رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كابول- القاهرة».. وقائع ما جرى بين «رعب المطار» و«سكينة الطائرة المصرية» (خاص)

الطائرة العائدة من
الطائرة العائدة من أفغانستان

«مسافة السكة» لم تكن شعاراً لدغدغة مشاعر الجماهير في خطاب للرئيس عبدالفتاح السيسي، بل كانت قاعدة يرسيها ورسالة إلى كل المصريين في الخارج بأن الدولة ترعاهم وتحميهم فوق كل أرض وتحت أي سماء.

عبارة الرئيس السيسي الشهيرة تُرجِمت على أرض الواقع في أكثر من مناسبة، كان آخرها في إجلاء المصريين العالقين في أفغانستان في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء. 

رحلة بدأت بالهلع والخوف وسط أحداث الفوضى التي اجتاحت مطار العاصمة الأفغانية كابول، إلى أن وطأت أقدام المصريين الطائرة المصرية التي ستقلع بهم إلى القاهرة. 

حاورت «الدستور» رئيس البعثة الأزهرية في أفغانستان، الشيخ شوقي أبو زيد، ووصف الوضع الذي عاش فيه أفراد البعثة «ما بين الارتياب واليقين والإحباط والأمل والفزع والأمان».

في بداية حديثه، وجّه «أبو زيد» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلاً: «الرئيس السيسي سخّر كل الإمكانيات لإجلاء الجالية المصرية والتي من ضمنها البعثة الأزهرية في دولة أفغانستان في ظل تلك الظروف الصعبة والطارئة والمتسارعة».

كما وجّه الشكر إلى جهاز المخابرات العامة المصرية قائلا: «إنّ مصر تمتلك أفضل جهاز مخابرات في العالم حيث قام بجهود عظيمة في ظل تدهور الأوضاع في أفغانستان ودوره بدأ مع بداية الأحداث وسيطرة حركة طالبان على السلطة». 

وقال: «ظهر دور جهاز المخابرات وقدرته الفائقة على حفظ أمن أبناء مصر بالخارج، حتى تم إجلاء المصريين بطريقة احترافية وبدقة عالية»، مضيفاً أنّ القوات المسلحة قامت بدور خارق في الإجلاء فهي تلبي نداء الوطن ونداء أبنائها في أي وقت والجيش المصري هو سبب استقرار هذه الأمة وسلامها ورخائها.

وأضاف أن المصريين عادوا بعزة و كرامة من كابول إلى القاهرة، متابعاً: «كنا في جو قلق ورعب من (ماذا يحدث غداً)، وشاهدنا صور عشرات الآلاف من المواطنين الأفغان وهم يهجّون إلى المطار أملاً في أن يصل أحدهم إلى مكان في طائرات الإجلاء لأي من الدول الأوروبية».

واستطرد: «كان لدينا ثقة ويقين في السلطات المصرية أنها لن تترك أبنائها بالخارج، فمنذ سيطرة حركة طالبان على الحكم رأينا التنسيق الكبير بين القوات المسلحة والمسؤولين في مطار كابول ورأينا الاهتمام الكبير من السفارة المصرية».

وتابع أنَّ الجالية المصرية عاشت فرحة عارمة بعد لحظات الرعب وسط الأحداث الدامية وانتشار الفوضى و«انتابنا شعور الفزع والرعب فكان نرى مستقبلاً غامضاً، وما أن علمنا بتواصل القنصلية المصرية بأفغانستان مع السلطات المصرية، تسرب إلينا الاطمئنان بأن مصر لن تنسى أبناءها وإننا باذن الله عائدون» .

وأكد أن «أفراد البعثة الأزهرية كان لديهم ثقة كبيرة في الرئيس السيسي، أنه لن يترك أبناء البلد في ظل الانفلات الأمني، كنا في بؤرة الأحداث وسط كابول وتوجهنا إلى المطار.. كانت ساعات رعب وفزع حيث انتشار الفوضى وقطاع الطرق والسرقة ولا يوجد لغة للتفاهم؛ لأنهم يتحدثون بلغة البتشون أو اللغة الفارسية، وكان صوت الرصاص لا ينقطع طوال ساعات الانتظار بالمطار».

ويصف لحظة صعودهم إلى الطائرة العسكرية المصرية بأنها «أولى لحظات الأمان والأمل» وسط الرعب الذي عاشوه علتى مدار أسبوع، موجهاً الشكر إلى السفير أحمد إسماعيل، الذي عمل على تأمين البعثة المصرية بأفغانستان منذ بداية فوضى الأحداث.

كما وجّه الشكر إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وكافة القيادات بمجمع البحوث الإسلامية.