رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخميس.. «كورال» الأمير طاز يعود لجمهوره

كورال
كورال

يقيم مركز إبداع قصر الأمير طاز "بحي الخليفة"، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، في السابعة مساء الخميس القادم 26 أغسطس، حفل جديد من الحفلات الدورية التي يقدمها كورال قصر الأمير طاز.

الحفل بقيادة الفنانة هبة رمضان، ويشارك فيه مجموعة من المواهب المتميزة فى الغناء والعزف بين: 9 - 22 عام، ومزج بين أغاني الأطفال والأغاني التراثية، ويتضمن البرنامج تقديم مجموعة من الأغنيات منها: حلوة يا زوبة، الموضات، صغيرة علي الحب، دارت الأيام ، سحب رمشة، لولا الملامة، بهية، وغيرها من الأغنيات.

يأتي ذلك ضمن الفعاليات والأنشطة التي تقدمها قطاعات وزارة الثقافة، لنشر المعرفة، ورفع الوعي، والقضاء على الأفكار الظلامية، ومواجهة الإرهاب، ورفع الذائقة الفنية.

ويقع القصر بالقاهرة القديمة بمنطقة الخليفة بالقلعة بشارع السيوفية المتفرع من شارع الصليبة، أنشأه صاحبه الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية، والذي بدأ يظهر اسمه خلال حكم عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون (1343 – 1345م) إلى أن أصبح في عهد أخيه الصالح زين الدين حاجى أحد الأمراء ممن بيدهم الحل والعقد في الدولة في ذلك الوقت.

وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر وعندما بلغ قصر الأمير طاز من العمر خمسمائة عام رأت الحكومة الخديوية أن تحيل القصر إلى الاستيداع وقررت تحويله إلى مدرسة للبنات بإيعاز من علي باشا مبارك أحد رواد التنوير حينذاك ولكن لم تمض سوي عشرات قليلة من السنين إلا وأخلت وزارة التربية والتعليم القصر ليس من أجل ترميمه والحفاظ عليه بعد أن ظهرت عليه آثار الشيخوخة بشكل واضح ولكنها أخلته لتحويله إلي.. مخزن! ولأن القصر كبير ومتسع ويقع في قلب القاهرة فقد كان مؤهلا من وجهة نظر الوزارة أن يكون المخزن الرئيسي لمئات الألوف من الكتب الدراسية وعشرات العربات التي تم تكهينها ومئات الأطنان من الخردة بمختلف أنواعها.. ولأن الناس علي دين ملوكهم فلم يستشعر سكان المنطقة حرجا في استعمال القصر كمقبرة للحيوانات النافقة!.. لم يحتمل القصر كل هذا الهوان وهو الذي شهد وشاهد مئات السنين من العز والنعيم فانطوى على نفسه بعد أن داهمته الأمراض والعلل وتمايلت الكثير من جدرانه وانهارت العديد من غرفه.

وفي أكتوبر 1992 تم إدخال القصر الي غرفة العناية المركزة بعد أن عصفت رياح الزلزال الشهير بالكثير من أركانه وأعمدته وعلى مدى 10 سنوات ظل الحال كما هو عليه إلى أن تم إعلان الوفاة إكلينيكيا في 10 مارس 2002 عندما انهار جانب كبير من الجدار الخلفي للقصر والمطل علي حارة ضيقة بها عشرات البيوت المتهالكة يسكنها مئات آلاف المواطنين أصبحت حياتهم جميعا مهددة بالخطر المنتظر بين لحظة وأخرى بعد أن أصبح الانهيار الكامل للقصر مسألة ساعات لا أكثر.

وقامت وزارة الثقافة ببدء مشروع ترميم القصر بعد اهماله لفترات طويلة ولكن المهمة كانت صعبة للغاية بسبب تلف أجزاء كثيرة، بيوت الخبرة العالمية والخبراء الأجانب اعتبروا أن الموضوع قد انتهي بالفعل وأن أي محاولات للإنقاذ مضيعة للوقت، ولأن أبرز هوايات المصري في وقت الشدة هي تحدي المستحيل، أو ما يبدو لغيرنا مستحيلا، فقد هرول الجميع الي موقع القصر المنهار وفي لحظات بدأت أجهزة التنفس الصناعي وتدليك القلب في العمل بسرعة خارقة وتمت عملية الإنقاذ ووقف العالم مبهورا وهو يري الحياة تعود إلي القصر الذي تم ترميمه بكفاءة لا يمكن وصفها.. ولم يكتف المصريون بالإنقاذ والترميم ولكن المفاجأة الأكبر كانت في الاكتشافات الأثرية المهمة التي واكبت ذلك وأدت إلي إزاحة الستار عن المزيد من خبايا القصر، العمل الذي تم إنجازه ورائع بكل المقاييس ولذلك قررت أخبار النجوم أن تصحبكم في جولة سريعة لتتعرفوا على القصة منذ بدايتها.