رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ميكروباص الساحل».. سائقو إمبابة: «الموقف كامل العدد ومفيش حد مختفي»

صورة مزيفة لميكروباص
صورة مزيفة لميكروباص الساحل

قرب الثانية من مساء الأحد الماضي، تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من قبل أحد الأشخاص بالاشتباه في سقوط ميكروباص بنهر النيل، لتنتقل سريعًا الأجهزة إلى كوبري الساحل، حيث سقط جزءًا يتجاوز الـ3 أمتار من السور الحديدي للكوبري.

لم تمر دقائق معدودة حتى انهالت منشورات المنصات الإلكترونية المختلفة، تدّعي أن سيارة الميكروباص التي سقطت من الكوبري كان قادمًا من إمبابة ويحمل ١٥ شخصًا بداخله وعلى الفور انطلقت فرق الإنقاذ النهري في رحلة بحث عن المفقودين.

يوم كامل قضاه رجال الإنقاذ النهري في البحث عن أي أثر للبلاغ الذي أصبح حديث مصر بين ليلة وضحاها، وتعددت الروايات حينها بين شاهد عيان ادعى قدومه بسيارته الملاكي من إمبابة إلى كوبري الساحل، وشاهد سائق توكتوك يصطدم بالسور الحديدي للكوبري دون سقوطه في المياه، واستعان السائق بسيارة نقل وحمل التوكتوك وانتهت الواقعة.

كوبري الساحل

راوية أخرى كانت أكثر جدلًا، حين أكد شاهد عيان آخر رؤيته لسقوط الميكروباص من الكوبري ومن أجل التصديق عليها انتشرت صورة عبر صفحات "فيسبوك" لسقوط سيارة من أعلى أحد كباري محافظة القاهرة.

صورة مزيفة 

"الدستور" انتقلت إلى مكان الحادث، وقارنت بين تفاصيل الصورة المنتشرة والمكان الذي شهد الحادث، لنجد اختلافًا كبيرًا بينهما وباستخدام موقع TinEye، المتخصص في التحقق من الصور، اكتشفنا أن الصورة المتداولة تعود أحداثها إلى 2013 أثناء حالة الفوضى التي عمت بعد ثورة 30 يونيو، حين سقطت مدرعة من أعلى كوبري أكتوبر.

صورة سقوط المدرعة ٢٠١٣

رغم ذلك لم تتغاض فرق الإنقاذ النهري عن دورها في البحث عن ضحايا الحادث الغريب من نوعه، في حين أنه لم يتم تقديم أي بلاغات عن مفقودين منذ أمس، وطوال الساعات الماضية لم يحضر أي من ذوي الضحايا لموقع الحادث من أجل البحث عنهم.

وخلال تواجد "الدستور" في موقع الحادث، تواصلنا مع بعض القيادات الأمنية هناك، ليؤكدوا جميعهم عدم وجود أي دليل عن سقوط ميكروباص من الكوبري، لكنهم مستمرين في البحث من أجل تهدئة الأمور: "محدش شاف حاجة والموضوع كله مبني على كلام شهود".

الأجهزة الأمنية في موقع الحادث

وفي أقل من ٦٠ دقيقة، انتهت شركة المقاولون العرب من أعمال إصلاح آثار كسر على مساحة تقترب من ٢ متر في  كوبري الساحل، وعاد كل شئ  إلى أصله.

أهالي المنطقة يستنكرون 

وقف عدد كبير من أهالي المنطقة أمام مكان سقوط السور الحديد، يشاهدون ما يحدث في حيرة من أمرهم، فهم لم يروا أو يسمعوا عن وقوع أي حادث طيلة اليوم.

وبسؤال أحد الأشخاص المتواجدين دائمًا أسفل الكوبري، كونه يملك "كشك" في ذات المكان: "لم أسمع عن وقوع أي حوادث في الوقت الذي تم الترويج له، وأدركت الأمر فقط حين وصلت الأجهزة الأمنية إلى الكوبري، وبدأت في معاينة الأمر".

موقف إمبابة كامل العدد

انتقلنا بعد ذلك إلى موقف ميكروباصات إمبابة، كونه هو الأقرب إلى موقع الحادث، وبالحديث مع سائقيه، أكدوا جميعهم أنه لا يوجد أي ميكروباص مفقود حتى وقتنا هذا، وجميع السائقين كاملين العدد.

وتواصل الأجهزة الأمنية في الجيزة عملية البحث عن السيارة لليوم الثاني على التوالي، ودفعت بـ 8 لانشات من الإنقاذ النهري للبحث عنالسيارة والضحايا والتأكد من حقيقة وقوع الحادث.

وأوضحت التحريات الأولية التي باشرتها النيابة العامة، أن هناك جزءًا من سور الكوبري قد سقط صباح أمس، نتيجة حادث توكتوك، وهو الجزء الذي قيل إنه شهد سقوط الميكروباص منه إلى قاع النيل بجميع ركابه، وتم العثور على الجزء الحديدي الذي سقط من الكوبري فقط ولا يوجد أثر حتى الآن للسيارة وركابها.

أعمال البحث