رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد حسن المدنى: نهاية الرواية تتضح معها الرؤية الكاملة والكامنة فى العمل

وليد حسن المدني
وليد حسن المدني

نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.

وحول هذا الأمر قال الكاتب الشاب وليد حسن المدني لــ"الدستور": أجمل ما في فن الرواية أنه فن بلا قواعد – مهما حاول الباحثون والأكاديمون أن يضعوا لها من قواعد وقيود – فتظل حالة الإبداع الأدبي في الرواية هي تفرد كلًا منها بحالة مختلفة عن الأخرى من حيث طريقة السرد والحبكة وتصاعد الأحداث وصولًا لحل المشكلة والتي تعبر عن النهاية.

وتابع "المدني" موضحا: ومن هذا المفهوم تعتبر (نهاية الرواية) – بالرغم من أنها الجزء الأهم والتي تضح معها الرؤية الكاملة والكامنة في العمل – إلا أن خصوصيتها تتمثل في أن يترك الكاتب العنان لشخصيات روايته (وفقًا لأبعادها النفسية والبيئة الاجتماعية التي يخلقها لهم) لتقودهم يد القدر الى تلك النهاية المحتومة، أو أن يرسم لهم النهاية في خياله قبل البدأ في كتابة العمل، ولربما يجد الكاتب نفسه في صراع مع شخصيات رواياته من أجل الوصول للنهاية التي يصبوا اليها وبين ما تفرضه عليه تلك الشخصيات.

وشدد "المدني" علي أنه: في كثير من الأحيان تعتبر النهاية هي نقطة الانطلاق للعمل الأدبي (فكرة يريد الكاتب الوصول اليها، فيحاول رسم الشخصيات التي تنتهي إلى ذلك المصير المحتوم) حيث يبدأ الكاتب من النهاية معتمدًا على تلك الصدمة التي يحققها للقارئ، مستغلًا شغفه لمعرفة سبب الوصول الى تلك النهاية، فتسير كل خيوط الرواية في يده الى ذلك المصير. ولكن سرعان ما يبدأ الصراع من جديد بين الكاتب ونهايته التي رسمها وبين الشخصيات التي تمردت عليه في صفحات روايته، فيضطر الكاتب للأنصياع طواعيتا لأبطال روايته متنازلا عن تلك القيمة الجمالية التي كان يصبوا إليها.

واختتم مؤكدا: على المستوى الشخصي أعترف أني خسرت الكثير من المعارك مع شخصيات رواياتي، خصوصًا في رواية (قلعة الأقدار) التي كان مشهد النهاية فيها هو الدافع لصياغة الرواية منذ البداية، حيث وجدت أنه ليس هناك سبيل إلا التنازل عن تلك النهاية بعدما فرضت شخصيات الرواية واقع جديد وفق التطور الذي حدث في داخلها.

لذا أنا أنصح كل من يكتب: لا تحدد نهاية لعملك، وتخلى عن ديكاتوريتك في صياغتها، وأترك العنان لشخصيات الرواية لرسم النهاية التي يريدونها، وأكتفي بدور الراوي لما حدث وليس المحرك.