رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرشح ميركل لمنصب المستشارية يشن هجوما على منافسه فى ثانى مناظراته

أرمين لاشيت
أرمين لاشيت

شنّ أرمين لاشيت، مرشّح المعسكر المحافظ لخلافة المستشارة أنجيلا ميركل في ألمانيا، هجوماً على منافسه الرئيسي من يسار الوسط خلال مناظرة انتخابيّة متلفزة الأحد، من دون أن يتمكّن من توجيه "ضربة قاضية" لخصمه.


وحسبما أفادت وكالة أنباء “ فرانس برس” الفرنسية ، فقبل أسبوعين من الانتخابات، واجه لاشيت المعروف بارتكابه الزلّات، منافسَيه وزير المال أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، وأنالينا بيربوك من حزب الخضر ذي الميول اليساريّة، في مناظرة ثانية من أصل ثلاث مقرّرة بين المرشّحين.


بدا شولتز الذي غالبًا ما يوصَف بأنه خشبيّ ولا يتمتّع بكاريزما، غير منزعج خلال المناظرة، وقاطع لاشيت فترةً وجيزة لاتّهامه بـ"تحريف الحقائق" عندما سعى الأخير إلى تسليط الضوء على "إخفاقات" شولتز على خلفيّة مخالفات في رصد جرائم ماليّة.


وأعطت كلّ استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرة، الأفضليّة لشولتز الذي اعتبره 41% من المستطلَعين "الأكثر إقناعًا"، متقدّمًا على لاشيت (27%) وبيربوك (25%).


وقالت صحيفة "بيلد" اليومية الأكثر مبيعًا في ألمانيا إنّ لاشيت كان بحاجة إلى الظهور بمظهر المنتصر، للحفاظ على فرصه في خلافة ميركل. وكتبت "حصل تبادل عنيف لِلّكَمات، لكن لم يسقط أحد".


تحوّلت أوّل انتخابات عامّة في حقبة ما بعد ميركل إلى منافسة محمومة غير متوقّعة في أكبر اقتصاد في أوروبا.


وأظهرت استطلاعات الرأي أنّ تأييد الناخبين لتكتّل يمين الوسط الذي تنتمي إليه ميركل ويجمع الاتّحاد الديموقراطي المسيحي والاتّحاد الديموقراطي الاجتماعي في بافاريا قد تراجع إلى مستويات دنيا تاريخيّة بنحو 20 بالمئة، ما أفسح المجال أمام الحزب الاشتراكي الديموقراطي ليتقدّم بنحو 26 بالمئة.


أمّا حزب الخضر فحقّق نسبة 15 بالمئة، فاتحًا المجال أمام كلّ الاحتمالات لتشكيل ائتلافات.


ويعتبر مراقبون أنّ فرص لاشيت آخذة في التلاشي سريعًا. ولم يقتنع المشاهدون بأداء لاشيت في المناظرة الأولى الشهر الماضي، عندما تم إعلان شولتز فائزًا بها.


بدأت أسهم لاشيت، رئيس وزراء ولاية الراين-فستفاليا، بالتراجع في شكل كبير بعد ارتكابه سلسلة زلّات بينها التقاط صورة له ضاحكًا أثناء تكريم ضحايا فيضانات قاتلة ضربت ألمانيا في يوليو.
وفي مقابل ذلك، قاد شولتز حملة خالية من الأخطاء.


وبصفته نائبًا للمستشارة ووصيًا على الشؤون المالية للبلاد، نصّب شولتز البالغ 63 عاما نفسه الوريث الطبيعي لإرث ميركل ومرشّح الاستمراريّة، رغم انتمائه إلى حزب منافس.


وكتبت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعيّة أنّ التحالف المحافظ الذي هيمن على سياسة ألمانيا بعد الحرب يواجه الآن "كارثة تاريخيّة" في 26 سبتمبر.


وفي إشارة إلى التوتّر المتزايد، شنّ المحافظون هجومًا على شولتز واتّهموه بركوب موجة ميركل في محاولة لتوجيه ألمانيا إلى اليسار.


حتّى ميركل التي كانت قد تعهّدت بعد 16 عاما في السلطة البقاء خارج المعركة الانتخابيّة، عادت لتنضمّ إلى هذه المعركة.


فقد اصطحبت لاشيت معها خلال زيارة تفقّدية للمنطقة التي ضربتها الفيضانات، واستغلّت خطابًا لها في البرلمان هذا الأسبوع لتُصوّره على أنّه الخيار الأفضل لخلافتها، قائلة إنه يؤيّد "الاستقرار" و"الوسطيّة".


كما نأت المستشارة التي لا تزال تتمتع بشعبيّة كبيرة، بنفسها من شولتز، منتقدةً إيّاه لعدم استبعاده بشكل قاطع إقامة تحالف مع حزب لينكه اليساري المتطرف الذي ينادي بحلّ حلف شمال الأطلسي.