رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة أوروبية: «الإخوان» الأساس الذي بُني عليه الفكر المتطرف في العالم

الاخوان
الاخوان

كشفت دراسة جديدة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن إيديولوجية الإخوان هي الأساس الفكري الذي بني عليه الفكر المتطرف المتبني للعنف في العالم أجمع.

 واشارت الدراسة إلى أن الجماعة تلجأ لنشر التطرف بين الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب غيرها من الأساليب السرية، للهروب من الرقابة التي تفرضها عليها الحكومات الأوروبية في إطار مكافحة الإرهاب.  

وترصد الدراسة جهود ألمانيا في مكافحة التطرف والإرهاب الممارس من قبل جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان، مشيرة إلى أن 10% من مساجد ألمانيا تخضع للرقابة من الحكومة بناءا على تقرير المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور في نوفمبر 2020، فيما يخص أنشطة التطرف المشبوهة، 16 مسجدًا منهم يخضع لتأثير الإخوان المتطرف.

الإخوان ونشر التطرف عبر السوشيال ميديا

وأوضحت الدراسة، أن الإجراءات والتشريعات التي تصدرها الحكومات الأوروبية لمواجهة كل أنواع التطرف في المساجد خلال عامي 2020 و2021 تمثل حلا استباقيا يفرض على الجماعات الموسومة بالتطرف الخضوع للرقابة الذاتية، ونتيجة لذلك تضطر هذه الجماعات لوضع "قناعها" المعتاد والتظاهر بالتوسط والاعتدال حتى تحافظ على مصالحها، وتخطط سرا للمضي نحو نشر التطرف في أوساط الشباب والمراهقين عبر وسائل أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي وما شابه.

ونقلت الدراسة عن كريستيان ألكساندر، مدير برامج الأمن الدولي والإرهاب في مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات، قوله إن "تلك المراقبة الحكومية دفعت بالأنشطة المتطرفة (لجماعات الإسلام السياسي) إلى خارج مباني المساجد، الأمر الذي يزيد من احتمال اللجوء إلى الأعمال السرية".

وتابعت الدراسة أن ما أشار إليه "ألكساندر" يفسر كيف أن هذه الجماعات المتطرفة إذا ما تم محاصرتها في المساجد بسبب الخطابات الدينية المحرضة على التطرف تلجأ إلى أسلوب سري للغاية ومغاير للأساليب المعروفة لدى الاستخبارات.

على الجانب الآخر، صرحت وزارة الداخلية في ولاية مكلنبورج فوربومرن الألمانية، عن نيتها في إنشاء نظام لتمويل المساجد هدفه إلغاء التمويل الأجنبي، وتحصيل إيرادات المساجد من المجتمع المسلم المحلي في ألمانيا وفقاً لضريبة المساجد بهدف خفض التأثير الأجنبي المتطرف، ومنه خفض السيولة القادمة من الخارج. 

أكاديمية تدريب الأئمة في ألمانيا

وبينت الدراسة جهود ألمانيا في مكافحة تطرف جماعات الاسلام السياسي، وشملت هذه الجهود إنشاء أكاديمية لتدريب الأئمة المسلمين في ألمانيا، حيث افتتحت السلطات بتاريخ 15 يونيو 2021، برنامج حكومي ألماني لإعداد الأئمة المسلمين، يستمر لسنتين ويباشره نحو 40 شخصًا ويوفره معهد الإسلام في اوسنابروك في شمال غرب ألمانيا، وجرت أول الدروس بمكتبته بمشاركة 12 ألف مؤلف.

وأضافت:"هذا الإعداد متاح لحاملي شهادة في الفقه الإسلامي أو شهادة موازية ويتضمن فترات تدريب محورها الجانب العملي وتثقيف سياسي أيضا. وتدعم السلطات الفدرالية ومقاطعة ساكسونيا السفلى ذلك ماليا في بلد بلغ عدد المسلمين فيه بين 5,3 و5,6 مليون إنسان، أي 6,4 إلى 6,7 % من إجمالي السكان".

وتابعت "الحكومة الألمانية بإقامتها للأكاديمية الخاصة بتكوين الأئمة تركز على الإعداد الديني وهذا أمر مفروغ منه وعلى التثقيف السياسي لهؤلاء الأئمة المستجدين وذلك يمثل نقطة هامة لأن الأئمة في ألمانيا حاليا يملكون تأهيلا علميا ودينيا من خارج ألمانيا أولا وليست لديهم معرفة حقيقية بواقع حياة المسلمين في ألمانيا ولا يتمتعون بالثقافة السياسية، وبالتالي فأن السلطات الألمانية تحاول سد هذه الثغرات من خلال تأهيل الأئمة في ألمانيا دينيا وسياسيا". 

ويشير بولنت أوشار، المدير العلمي لكلية الإسلام، بأن "ألمانيا تحتاج إلى أئمة يكونون في أفضل الأحوال من مواليد ألمانيا وترعرعوا فيها ومندمجين فيها"، حيث يجب أن يكون الأئمة “قادرين على مراعاة متطلبات الجماعات الإسلامية، وبناء الجسور مع الغالبية في هذا المجتمع.

إغلاق المساجد والجمعيات ذات الصلة بـ"الإخوان" 

نوهت الدراسة بأن السلطات الألمانية أغلقت بعض المساجد المموّلة من الخارج بشبهة ترويجها للفكر المتطرف، حيث ثبت أن الأساس الفكري الذي بني عليه الفكر المتشدد الذي تبنى العنف هو فكر تيارات الإسلام السياسي أو بالأحرى فكر جماعة الإخوان المسلمين.