رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عيون لا تنام».. كيف حررت الداخلية «الطفل زياد» من الخطف؟

الطفل زياد
الطفل زياد

لا تزال مدينة المحلة بمحافظة الغربية تحتفل بعودة «الطفل زياد» إلى أحضان عائلته عقب تحريره من عصابة خطفته في وضح النهار من يد والدته وسحلها أمتار، بينما ذبحت الأسرة عجلين وتوزيع لحومهما على الجيران والمحتاجين احتفالا بعودته سالمًا.

بداية الواقعة عندما قام مجهولون بخطف طفل من والدته أمام محل بقالة تحت تهديد السلاح، بالطريق الدائرى بالمحلة الكبرى، وحاولت الأم المصدومة التشبث بالسيارة المسرعة إلا أنها سحلتها على الأرض لعدة أمتار في مشهد مأساوي وتبين أن الطفل المختطف يُدعى «زياد أحمد البحيري»، وأن السيارة المستخدمة في ارتكاب الجريمة تحمل أرقام (د و ق 1246).

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور يظهر لحظة خطف طفل من داخل أحد محلات «السوبر ماركت» بمدينة المحلة، في سيارة ملاكي، حيث التقطت الواقعة بواسطة كاميرات المراقبة داخل أحد المحلات المجاورة، على الطريق الدائري بين المحلة والمنصورة.

كما تداول رواد «فسبوك»، عبر صفحات وجروبات خاصة بأبناء مدينة المحلة، بعض الصور ومقطع فيديو يظهر قيام المتهمين بخطف طفل من أحضان والدته، أثناء وقوفها أمام محل بقالة بنطاق مدينة المحلة.

تشكيل فريق بحث

وعلى الفور، انتقل الرائد محمد هاشم، رئيس مباحث قسم ثالث المحلة، وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلى مكان واقعة خطف الطفل، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري ظروف وملابسات الواقعة، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

ونجحت الأجهزة الأمنية من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة وتتبع خط سير الجناة وفحص كل الملابسات المحيطة بالواقعة التي تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي، في ضبط مرتكبي واقعة خطف الطفل وإعادته لأهله سالماً، من خلال مأمورية مكونة من 30 ضابط، حاصروا المتهمين وأجبروهم على التخلي عن الطفل في مخزن مهجور بقرية السجاعية بالغربية.

خطة المتهمين لخطف الطفل

وتوصلت التحريات إلى أن المتهمين خططوا لخطف الطفل قبل الواقعة بـ 3 أسابيع، وظلوا يراقبون أسرته، وخط سيرهم، ومكان إقامتهم، ومحل عمل الأب، وتحركات المجني عليه على مدار 3 أيام كاملة، حتى استقروا على خطفه، من المحل الذي يملكه والده، وطلبوا فدية، وتبين أن اثنين منهم مسجلان خطر.

وقرر المتهمون خطف الطفل، أنهم سبق لهم مراقبة محل الأب، ومنزله، واعتقدوا أن لديه ثروة كبيرة، وعقار يمكنه من خلاله دفع مبلغ الفدية الذي يطلبونه منه، مشيرين إلى أنهم يعرفون والده.

واعترف المتهمون أن أحدهم توجه إلى المحل الذي يملكه الأب واشترى «لانشون وعلبة جبنة» من المحل لمعرفة مكان الكاميرات، وتحديد طريقة الهرب، حيث يقع محل الأب على الطريق مباشرة.

وحاول المتهمون استئجار سيارة، وتوجهوا لمحل لتأجير السيارات لكن صاحب المحل طلب منهم البطاقات الشخصية، فتراجعوا عن الفكرة، ثم قرروا سرقة إحدى السيارات لاستخدامها في الجريمة، فتوجه اثنان منهم لمركز بيلا بكفر الشيخ، وقاما بسرقة سيارة.

وفى يوم ارتكاب الواقعة، توجه المتهمون إلى المحل، ونزل أحدهم بحجة شراء أغذية، وعصائر، وخلال تجهيز الطلب، قام المتهم بخطف الطفل في السيارة التي كان يقودها أحدهم ممسكا بسلاح آلي، وفي المقعد الخلفي المتهم الثالث ممسكا ببندقية آلية، وانطلقت السيارة، ثم توقفوا في طريق زراعي وأخرجوا جركن بنزين وسكبوه على السيارة، وفروا هاربين بسيارة أخرى، وقبل اختفائهم أجرى أحد المتهمين اتصالا بوالد الطفل وطلب فدية مليوني جنيه. 

ومن خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة وجمع المعلومات وفحص خط سير المتهمين وتحركاتهم بكاميرات المراقبة وفحص ومناقشة شهود الواقعة، تمكن فريق بحث برئاسة قطاعي الأمن الوطني والأمن العام وبمشاركة قطاعات الوزارة المعنية، من تحديد السيارة المستخدمة في ارتكاب الحادث.

السيارة مبلغ بسرقتها

وتبين أن السيارة مبلغ بسرقتها بدائرة مركز بيلا بكفر الشيخ في توقيت سابق لواقعة خطف الطفل، حيث خطط الجناة لسرقتها واستخدامها في ارتكاب الحادث، ثم التخلي عنها وإضرام النيران بها بعد الحادث.

وأقر أحدهم بأنه نظرا لعلمه بكون والد الطفل تاجر مواد غذائية، أعتقد أنه صاحب ثروة، مما دعاه للاتفاق مع آخرين على ارتكاب واقعة خطف الطفل، وابتزاز والده للحصول على مبالغ مالية.