رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معًا للأبد.. خبراء عراقيون يتحدثون عن «قمة دول الجوار»: مشاركة مصر مهمة

العراق
العراق

 

يستضيف العراق مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بين دول الجوار، اليوم السبت، بمشاركة العديد من الدول العربية والغربية، على رأسها مصر والأردن وفرنسا، وسط استعدادات أمنية مكثفة لتأمين الوفود المشاركة.

وقال محمد العواد، إعلامى عراقى، إن هذه القمة المنتظرة هى الأولى التى تعقد فى العراق منذ ٣ عقود، لذا تُشكل أهمية بالغة على المستوى الأمنى والجيوسياسى والاقتصادى، سواء للعراق أو المنطقة ككل.

وأضاف «العواد»، لـ«الدستور»، أن هذه القمة ليست لدول الجوار فحسب، بل تعتبر مؤتمرًا دوليًا، خاصة بعد وجود تأكيدات بحضور ممثلين لمنظمات دولية عديدة، منها الأمم المتحدة، وربما يكون هناك تمثيل لمجلس الأمن، إضافة لمشاركة العديد من الدول.

ووصف مشاركة مصر بأنها مهمة جدًا، خاصة عقب القمة الثلاثية الأخيرة بين مصر والأردن والعراق، وسعى بغداد لتعزيز التفاهمات التى توصلت لها مع القاهرة فى الجوانب الاقتصادية والسياسية والاستثمارية، خاصة فى مشروعات الربط الكهربائى والسكك الحديدية مع مصر، بجانب التعاون فى التعليم والثقافة والزراعة.

ورأى أن أولويات القمة المنتظرة ستكون لملفات الشراكة الاقتصادية والسياسية والاستثمارية، ومواجهة الإرهاب، والوضع فى أفغانستان بعد سيطرة حركة «طالبان» على الحكم، متابعًا: «العراق سيبتعد عن مناقشة الأمور الداخلية، وسيركز على مناقشة قضايا فى المنطقة، منها أزمة المياه، والأزمة الاقتصادية والسياسية فى لبنان، مع العمل على امتصاص وإذابة الخلافات ووضع حلول مستقبلية لها».

وأشار إلى اكتمال الترتيبات الأمنية الخاصة بالقمة، وسط انتشار أمنى مكثف فى العاصمة بغداد لحماية الوفود الدبلوماسية المشاركة، إلى جانب تغطية أمنية صارمة فى المنطقة الخضراء وشارع المطار.

وتابع: «الوضع الأمنى مستقر، والأجهزة الامنية عززت قواتها بمحيط القصر الرئاسى، ولا يوجد أى تخوفات من هجمات إرهابية خلال انعقاد القمة، نظرًا لشدة الترتيبات والاستعدادات الأمنية».

وقال الدكتور هاتف الركابى، مستشار اللجان البرلمانية فى مجلس النواب العراقى، إن هناك ملفات كثيرة ستُناقش خلال فعاليات القمة، ويدور جميعها حول قضايا سياسية واقتصادية واستثمارية وأمنية ومائية وتجارية، معتبرًا أن عقد القمة ومقرراتها يعكس الاستقرار الأمنى والاقتصادى والسياسى فى العراق. وشدد «الركابى» على أنه «لطالما كان لمصر دور محورى فى القضايا المصيرية التى تهم كل الشعوب العربية، وتحقيق الاستقرار السياسى فى هذه الدول، لما لها من ريادة على مر التاريخ، فضلًا عن دورها الكبير المتوقع فى ملف الاستثمارات العراقية، عن طريق عمل شركاتها العملاقة داخل العراق، بما لها من خبرة واسعة». وتوقع عباس العردواى، الباحث السياسى العراقى، أن تناقش قمة دول الجوار مشروعات اقتصادية وسياسية وأمنية بين الدول المشاركة، خاصة مع وجود شراكة جغرافية وسياسية بين تلك الدول.

وقال «العرداوى»، لـ«الدستور»، إن تلك القمة ستعمل على حل المشكلات فى المنطقة، وبعض المشاكل المتعلقة بالجهد الأمنى لبعض الدول، إلى جانب دعم العراق فى الاقتصاد، وحلحلة بعض الملفات المتعلقة بملف الطاقة.

وأضاف حول مشاركة مصر: «سيكون هناك أكثر من لقاء بين المسئولين المصريين والعراقيين، إلى جانب استكمال اللقاءات السابقة، من أجل مواصلة العمل فى ملفات الشراكة والتعاون والاستثمار بين مصر والعراق والأردن».

واختتم بالقول، إن «رعاية فرنسا لهذا المؤتمر، وحضور العديد من الرؤساء سيكون له انعكاسات على الوضع السياسى والاقتصادى فى العراق».

وحظيت قمة دول الجوار باهتمام إعلامى عراقى كبير، على مدى الأيام الماضية، فى ظل مشاركة دول إقليمية وعالمية فاعلة فيها، وعلى رأسها مصر والأردن والسعودية وفرنسا.

وشددت وكالة الأنباء العراقية الرسمية «واع» على أهمية المؤتمر، لفتح مزيد من آفاق التعاون والتبادل التجارى بين الدول المشاركة، الأمر الذى سينعكس بالإيجاب على مستقبل العراق الاقتصادى، خاصة فى مجالىّ التبادل التجارى وتوسيع الربط الكهربائى الذى سيكون ذا فائدة لكل العراقيين.

ونقل عن عضو لجنة الاقتصاد بمجلس النواب العراقى، فلاح الخفاجى، أن «قمة بغداد للتعاون والشراكة ستشكل منعطفًا جديدًا بعلاقات العراق مع دول الجوار وكل العالم، وستكون مهمة جدًا لتطلعات الشعب العراقى والحكومة الحالية، والتى ستأتى بعدها».

وقال الخبير الاقتصادى، باسم أنطوان، إن هناك علاقات تجارية واسعة مع دول الجوار، والقطاع الخاص سيلعب دوره فى هذه العلاقات، معتبرًا أن «الطموح الأكبر لكل دول الجوار هو بقاء العراق سوقًا لتصريف السلع ومنتجات الدول الأخرى».

وأضاف، أن توسيع التبادل التجارى سيكون بالتنسيق مع دول الجوار، خاصة مصر والأردن والسعودية، خاصة فى ملف الربط الكهربائى، كى يقلص العراق اعتماده على دولٍ أخرى، بما سيمثل حافزًا للحصول على طاقة كهربائية متواصلة.

وسلطت جريدة «الصباح» العراقية الضوء على أهمية المؤتمر بالنسبة للعراق، خاصة أنه يأتى بمشاركة واسعة من دول الجوار، ومنها مصر والسعودية، قائلة إنه «مؤتمر قمة يجمع دول الجوار الإقليمى ودولًا أخرى، وذلك فى إطار سياسة خاصة، خلال السنة الماضية، من عمل حكومة الكاظمى، تقوم على محاولة استعادة دور العراق الإقليمى الفاعل والمؤثر».

وشدد وزير الثقافة والسياحة والآثار، المتحدث باسم مجلس الوزراء، حسن ناظم، على أهمية القمة، التى «نأمل أن يجنى بلدنا الثمار من خلال هذا الحضور الدولى الواسع والكبير فى بغداد»، مشيرًا إلى أن التمثيل والحضور فى المؤتمر متنوع على أعلى مستوى، سواء ملوك أو وزراء أو رؤساء وزراء أو أقل من هذا، حسب ظروف كل بلد.

وأعلنت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء، عن اكتمال الاستعدادات الأمنية الخاصة بالمؤتمر، ونقلت عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجى، أن «القوات الأمنية باشرت بتنفيذ خططها، وبدأت الانتشار فى المناطق الحيوية بالعاصمة، عبر تشكيل الأطواق الأمنية الخاصة، والعمل بالجهد الاستخبارى والمراقبة الجوية لتأمين عقد المؤتمر». وأضاف «الخفاجى» أنه «لا يوجد، حتى الآن، أى قرار أو تعليمات بفرض حظر للتجوال فى بغداد، اليوم، بمناسبة عقد المؤتمر، وكل الأمور تسير وفق ما خُطط لها من قِبل قيادة العمليات المشتركة».