رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانتصار لحقوق مصر والسودان

 

بدت إثيوبيا فى حالة من الهياج والغضب.. ذلك أن بيان مجلس الأمن الصادر فى ظل اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى نيويورك، يطالب الدول الثلاث «مصر، السودان، إثيوبيا» بضرورة العودة إلى التفاوض بشأن أزمة سد النهضة والوصول إلى اتفاق ملزم للجميع.

القرارات الاتحادية الجانب صدّعت الموقف الإثيوبى الرافض للتفاوض حول قضايا السد الفنية، بالذات كل ما يتعلق بعمليات وآليات وأجندة ملء السد.

بيان مجلس الأمن يعيد قضية السد إلى بؤرة التدويل، ويمنح حقوق مصر والسودان أريحية عالمية وأممية وقانونية، ومن جاهد للتقديم والسعى لإصدار البيان، كان فضل جهده لتونس، التى قدمت المطالبة والإحاطة التى تحركت بها عبر أعضاء مجلس الأمن الكبار.

الخارجية الإثيوبية تسرّعت أمام العالم، الذى يتجه إعلامه الدولى نحو اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، فى ظل احتفالات المنظمة الدولية بمرور ٧٥ عامًا على تأسيس الأمم المتحدة. 

وعلى هامش بيان مجلس الأمن، حول سد النهضة شددت الخارجية الإثيوبية فى بيان سلبى يشجب الموقف التونسى على أن- ما حدث- زلة تونس التاريخية فى تقديم بيان المجلس، يقوض مسئوليتها الرسمية كعضو مناوب فى مجلس الأمن الدولى على مقعد إفريقى.

الغريب فى صلف وعنجهية إثيوبيا أنها تتجاهل قوة وإرادة مجلس الأمن فقالت: إن إثيوبيا لن تعترف بأى مطالبات بناء على البيان الرئاسى.

إثيوبيا رحبت بتوجيه الأمر إلى المفاوضات الثلاثية التى يقودها الاتحاد الإفريقى، برغم أنه من المؤسف أن يعلن المجلس موقفه بشأن قضية تتعلق بالحق فى المياه والتنمية كونها خارج نطاق ولايته.

دوليًا وأمميًا، يعد بيان وحيثيات إحاطات ومواقف الدول التى ناقشت الموقف من السد، جعلت مجلس الأمن يدعو فى بيانه «أطراف سد النهضة» إلى العودة للمفاوضات، واعتبر البيان أن «مجلس الأمن ليس جهة الاختصاص فى النزاعات الفنية والإدارية حول مصادر المياه والأنهار».

شهد صدور البيان اهتمامًا دوليًا أمميًا، عزز من مطالب مصر والسودان فى الحق بمياه وخيرات نهر النيل، والكيفية التى انتصر بها مجلس الأمن لأطراف النزاع «مصر والسودان»، إضافة إلى إثيوبيا التى ترفض تدويل القضية، فكان مجلس الأمن واضحًا إلى استئناف المفاوضات، مشددًا على ضرورة العودة إلى اتفاق المبادئ الذى تم توقيعه عام ٢٠١٥، كما دعا الدول الثلاث إلى المضى قدمًا وبطريقة «بناءة وتعاونية» فى عملية التفاوض بقيادة الاتحاد الإفريقى.

مجلس الأمن، لفت أن بيانه «لا يرسى أى سابقة أو مبادئ فى أى نزاعات أخرى تتعلق بالمياه العابرة للحدود»، برغم أن البيان رئاسى له قيمة قانونية وملزم إجرائيًا.

النيل هبة الحضارة الإنسانية فى مصر أم الدنيا، وسريان حياة السودان، وعديد المسارات البشرية، وقصة فى حياة الإنسان وكفاحة مع الطبيعة والأرض والمياه والمناخ.