رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمر بطشية: نجيب محفوظ كان يعتبرني مثل ابنه.. وأول من اتصل بي حين تعرضت لحادث سير

عمر بطيشة
عمر بطيشة

في حوار نجيب محفوظ مع عمر بطيشة ببرنامجه الشهير “شاهد على العصر” كانت هناك العديد من الأسئلة التي تناقش قضايا وجودية مثل الأغنية المصرية وأحمد عدوية، وأيضًا كيف تواجه مصر أخطار مثل الغزوات الصليبية، والهجمات التتارية وغيرها من الأمور التي أجاب عليها نجيب محفوظ وكأن حواره يصلح لكل عصر وليس في عام 1984.

في هذا الحوار يتجاوز نجيب محفوظ زمنه، ويجيب على أسئلة تصلح لجميع الأزمنة، فالرواية وعصر السرعة هي أسئلة لا زالت مطروحة بعد الانترنت ومواقع السوشيال ميديا والتي فرضت لغة روائية جديدة تتميز بقصر الجملة وكثافتها، والأخطار التي ذكرها محفوظ هي التدخلات الخارجية في مقدرات مصر، والإرهاب الذي تفشى وزاد حتى أصبح خطرًا يضاهي بل يتجاوز الخطر الصليبي التتري، فالعدو الصليبي والتتري معروفان ولكن الإرهابي هو ابن جلدتك ويلبس لبسك ويتكلم بلغتك ويقرأ قرآنك، وتطرق محفوظ إلى الأغنية الجديدة لاحمد عدوية والتي كانت مثار جدل كبير، والآن ظهر نوع جديد هو اغاني المهرجانات، وكأن محفوظ يدلي بحديث لكل العصور، وبعد ما يقارب الأربعين عاما جاء محفوظ ليثبت أن القضايا التي تناولها لم تحل إلى الآن ولم يبت فيها بحسب رأي الإذاعي الكبير عمر بطيشة.

وهذا السياق كشف الإذاعي الكبير عمر بطيشة،  في تصريحاته لـ «الدستور»، عن كواليس لقائه بنجيب محفوظ، وقال: “كنت أعرف نجيب محفوظ معرفة قديمة، منذ بدايات عملي بالإذاعة، وحدث أنني أجريت عدة لقاءات إذاعية معه، واستضفته بالفعل في حلقة من حلقات برنامجي  “شاهد على العصر”، وذلك ليدلي بشهادته على العصر تماما كما استضفت العديد من الكتاب منهم أحمد بهاء الدين ويوسف إدريس ويحيى حقي والعديد من كتاب ومشاهير مصر في تلك الفترة، وأنا الذي ذهبت إليه في مكتبه بمبنى جريدة الأهرام وحين توجهت إليه بالأسئلة كان متحدثا لبقًا ومتدفقًا وغزيرًا وأجاب على كل اسئلتي بسلاسة”.

يضيف بطيشة: “رصد نجيب محفوظ للقضايا الموجودة على الساحة، ولا زالت موجودة وتتجدد، أما عن كيف أجري حواراتي معه فأنا أجهز لحواري مع نجيب بالرجوع لأقواله وكل ما كتب عنه وكيف يتفاعل مع المجتمع والحياة المصرية من حوله، وعلى هذا الأساس كنت أضع هذه الأسئلة”.

انظر إلى هذه القضايا التي أثيرت في حلقتي المحورية معه في برنامج شاهد على العصر، هي قضايا لم تحسم بعد وهي موجودة وعالقة إلى الآن، وفي حاجة حقيقية إلى الحسم.

وفي الأخير ذكر بطيشة: “نجيب محفوظ كان يعتبرني مثل ابنه، ويتبسط معي في معاملته، وكان دمه خفيف جدا ويحب الضحك معي كثيرا، وحين اصبت في حادث سيارة وكسر ذراعي ووضع في الجبس، كان أول من اتصل بي هو نجيب محفوظ، اتصل ليطمئن علي وأرسل لي برقية جميلة لا زلت احتفظ بها إلى الآن، وكان مجاملا جدا ويهاتفني في كل المناسبات الأجتماعية والديني”.