رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون يكشفون لـ«الدستور» أبرز ملفات جولة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي

جيفري فيلتمان
جيفري فيلتمان

«سد النهضة، الحرب في إثيوبيا، والأوضاع في السودان».. تتصدر هذه الملفات جدول أعمال المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، الذي يقوم بجولة جديدة يتوجه خلالها إلى جيبوتي، وإثيوبيا، والإمارات العربية المتحدة، في الفترة من الأحد المقبل الموافق 15 أغسطس وحتى 24 أغسطس الجاري.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني مساء أمس، أن المبعوث الخاص فيلتمان سيلتقي كبار المسئولين في الدول الثلاث لمناقشة فرص الولايات المتحدة المتاحة لتعزيز السلام ودعم استقرار وازدهار القرن الإفريقي.

وفي هذا الصدد، يرى الخبراء والدبلوماسيون إن الجولة المقبلة للمبعوث الأمريكي تأتي في ظل التطورات الأخيرة المهمة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي لاسيما في ظل احتدام المعارك الداخلية بإقليم تيجراي الإثيوبي، بالإضافة إلى خلافها الحدودي مع السودان، فضلًا عن محاولة استئناف المفاوضات فيما يخص قضية سد النهضة.

استئناف المفاوضات

السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن هناك عدة موضوعات ستتناولها هذه الجولة من بينها سد النهضة وعما إذا هناك أملًا في إعادة استئناف المفاوضات مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مصر متمسكة بأن يكون هناك أساسًا يتم استئناف المفاوضات عليه، وليس مجرد استئناف من أجل التفاوض، موضحًا أن الإدارة الأمريكية أقرَّت بأن مصر كان لديها من الصبر ما يدعو إلى الإعجاب إذ إنها ظلت تفاوض بصبر وتأنِّي، وبالتالي، يتعين على الجانب الإثيوبي أن يقدم بادرة إيجابية.

الحرب في إثيوبيا

وأضاف حسن، في تصريحٍ لـ«الدستور»، أن الملف الثاني الذي سيتم بحثه خلال هذه الجولة، هو الحرب الدائرة في إثيوبيا لاسيما بعد تطور الحرب في إقليم تيجراي، وانضمام حركة آخرى في إقليم الأورومو، وهو ما يعني بدء تجمع الحركات المتحالفة وقد تتحول إثيوبيا لمنطقة اضطراب وتوتر في القارة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا تريد هذا الأمر بالنسبة لمصالحها.

الخلاف الحدودي مع السودان

وأوضح السفير رخا أحمد حسن، أن المبعوث الأمريكي قد يتطرق أيضًا خلال جولته إلى علاقة إثيوبيا مع جيرانها وأزمتها مع السودان والخلاف على منطقة الحدود، خاصة أن السودان متمسك بموقفه لاسترداد أراضيه. 

كما تشمل ملفات المبعوث الأمريكي خلال جولته، الوضع في جمهورية جنوب السودان، إذ أنها بحاجة إلى مساعدات ومعونات رغم ما لديها من مورد للبترول وهو ما يجعلها مستقرة نسبيًا إلى حدٍ ما.

جيبوتي والإمارات

وعن زيارة المبعوث الأمريكي إلى جيبوتي ضمن جولته المقبلة، قال السفير رخا أحمد حسن، إنها تعد مفتاح لكل المنطقة حيث يوجد داخلها قاعدة أمريكية تم إنشاؤها بعد عام 2001، بالإضافة إلى عدة قواعد عسكرية أخرى فرنسية وصينية وغيرها.

وبالنسبة للإمارات، أوضح السفير حسن، أن الإمارات حاولت أن تقوم بدور في مسألة الخلاف بين إثيوبيا والسودان من ناحية، وفي مسألة سد النهضة من ناحية أخرى، كما أن الولايات المتحدة تعول كثيرًا على الدول المنتجة للبترول في منطقة الخليج العربي لمساعدة الدول التي تريد واشنطن ضمها إلى جبهة الأصدقاء.

فيما يخص سد النهضة، قال السفير رخا أحمد حسن، إن المبعوث الأمريكي يقوم بجولته في وقت أقل توترًا بين مصر والسودان وإثيوبيا، وهو ما قد يساعد على اختراق حالة الغموض التي وصلت إليها المفاوضات. 

 ترتيبات أمنية واستراتيجية

من جانبه رأى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن الجولة المقبلة للمبعوث الأمريكي سيتم خلالها طرح قضايا رئيسية في القرن الأفريقي، وهدفها الاتفاق على ترتيبات أمنية واستراتيجية ومحاولة تطبيق الاستراتيجية الأمريكية في ظل التطورات الأخيرة خاصة ما يجري في إثيوبيا وإقليم تيجراي، وبالتالي قد يتم طرح مقاربة للتعامل ما بين إثيوبيا كحكومة وما بين هذه الأقلية، خاصة في ظل حالة التدهور الكبيرة التي شهدته والتي سيكون لها انعكاسات على الدول المجاورة سواء الصومال أو جيبوتي.

وقال فهمي، في تصريحٍ لـ «الدستور» أن هذه الزيارة ستكون جولة لتفقد المواقف وبناء سياسات والاتفاق على نقاط محددة ولن تكون جولة استكشافية مثل الجولة الماضية.

وأوضح، أن هذه الجولة مهمة بعد التطورات الأخيرة في إقيلم القرن الأفريقي، حيث تحاول الإدارة الأمريكة القول بأنها تبحث عن الاستقرار وتطرح رؤية وتقدم مقاربة للأوضاع، ولكن من المبكر القول إذا كانت هذه الجولة ستنجح أم ستفشل، إذ أنها جولة مرتبطة بقراءة الأوضاع في أثيوبيا وترتبيات الأمن الخاصة بإقليم القرن الأفريقي بأكمله.

التأثير الفعلي للجولة

وفيما يخص زيارته للإمارات، قال فهمي، إن الإمارات دولة مهمة بالنسبة لإثيوبيا ولها استثمارات كبيرة في القرن الأفريقي بأكمله، ويمكن اللجوء إليها للتهدئة، فضلًا عن البعد الاقتصادي لدولة الإمارات.

وأكد طارق فهمي، أن التأثير الفعلي لجولة المبعوث الأمريكي تتوقف على عدة شروط من بينها أن تطرح الإدارة الأمريكية مقاربة للاستقرار في إقليم القرن الأفريقي، كما أنه لابد من وجود رؤية أمريكية للتعامل مع الوضع، وكذلك رصد المواقف والاتجاهات.

وأشار فهمي، إلى أن قدرة أمريكا على فك وتحليل الصراع الموجود في القرن الأفريفي وفي إثيوبيا تحديدًا محدود، إذ أنه صراع معقد ومرتبط بالداخل الإثيوبي، موضحًا أنه في ظل تعنت الحكومة الإثيوبية الحالية، وعدم تقديم أية تنازلات للأقليات بما فيها أقلية إقليم تيجراي، فإنه الأزمة سوف تستمر.