربة الحربية من أشد التجارب خصوصية ..إذ أنها منبه معقد ..تتماس فيها قيم الحياة والنزوع إلى البقاء في مقابل كل العنف المتوقع ..في مقابل الهلاك والموت.

يقول نجم : بينما الموت في دلالته العامة يعني مايعنيه..فهو عند الجندي المقاتل يعني الحافز إلى مزيد من الحرص على الحياة ..يقاتل وهو على يقين أنه يسعى للانفلات من الموت.

ويعزي  نجم ميلاد جنس الرواية ورواجه في مصر إلى ارتباطه بقضايا المقاومة في مواجهة العدوان الخارجي والقهر والاستبداد.

وعن الأدب المستلهم من حرب أكتوبر يتحدث نجم عن العديد من النماذج الروائية مثل رواية الرفاعي للروائي الكبير جمال الغيطاني.حيث يرى أن حياة الفدائي الرفاعي وبطولاته الفذة..وماتتسم به شخصيته من العمق والصدق والأمانة العسكرية  مع الرغبة في التضحية والفداء جعلها مادة ثرية للراوي

ويتطرق نجم الى الحديث عن روايته " السمان يهاجر شرقا"..والتي تعبر عن تجربة الحصار ..سواء الحصار النفسي الذي عانى منه الجنود خلال الفترة التي أعقبت هزيمة ٥ يونيو..وحتى العبورفي ٦ اكتوبر ٧٣.. أو الحصار الفعلي بعدما انتقل جنود كتيبة المشاة وعبروا إلى نقطة دشمة كبريت الحصينة على الضفة الشرقية للقناة.

وتقع الرواية في عدة فصول : العصفور يغرد ولايبكي ..الطيور الفزعة..السمان يهاجر مرتين..الثيران تلتهم التورتة ..الجمل يجتر مافي جوفه..ذكر النحل يموت في أنثاه..والطيور لا تأكل عشها.

ومن دلالات تلك العناوين يعايش القاريء تفاصيل التجربة ..الملل والضيق النفسي الذي يعاني منه الجنود..بداية رفع درجة الاستعداد مع استدعاء الجنود من الإجازات والتأهب لاستقبال الأطباء المدنيين المكلفين للعمل بالوحدات الطبية العسكرية ..ومنه لمستشفى الخامس شرق القناة..حيث يجسد الكاتب عبر حكي فني عميق العديد من تجارب المقاتلين المصريين تحت وطأة الحصار ..مع شح الطعام والماء والقصف المدفعي والغارات الجوية..فالمقاتل محمود  ينجح في ابتكار جهاز لتحلية مياه القناة ..وينجح الضابط أسامة ( الذئب ) في الانقضاض على نقاط المراقبة الاسرائيلية والاستيلاء على الطعام والماء الموجود في موقعهم..وينجح الضابط  سامح في مهمته المستحيلة  لنقل الجرحى المصريين إلى أقرب وحدة عسكرية مصرية.

ويجسد المؤلف مشهد استشهاد البطل العقيد ابراهيم عبد التواب في سطور بالغة التأثير على القاريء ..فقد صلى ركعتين في أحد المواقع ..وأشار إلى موقع سجوده وقال لأحد افراد وحدته : إن استشهدت أدفن هنا.

وتحققت نبوءة البطل ابراهيم عبد التواب..استشهد ليحقق له جنوده أمنيته الأخيرة..مواراة جسده الطاهر أسفل مكان سجوده.

 

وباح المقاتل الأديب أحمد عبده ببعض مكنوزه عن جبهة القتال..الجبهة الداخلية..وصدى هذا في أدبه..وهذا بعض من بوحه:

-عشت الهزيمة في القرية من خلال الراديو والأخبار القادمة من الجبهة والجنود القادمين من الجبهة والمعايشة اليومية لسنوات الاستنزاف..كنت حينها طالبا.

-حضرت حرب أكتوبر 1973 وأنا في القوات المسلحة أتلقى التدريب والتعليم فى أحد المعاهد لأمكث في الخدمة 35 سنة.                      

-أول قصص أدب الحرب كتبتها في مطلع الثمانينات, وكانت عن هزيمة يونيو..وصفتها دورية صحفية بقولها " خارج من النصر ويكتب عن الهزيمة".. وفيما بعد..وفي 2004 كتبت مجموعة قصصية كاملة عنها.

         -أعمالي في أدب الحرب هي: ثعالب في الدفرسوار" رواية"..    

نقش في عيون موسى " مجموعة قصصية"..

حالة حرب "مجموعة قصصية"...

أكتوبر يا أولاد.. يا أولاد أكتوبر " قصة طويلة لليافعين".

ولم يتجاهل أحمد عبده أسئلتي..

-المعالجة السردية لهزيمة يونيو ثم حرب  الاستنزاف تراوحت بين التسجيلية والفنية ..لكن غلب عليها الفن..  فمعالجة الهزيمة تقترب من الوجدان أكثر منها في حالة الانتصار..ذلك أن  زلزال الهزيمة يخرس, أو يُوهن لسان العاطفة عن الزعيق.. وربما ظهر فيها جلد الذات..لكن  العديد من  الأعمال أخرجت بطولات من قلب الهزيمة..

-شيء طبيعي أن يكون أدب الحرب ذكوريا.. وإن كانت ثمة اعمال لبعض الروائيات.

المقاتل والأديب محمد خضريخوض أيضا في الحوار منظرا للعلاقة بين جبهة القتال والمعترك الأدبي.                                  –شاركت كجندي  في التجهيز والتدريب القاسي من عام ١٩٧١ حتى اقتحام المانع المائي في 6أكتوبر 1973  .. حرب الاستنزاف كانت شرسة.. كان جنودنا يعبرون و يقتحمون  ويدمرون  ويقتلون ويعودون بالأسلحة.. وأحياناً بأسري.. استشهاد الفريق عبد المنعم رياض على خط المواجهه  حدث كبير..لكن لم ينل من عزيمة قواتنا عبرت ودمرت الموقع الذي اطلق الطلقات على موقع الشهيد عبد المنعم رياض هذا هو تسجيل ماحدث ..وقد تناوله بعض من أدبائنا في أعمال لهم بشكل فني بعيد عن التسجيلية  مثل سيد نجم .. سمير الفيل.. أحمد عبده  قاسم مسعد عليوه..

-كتاباتي  في البدء اتسمت بالتسجيلية ..لكن مع تزايد قراءاتي بدا اعتنائي بالبنية الفنية يبدو واضحا في قصصي القصيرة..ومنها: "الغدرفوق صوت الهديل" و"هكذا يغني كوبري الفردان".. ثم كتابي الأول وهو "عبير وفرط الرمان" ..ويضم  قصصا عن أدب الحرب.. لكن بمفهوم آخر.. من بينها قصة "كش ملك" التي فازت في مسابقة نادي القصة عام ٢٠٠٢ وتشير إلى الحالة الإنسانية لبطل استشهد في حرب أكتوبر..

......

فإن كان صدى نصر أكتوبر في معترك أدب الحكي هيمن على حوارات ندوة نادي القصة الأولى بمركز طلعت حرب..فلقد شاء الشاعر غريب الشعراوي أن يدمغ ختام الندوة ببصمة شعرية .. أبيات من قصيدة له ..أيضا عن نصر أكتوبر..

لما قلنا الله أكبر

من لوب جيشنا الرهيب

التققينا الريح بتعبر

القنال رغم اللهيب

....

جيش بلدنا دمه حامي

عزمه أصلب م الجبال

لو رماني أي رامي

راح ندوسه بالنعال

.....

راح يشوف النار بعينه

أي حاقد أو جهول

جيش عروبتي النور يزينه

من دعاء سيدنا الرسول.