رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقبات وحلول.. هل صفقة "تبادل الأسرى" بين حماس وإسرائيل باتت قريبة؟

تبادل الأسرى
تبادل الأسرى

أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية استئناف الاتصالات غير المباشرة بوساطة مصر لعقد صفقة تبادُل بين إسرائيل وحماس؛ لإعادة جثتيْ الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وأورون شاؤول والمواطنين أفرا منغيستو وهشام السيد، اللذين اجتازا منطقة الحدود مع قطاع غزة وتم إلقاء القبض عليهما من طرف حركة "حماس"، مقابل تحرير عدد من الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

في الأيام الأخيرة نُشر في وسائل الإعلام الفلسطينية والعبرية أن وفداً من مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى وصل إلى القاهرة بهدف الدفع قدماً بالاتصالات الجارية في مقابل الوسطاء المصريين، ومؤخراً وفد من حماس وصل إلى مصر للتفاوض حول ذات الملف.

يترأس وفد حماس رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، القادم من قطر، يرافقه كلٌّ من قائد "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، ونائب هنية صالح العاروري، والمسؤول عن "حماس الخارج" خالد مشعل، وقادة رفيعون آخرون من قطاع غزة والخارج. 

هذا هو الوفد الأرفع من حماس الذي يأتي إلى مصر، ولا يمكن فصله عن لقاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت إلى مصرقبل أسابيع.

عقبات الاتفاق

العقبة الرئيسية التي حالت دون تحقيق تقدم في الصفقة حتى الآن، كانت مطالبة "حماس" بالفصل بين مسألة الأسرى وقضية إعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني جانتس.

المعادلة الإسرائيلية لهذا الاتفاق تقضي بعدم السماح بإدخال أموال ومواد مُعدّة لترميم قطاع غزة وإعادة أعماره قبل إعادة الأسرى وجثامين الجنود المفقودين، وهو ما ترفضه حماس.

العقبة الأخرى، تتعلق بقائمة الأسرى الذين تطالب "حماس" بالإفراج عنهم، حيث تطالب حماس بالإفراج عن أسرى متورطين في قتل إسرائيليين، لكن مصادر إسرائيلية أفادت أن قائمة الأسماء أصبحت موضع اتفاق تقريباً. دون إعلان رسمي من الجانبين.

مقابل لـ"تنازلات حماس"

بحسب مصادر صحفية إسرائيلية،  خلال تلك الأيام يتم التفاوض حول المقابل الذي ستحصل عليه "حماس" لقاء التنازل عن شرط الفصل بين تبادُل الأسرى وإعادة إعمار قطاع غزة. 

أفادت المصادر بحسب صحيفة "هآرتس"، إن بينت وجانتس مستعدان لإبداء قدر عالٍ من السخاء لا يشمل فقط السماح بإدخال مواد بناء إلى قطاع غزة تحت إشراف ومراقبة هيئة دولية متفق عليها، وإنما العمل أيضاً من أجل تجنيد دول مانحة، عربية وغربية، لتمويل نفقات أعمال الترميم وإعادة الإعمار التي تتطلب مليارات الدولارات.

من ناحية أخرى، فإن الصفقة الآن تعكس تغييراً واضحاً في السياسات التي كانت ذات يوم غير قابلة للتغيير، فتجاوزت حركة "حماس" العائق الأيديولوجي المتمثل في تعريفها واعتبارها حركة مقاومة ملتزمة بمحاربة إسرائيل بمختلف الوسائل، حين وافقت على إجراء مفاوضات معها بشأن وقف إطلاق النار لمدى طويل، ثم مفاوضات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى والجثامين.