رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القطن الملون».. مصر تقترب خطوة من استعادة عرش «الذهب الأبيض»

القطن الملون
القطن الملون

إنجاز جديد يضاف للدولة المصرية، بعد نجاح تجارب برنامج التربية الخاص بإنتاج «قطن ملون»، كبرنامج منفصل، وذلك من خلال العمل على التركيبة الوراثية لبذرة القطن، وهو ما أعلن عنه الدكتور هشام مسعد مدير معهد القطن التابع لمركز البحوث الزراعية.

المعهد، نجح في فصل 4 ألوان حتى الآن، وهم: البني بدرجاته الفاتح والغامق والمحمر، الأخضر، وخصائص القطن الملون لا تختلف كثيرًا عن الأبيض من حيث الخصائص الإنتاجية والمقياس، وهذا النجاح يمثل عودة لعرش القطن المصري، خاصة أن هناك طلبًا كبيرًا على سوق الأقطان الملونة.

هذه الخطوة، جاءت بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتطوير منظومة القطن المصري، في إطار جهود الدولة للنهوض بالصناعات الوطنية، فالقطن يعد من أهم المحاصيل الاستراتيجية المهمة ذات التأثير في الاقتصاد.

من ناحيته، علق أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، الدكتور يحيى متولي، إن الدولة وعلى رأسها وزارة الزراعة تسعى لاستعادة عرش القطن وعودته لمكانته الأصلية من خلال زراعة 100 ألف فدان في الصعيد، وبدأت أقسام البحوث الزراعية المختصة بالأقطان تعديل جينات بذرة القطن بحيث يتم إنتاج القطن الملون الأمر الذي يمثل نجاح هائل لأن القطن المصري كان الأفضل في العالم كله.

أسباب تراجع القطن المصري

وعن أسباب تراجع القطن المصري أوضح متولي، في تصريح لـ"الدستور"، أن البحوث الزراعية تسعى لزيادة الإنتاجية من القطن المساحة المزروعة بالقطن منخفضة جدًا حين تصل إلى 100 ألف فدان أو أقل من ذلك في حين كانت تصل المساحة إلى مليون وأكثر.

وتابع أن من أسباب تراجع القطن المصري أيضا انخفاض صافي العائد من زراعته، وذلك لأن زراعة القطن تتكلف الكثير، كما أنه يجهد الأرض؛ فلا يوجد ميكنة في حصاد القطن، لذلك يوجد إجهاد في جنيه والعمالة مكلفة الخاصة بالحصاد والزراعة، على عكس زراعة القطن في أمريكا والتي تتوافر لها الميكنة في جمعه وحصاده فلا يستهلك الكثير من المجهود والعمالة.

ريادة مصرية 

في الوقت نفسه، يوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، أن المبيدات الخاصة بالقطن لا تؤثر على الحشرات فبدأت الإنتاجية تنخفض في مصر، وأصبح القطن الأمريكي المسيطر حاليًا بعد أن كانت مصر أكبر دولة في العالم في تصدير القطن، وبعد احتلالها عرش القطن تسعى مصر إلى إعادة هذا العرش لها من جديد، خاصة وأن تيلة القطن المصري أفضل من أي تيلة في العالم لذلك فهو مطلوب ومرغوب دائمًا.

وذكر "متولي" لـ"الدستور" أن الجامعات الأمريكية توصلت منذ ما يقرب من 20 عاما إلى زراعة القطن الملون، وبالتالي بدأ السعي لهذا التوجه بعد أن سيطرت أمريكا بقطنها فأصبح الإقبال على القطن الملون أفضل من خلال زرع الجينات الملونة في بذرة القطن نفسها وبدلا من إنتاجه أبيض يتم إنتاجه ملونًا.

وأكد أنه من خلال زراعة القطن الملون وزيادة المساحات المزروعة به نستعيد عرش الصادرات المصرية للقطن في العالم، خاصة أن مصر لديها قطن طويل التيلة وقصير ومتوسط التيلة، خاصة وأن الجو المصري في الصعيد بالذات هو الملائم لزراعة القطن، حيث تتوافر له التربة والجو الجيد والإنتاج جيد.

وأضاف أن مصر من أفضل الدول في إنتاج القطن طويل التيلة وكان يتم تصديره ومصانع المحلة الكبرى كانت تنتج أقطان قصيرة التيلة، وأصبح في الصعيد يتم إنتاج الأقطان قصيرة التيلة كي تتواءم مع المصانع في المحلة.

إحصائيات وأرقام 

وبحسب آخر إحصاء خرج به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خلال النشرة الربع سنوية المخصصة للقطن، فإن حجم المنتج والمصدر والمستهلك محليًا من القطن المصري خلال ديسمبر 2018 حتى يناير 2019.

وبلغ إنتاج القطن خلال تلك الفترة 828 ألف قنطار متري (ق. م وتساوي 50 كيلو جرامًا) مُقابل 599.7 ألف (ق. م) العام السابق بزيادة قدرها 38.1%، بلغ حجم الصادرات منها 92.5%.

فيما بلغ إجمالي الصادرات من الأقطان 579.3 ألف (ق. م) مُقابل 379.7 ألف (ق. م) خلال ذات المُدة من العام السابق، بنسبة زيادة قدرها 52.6% بقيمة 1.24 مليار جنيه، مقابل 1.02 مليار جنيه خلال ذات الفترة من العام السابق، بزيادة قدرها 21.5%.

ولازالت الهند هي أكبر مستورد للقطن المصري، ففي تلك الفترة بلغت الكمية المُصدرة إليها 226.3 ألف (ق.م) بنسبة قدرها 46% من إجمالي الكمية المُصدرة.

كما بلغت كمية الأقطان التي تم تصديرها من أول الموسم وحتى نهاية فبراير 2019 نحو 765.7 ألف (ق. م) بمبلغ 1.64 مليار جنيه، مقابل 508 ألف بمبلغ 1.36 مليار جنيه خلال ذات الفترة من العام الماضي بزيادة قدرها 50.7% من الكمية و20.6% من غلة التصدير.

وبلغ الاستهلاك أيضًا من الأقطان المحلية 62.3 ألف (ق. م) من أول الموسم وحتى نهاية فبراير 2019، مُقابل 91.7 ألف (ق. م) بنسبة انخفاض قدرها 32%.

ووفقًا للجهاز فإن كمية الأقطان التي تم حلجها بلغت 1.5 مليون قنطار متري خلال الربع الثاني من الموسم الزراعي 2019 مقابل 0.8 مليون قنطار متري لنفس الفترة من الموسم السابق 2018.