رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصر ثقافة المطرية ومواجهة التطرف والإرهاب

 

مع تنامى أفكار متطرفة ومتشددة تجتاح بلدان العالم، وبلداننا العربية، تحض على الفتن والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، وتلتقى مع مصالح الدول الرأسمالية الكبرى التى تريد مزيدًا من تقسيم بلداننا العربية، عن طريق إشعال الفتن والاقتتال على أساس طائفى ومذهبى وعرقى.

وسط هذه الظروف تشرق شمس التوعية والتنوير والحوار عن طريق ندوات التوعية فى قصور الثقافة فى بلدنا، وفى يوم الثلاثاء ٢١ سبتمبر وبدعوة كريمة من الأستاذة إلهام واصف، مديرة إدارة الدراسات والبحوث، ومديرة المكتب الفنى بفرع ثقافة القاهرة برئاسة الدكتورة جيهان حسن، كان اللقاء مع عدد من أهالى حى المطرية بقصر ثقافة المطرية؛ للحوار حول مواجهة الأفكار المتطرفة التى تؤدى إلى أعمال إرهابية تخريبية تهدد استقرار المجتمع، وتمت الندوة بحضور مديرة قصر المطرية الأستاذة أسماء صبرى، ومسئولة الإعلام والأنشطة الأستاذة صفاء محمد منصور، مع المسئول الثقافى أستاذ كرم هلال. 

دار الحديث حول ماهية خطاب الكراهية وأشكاله وكيفية مواجهته، وأنه لابد من بناء الشخصية المصرية وتعزيز القيم الإيجابية وتجديد الفكر الدينى، ووجود بنية تشريعية تُجرِّم خطاب الكراهية، والاهتمام بتشكيل الوعى المجتمعى من خلال «التعليم والثقافة والإعلام والخطاب الدينى» ودور وسائل التواصل الاجتماعى وتأثيرها فى تشكيل الثقافة والسلوك؛ لأننا فى حاجة إلى بناء جسور بيننا من المحبة والتسامح والتعايش معًا وقبول الآخر والمختلف، من أجل الإسهام فى بناء دولة المواطنة، ودولة القانون والعدل والمساواة والعدالة الاجتماعية.

وأود يا سادة يا كرام، أن أشير فى البداية إلى ما جاء فى دستورنا فى الفصل الثالث «المقومات الثقافية» من الباب الثانى فى المادة (٤٧)، التى تنص على التزام الدولة بالحفاظ على الهوية الثقافية المصرية وروافدها الحضارية المتنوعة، والمادة (٤٨) التى تؤكد أن الثقافة حق لكل مواطن دون تمييز، وتولى الدولة اهتمامًا خاصًا بالمناطق النائية والفئات الأكثر احتياجًا، هذا بالإضافة إلى المواد التى تنص على حرية الاعتقاد والفكر والرأى والإبداع والبحث العلمى والصحافة، والمادة (٧٤) التى تحظر إنشاء أحزاب دينية، وللأسف نجد أنه مازالت عندنا أحزاب دينية، يحض رؤساؤها وشيوخها على الفتنة والكراهية وعدم قبول الآخر، ويبثون الأفكار المتشددة التى تنشر العنف والإرهاب فى مجتمعنا.

كما أود أن أشير إلى أن التطرف والإرهاب وجهان لعملة واحدة، فالتطرف كما جاء فى تعريفه هو تبنى أو التمسك بأفكار أو معتقدات أو أيديولوجيات متطرفة، وأيضًا تبنى نهج دينى متشدد، والإرهاب هو نوع من العنف السياسى «عمل عنيف يهدف لإيصال رسالة سياسية»، حيث يتضمن الاستهداف العمدى للمدنيين وله طبيعة ثنائية المركز، حيث يهاجم مجموعة ما، لإرهاب مجموعة أخرى.

ولقد أكدت فى كلمتى ضرورة تفعيل مواد الدستور وسن تشريعات وقوانين تتفق معها، وإنشاء مفوضية عدم التمييز وفقًا للمادة (٥٣)، التى تُجرِّم التمييز لأى سبب من الأسباب كالدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو الانتماء السياسى أو الجغرافى، وتنص على أن المواطنين لدى القانون سواء، ومتساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، وذلك من أجل استقرار المجتمع. 

كما أشرت إلى أهمية التعليم كعامل أساسى ومحورى لبناء دولة التسامح والمواطنة، التعليم فى جميع مراحله منذ تنشئة الطفل فى رياض الأطفال حتى الجامعة، مرورًا بمدارس الابتدائى والإعدادى والثانوى، مع تنقية المناهج مما يشوبها من أى مواد تُرسخ التمييز والكراهية، وأهمية أن يُرسِّخ التعليم قيم الانتماء، وينمّى المعرفة والمهارات والإبداع، وأن يقوم التعليم على استخدام المنهج العلمى فى التفكير، ولا يقوم على الحفظ والتلقين والسمع والطاعة، وامتد الحديث حول المواطنة ومفهومها التأكيد على أن المواطنة ليست مجرد كلام نردده، لكنها حركة الناس والمجتمع على أرض الواقع وعملهم المشترك معًا؛ لتنمية المجتمع وإصلاح وبناء الوطن.

وأكد عدد من الحضور فى كلماتهم على دور الإعلام المرئى والمسموع والمقروء مع المؤسسات الدينية، فى نشر التوعية الخاصة بالمفاهيم الصحيحة للدين.

كما تطرق الحوار إلى أن القضاء على الإرهاب يتطلب «بجانب الدور العظيم الذى يقوم به كل من جنود القوات المسلحة وجنود الشرطة فى حماية بلادنا فى الداخل وعلى الحدود» اهتمام الدولة بالشباب وتوعيته، وأجمعت السيدات الحاضرات على أنه لابد من اهتمام والتزام الدولة، بتوفير فرص عمل للشباب، مع إتاحة تنمية قدراتهم ومواهبهم وصقلها فى كل المجالات الثقافية والفنية والرياضية، عن طريق التوسع فى إنشاء مراكز الشباب وقصور الثقافة؛ لملء الفراغ لدى الشباب الذى تكون من نتائجه التوجه للإدمان وتعاطى المخدرات، وأيضًا التوجه للتطرف وارتكاب الجرائم الإرهابية.