رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وماذا لو كانت مؤامرة إخوانية يا وزير التعليم؟!

 

 

يطالبني صديقي الخبير التربوي بأن أتجاهل الموضوع..أن ألقي تفاصيل المأساة كلها في سلة مهملات الذاكرة..قال بنبرة لاتخلو من الحزن.. من اليأس: الجثة دفنت..وتم إخفاء معالم الجريمة تماما.. قلت : ربما تم دفن الجثة..لكن رائحتها ستظل تزكم الأنوف!!
كان صديقي  يعني بدفن الجثة رد وزير التربية والتعليم على الرسالة التي بعثتها إليه عبر الواتس حول الخطأ الجسيم الذي ارتكبته الوزارة بنشرها في منهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي قصيدة منسوبة إلى  أمير الشعراء أحمد شوقي ..وهي في الحقيقة للشاعر وحيد حامد الدهشان..ثم تصريحات معاليه المشابهة لجريدة اليوم السابع والمثيرة..للدهشة..للتساؤل بعد رده عليّ بعدة ساعات!!
الوزير في رده على رسالتي..وفي تصريحاته لليوم السابع ينفي وقوع الوزارة في هذا الخطأ الجسيم..
والحكاية في جانبها الخاص بي 
تبدأ عصر الأحد الماضي 
( ١٢ سبتمبر الحالي )..
مكالمة من الدكتور أيمن تعيلب  أستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة قناة السويس..حكى لي خلالها قصة غريبة..ابنته التلميذة في الصف الرابع الابتدائي تناشده مساعدته في شرح قصيدة مقررة عليها لأمير الشعراء أحمد شوقي..عنوانها  في حب مصر..قرأ الدكتور تعيلب القصيدة ليمور داخله بالشكوك..أعاد قراءتها أكثر من مرة لتزداد شكوكه اشتعالا..توجه إلى مكتبته وسحب ديوان أمير الشعراء الذي سبق أن قرأه أكثر من مرة..نقب بين صفحاته عن قصيدة في حب مصر هذه ..لم يجد !  
واصل رحلة بحثه إلى أن عرف اسم مؤلف  القصيدة..وحيد حامد الدهشان..
وهو  يحكي لي ماحدث واتاني خاطر ..أن أتصل بأي من الزملاء الصحفيين المتخصصين في شئون التعليم لتقصي أبعاد  الموضوع من خلال التواصل مع المسئولين بوزارة التربية والتعليم..
لكن د.أيمن تعيلب كان لديه خيار آخر..أن يكتب مقالا وأساعده في نشره.. أرسل لي المقال مساء نفس اليوم..فأرسلته بدوري إلى الزميل أ . أشرف الورداني المشرف على صفحة المقالات بالأخبار المسائي .
عصر اليوم التالي نشر المقال..صباح الثلاثاء أرسلته إلى د.طارق شوقي عبر الواتساب..بعد مايقرب من ساعة ونصف الساعة تلقيت منه هذا الرد: لاأعرف عن ماذا يتحدث المقال ولم نوزع كتب اللغة العربية  بعد لهذا العام ولم يبدأ العام الدراسي!!

لم أفهم ما يعنيه الوزير بقوله أنه لايعرف عن ماذا يتحدث المقال !!
الدكتور أيمن تعيلب شرح في مقاله  تفصيليا الخطأ الذي وقعت فيه الوزارة بنشر قصيدة منسوبة لأحمد شوقي وهي ليست من أشعاره..بل من نظم   الشاعر وحيد الدهشان..!!!
أرسلت  إلى الوزير   عبر الواتس صورة للصفحتين المنشور بهما القصيدة في الكتاب الخارجي الخاص بمنهج اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي..تأكيدا على صحة ماجاء في المقال .
لم يرد الوزير على رسالتي الثانية..إنما أدلى بعد ساعات بتصريحات صحفية هذا نصها : القصيدة لاتوجد في الكتاب المدرسي للصف الرابع والكتاب لايزال في المطبعة حتى الان ولاأعلم من أين يأتي الناس بهذا الكلام والصور المتداولة عبارة عن كتب خارجية.
.......

هل فهم صديقي الخبير التربوي من خلال رد الوزير على رسالتي عبر الواتس ثم تصريحاته الصحفية بعد ذلك أنه تم دفن الجثة..؟!
صديقي محق ..فأصل الحكاية يعود  إلى  يوم الجمعة الماضي ( ١٠ سبتمبر )..حين اكتشف د.أيمن تعيلب وهو يهم بمساعدة ابنته في فهم القصيدة  التي كانت تستذكرها  بكتاب خارجي أن القصيدة ليست من تأليف أمير الشعراء..حينها اتصل د.تعيلب بصديق له..وحكى له ما حدث ..صديقه قال أنه سيتصل بمسئولين في وزارة التربية والتعليم لتصويب هذا الخطأ سريعا..وفي هدوء..وبدون شوشرة..
وعلى مايبدو أن صديق الدكتور تعيلب أبلغ مسئولين في الوزارة بهذا الخطأ الجسيم ..فتم على الفور إجراء تعديلات على الكتاب المدرسي ( الرسمي )..!!!
هل تم ذلك دون علم الوزير؟!!

و ماذا عن الكتب الخارجية ( كتابان على الأقل يتضمنان القصيدة منسوبة إلى أمير الشعراء..؟)
الوزير يقول أن الصور المتداولة للقصيدة المنسوبة إلى أمير الشعراء لكتب خارجية..!
وهل الكتب الخارجية.. سيدي الوزير.. لاتخضع لمراقبة الوزارة ؟!
بالطبع كارثة إن   كانت تلك الكتب التي يراها ملايين الطلاب - وليس الكتب الرسمية- طريقهم  لاقتناص مقعد في  كليات القمة..
ولاأبالغ إن قلت  أن ساقي النظام التعليمي في مصر ..الكتب الخارجية والدروس الخصوصية! 
فكيف تطبع ملايين النسخ من هذه الكتب  هكذا سداح مداح بدون مراقبة من الوزارة ؟!..
بالطبع ثمة مراجعة من قبل مركز تطوير المناهج بالوزارة ..وثمة مكافآت تدفع للمراجعين من قبل مؤلفي هذه الكتب !!
ويقينا مراجعو الكتب الخارجية في  اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي خلال مراجعتهم رأوا القصيدة المنسوبة لأمير الشعراء ووافقوا عليها..لأنها  موجودة أصلا في المنهج الذي أقرته الوزارة..!!
إذن ليس من المقبول تنصل الوزير  من مسئوليته ومسئولية الوزارة من هذا الخطأ الجسيم..
وربما ليس خطأ..بل جريمة ضد الدولة المصرية..!!
أظن أن الدكتور طارق شوقي..مثل كل المصريين.. بلغه أمر جرائم  الخلايا الإخوانية في مرفق السكك الحديدية وحوادث القطارات المتكررة ..هدف الجماعة  رسالة موجهة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي : الرجل الذي تعتمد عليه لتحديث مرفق النقل ..ليليق بمصر الجديدة..مصر ٣٠ يونيو..هاهو الفشل يلاحقه يوما بعد يوم وفي كل مكان!!

ألا يمكن أن يكون تضمين المناهج قصيدة منسوبة الى أمير الشعراء ..وهي لشاعر آخر معروف عنه ميوله الإخوانية أيضأ   حلقة من حلقات تآمر  إخوان البنا / قطب على الدولة المصرية..؟
وكما نرى.. تخوض مصر الآن ملحمة بناء هائلة ..أحد أهم محاورها تحويل وزارة التعليم من وزارة للتلقين..إلى وزارة للمعارف..منظومة تعليم لاتختزل الطالب في مجرد ذاكرة تلقن كما كان الحال عبر نصف القرن الماضي .. إنما عقل يفكر ..منظومة هذا حالها سوف تلقي خطوط انتاجها  في أحضان الوطن كل عام مئات الآلاف من الشباب المحمومين بشهوة المعرفة..المؤرقين بهموم وأحلام بهية..بعقولهم قبل سواعدهم تحتل مصر مكانتها الطبيعية في مركز الحضارة العالمية .. 
مشروع  بالغ الأهمية مثل هذا يقينا سوف يزعج كل المتربصين بالدولة المصرية ..إذن ..فالتآمر وارد للإطاحة بمهندس هذا المشروع القومي العظيم..
الدكتور طارق شوقي..

لذا.. أناشدك سيدي الوزير..سرعة فتح باب التحقيق في هذا الأمر..فربما ماحدث قد لايكون خطأ طفح من إحدى بالوعات الاهمال المنتشرة في الجهاز الإداري للدولة..بل لغم زرعه المتربصون بالدولة المصرية !