«العمل الدولية»: خسائر كورونا 4 أضعاف خسارات الأزمة العالمية 2008
قالت الدكتورة ربا جرادات المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية، في كلمتها ضمن جلسات فعاليات مؤتمر العمل العربي، الدورة 47 المقامة حاليا بالقاهرة، إن التحديات التي خلّفتها جائحة كورونا قد رمت بثقلها على اقتصادات وأسواق عمل منطقتنا.
وألقت جرادات، الضوء في كلمتها على أحدث تقديرات منظمة العمل الدولية، بأن الأزمة الناتجة عن تفشي فيروس كورونا أدت إلى تدني ساعات العمل بنحو 9% عالميا، أي ما يساوي خسارة 255 مليون وظيفة بدوام كامل، ويساوي هذا الرقم أربع أضعاف خسارات ساعات العمل نتيجة الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وبالنسبة لعالم العمل في المنطقة العربية، أضحت أنه قبل أزمة كوفيد -19، كانت معدلات البطالة في المنطقة العربية هي الأعلى في العالم، لا سيّما بين النساء والشباب، وقد بلغ عدد الأفراد العاطلين عن العمل 14.3 مليون في عام 2019، وفي ظل هذه الواقع الصعب، جاءت أزمة كوفيد-19 لتفاقم المشاكل التي تواجهها أسواق العمل العربية، فوفقًا لنموذج "التنبؤ الآني" لمنظمة العمل الدولية، انخفضت ساعات العمل في المنطقة العربية بنحو %9.6، في عام 2020 (أي ما يعادل 11 مليون وظيفة بدوام كامل)، مقارنةً لحالة ما قبل الأزمة، أي الربع الرابع من عام 2019.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 39 مليون فرد في المنطقة كانوا يعملون في قطاعات حددتها منظمة العمل الدولية على أنها قطاعات تضررت بشدّة، وبالتالي، يواجه هؤلاء العمال خطر خسارة وظائفهم، أو انخفاض أجورهم أو ساعات عملهم.
وأشارت جرادات، إلى أن منطقتنا بشكل عام من بين أقل المناطق استعدادًا للوباء، حيث كانت العديد من البلدان بالفعل في حالات هشاشة شديدة وأزمات متفاقمة قبل اندلاع الجائحة، وكشفت الجائحة عن فجوات كبيرة في أنظمة الحماية الاجتماعية، إذ بحسب تقرير الحماية الاجتماعية العالمية الذي أصدرته منظمة العمل الدولية منذ بضعة أيام، فإن 4 فقط من كل 10 أشخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتمتعون بتغطية فعالة في مجال واحد على الأقل من الحماية الاجتماعية، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي.
