رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لجنة الفتوى بالأزهر: كتابة الثروة لأحد الورثة بنية حرمان آخرين «غير جائز»

 لجنة الفتوى بالأزهر
لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

ردت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف على تداول وانتشار وصيات من بعض المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي، بتوريث بعض أولادهم دون آخرين، وتوريث أشقاء بغرض حرمان أشقاء آخرين من التركة، وذلك بسبب الخلافات بينهم، معلنين ذلك عبر صفحاتهم حتى تكون أمام الجميع،  مما أثار غضبا كبيرًا بين الجمهور، حيث عقب رواد التواصل بأن هذه مسائل لا يرضى عنها الله، وأن الدين لم يجيز ذلك.

"لجنة الفتوى بالأزهر" حسمت الجدل الدائر في فتوى سابقة لها حينما ردت على فتوى مماثلة من سائل يقول: هل يجوز لأي شخص أن يكتب معظم أملاكه لأحد أو بعض ورثته لكي يحرم آخرين من ورثته من حقهم الشرعي بعد وفاته؟

وقالت لجنة الفتوى التابعة للجامع الأزهر، إن تقسيم الميراث لم يتركه الله لبشر ولا حتى لنبيه صلى الله عليه وسلم، بل تولى تقسيمه بنفسه، فأعطى لكل ذي حق حقه، حيث استدلت بقول الله تعالى (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا).

وتابعت اللجنة: وعلى ذلك لا يجوز لأحد أن يفضل أحدًا أو يحرم أحدًا من نصيبه وإلا كان متجاوزًا لحدٍ من حدود الله، واستدلت بقول الله  تعالى بعد أن ذكر آيات المواريث (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .


واستكملت اللجنة: فمن فعل ذلك فقد عرض نفسه لعذاب الله وعقابه، فقد ورد (عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ تَصَدَّقَ عَلَىَّ أَبِى بِبَعْضِ مَالِهِ فَقَالَتْ أُمِّى عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ أَبِى إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ قَالَ لاَ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِى أَوْلاَدِكُمْ فَرَجَعَ أَبِى فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ ) رواه مسلم برقم 4267 ,وفى رواية أخرى (يَا بَشِيرُ أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ لاَ قَالَ فَلاَ تُشْهِدْنِى إِذًا فَإِنِّى لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ).

 

وقالت اللجنة "نوصى من أراد أن يفعل هذا أن يتقى الله ويلتزم حدوده حتى لا يعرض نفسه لسخط الله".