رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بتوصية المعهد البيرونى.. صدور «جذور التصوف فى بلاد ما وراء النهر»

جذور التصوف فى بلاد
جذور التصوف فى بلاد ما وراء النهر

يصدر قريبًا عن دار خطوط وظلال للنشر، النسخة العربية لكتاب في الفلسفة تحت عنوان "الدولة الشرطية - مقاربة درومولوجية لـ "لويثان" هوبز، تأليف دكتور محمد الرحموني. والذي يشير في مقدمته لترجمة الكتاب: لم يكن كتاب " لويثان" تأسيسا لنظرية الدولة الحديثة وحسب بل كان كذلك تدشينا للأيقنة السياسية iconographie politique .

ولمّا كانت الصورة بمعنى أيقونة قد ارتبطت قبل كلّ شيء بالتجربة البصرية، ولمّا كانت الصورة البصرية تبرز الموضوع/ الشيء في وضعية بانورامية فتقدّم المعنى كاملا على خلاف الصورة اللغوية التي تظل دوما حبيسة خطيّة الخطاب، ولمّا كان هوبز قد شدّد في مختلف مؤلفاته على ضرورة أن تكون السلطة مرئية حتى تؤدي وظيفتها المتمثلة في بسط الأمن عبر فرض احترام العقد المبرم بين أفراد المجتمع فقد اختار هوبز تجسيد الدولة في صورة " لويثان" Léviathan  وبرّر ذلك بكون هذا " اللويثان" يتمتع بقامة وقوة أضخم من تلك التي يتمتع بها الإنسان الطبيعي ، ولذلك هو مؤهل لجمايته والدفاع عنه.

 ضمن هذا السياق فإنّ أول ما لفت انتباهنا عندما نظرنا في كتب هوبز تلك التحوّلات التي عرفتها الرسوم المثبتة على أغلفتها وذلك بتغيّر المكان والزمان وجمهور القرّاء. وثاني ما لفت انتباهنا هو أن " تحيين" تلك الرسوم كان يتم بمعزل عن النصوص: لقد كان النص عابرا للمكان وللزمان في حين كانت الرسوم رهينة المكان والزمان. ذلك يعني في المقام الأول أنّ السياسة لا تتغير وإنما النظم ةالأساليب هي المتغيّرة. ويعني في المقام الثاني أنّ " لويثان" يتلوّن في كلّ مرة بلون العصر. هذا ما يخوّل لنا أن نلوّن صورة لويثان بلون العصر وأن نعيد رسمه وفق قراءة تعتبر الدولة شرطي مرورEtat voirie تقول مفردات هذه القراءة أن سلطة الدولة الحديثة هي مدينة Polis  وشرطة Police أي هي مركز يتحكم في المواصلات Voirie. ومن ثمّة فإنّ صورة لويثان تحيل على صورة الشرطي شاهرا " سيفه" وعصاه يراقب حركة الأشخاص والبضائع والأفكار..الخ إنّ المسوّغ لهذه القراءة كوننا في عصر السرعة.


ــ جذور التصوف في بلاد ما وراء النهر 
كما يصدر عن نفس الدار، دراسة بعنوان "جذور التصوف في بلاد ما وراء النهر".. ظهور تعاليم التصوف وترتيبها المنهجي في القرن الثامن الهجري، تأليف د. كاملجان رحيموف. 

وحسب الناشر عن الكتاب: تعد بلاد ما وراء النهر منذ قديم الزمان واحدة من البلاد التي ظهر فيها التصوف وشهد تطورًا ملحوظا، وقد لعب تاريخ التصوف في آسيا الوسطى حتى القرن السادس الهجري - أي فترة ظهور طرق الصوفية - دورا هامًا في تطور التصوف، وقام بإعداد أرضية راسخة لتطويره في القرون اللاحقة.

وتمكن أجدادنا الصوفيون من خلال مؤلفاتهم الخاصة بالتصوف وتنظيم تعاليمه المنهجية في نظام واحد، والتي كانت مشتتة في حينه، وبدأ الحكيم الترمذي في القرن الثالث الهجري بالتنظيم المنهجي لتعاليم التصوف، ثم قام كل من الكلاباذي البخاري والمستملي البخاري باستكماله في أواخر القرنيين الرابع والخامس الهجري، وكان هذا أساسا لظهور الطرق الصوفية منذ القرن السادس في مختلف بلدان العالم الإسلامي بشكل عام، وبلاد ما وراء النهر بشكل خاص.

تتطرق هذه الدراسة إلى حالة التصوف في آسيا الوسطى، حتى ظهور الطرق الصوفية وأفكار هذه الفترة، وشخصياتها وخصائصها الهامة، ودور كتاب "التّعَرُّف" للكلاباذي البخاري، وكتاب "شرح التّعَرُّف" للمستملي البخاري بين مراجع الصوفية، وأهمية هذا الكتاب كأحد المراجع الأساسية لعلم التصوف وتأثيره على المؤلفات التي أُلفت بعده.

تم إعداد هذه الدراسة والتوصية بنشرها بموجب قرار جلسة المجلس العلمي بمعهد أبو الريحان البيروني للدراسات الشرقية التابع لأكاديمية علوم جمهورية أوزبكستان.