رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا لو.. سؤال فرض نفسه على السوشيال ميديا وإجابته ترّويها «إيمان»

إيمان صبحي
إيمان صبحي

فكرة لم يلتفت لها كثيرون من صُناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، صاحبتها إحدى خريجات الإعلام ، التى قررت عدم خوض تجربة العمل في مجال الصحافة، واتجهت لنشر فكر جديد تعبر به عن حالها ومشاعرها والأسئلة التي تراودها طوال الوقت.

ماذا لو؟.. كان ذلك السؤال هو مفتاح المحتوى الذي لم يمر على طرحه عبر صفحات فيسبوك سوى 10 أشهر فقط، لكنه انتشر كالنار في الهشيم، وحاز على مشاهدة أكثر من 100 مليون شخص، ففي هذه الفترة أنتجت صاحبة المحتوى ما يقارب الـ100 فيديو، وتفاعل معها 6 مليون مشترك.

التقت "الدستور" إيمان صبحي، صاحبة الـ26 عامًا، عبر تطبيق "زووم"، لتروي قصتها مع السؤال الذي حيرها طوال السنوات الماضية، حتى قررت مؤخرًا طرحه على رواد السوشيال الميديا؛ ليشاركونها اكتئابها ووحدتها وسعادتها وأفكارها، كما وصفت ذلك.

محادثة الدستور مع إيمان


ماذا لو "إيمان صبحي" لم تكن صانعة محتوى؟

روح تملأها الحيوية والتفاؤل، خفة دم قلما توجد لدى صُناع المحتوى على السوشيال ميديا، ابتسامة تجذب أنظار المشاهدين فور رؤيتها، وطريقة إلقاء فريدة من نوعها، للوهلة الأولى قد تظن أنها مخصصة لتقديم المحتوى بشكل معين، لكن بمجرد الحديث مع صاحبتها سرعان ما تكتشف عدم اصطناعها للأمر بل هي طبيعتها الفطرية التي فرضت نفسها على صفحات "الفيسبوك".

بدأت "إيمان" حديثها مع "الدستور"، معبرة عن الفترة التي قضتها في العمل كمسؤولة تسويق إلكتروني لإحدى الشركات، قائلة: "كنت زهقانة من الشغل ومكنش عندي الرفاهية إني أسيبه"، لذا اضطرت الفتاة العشرينية للبحث عن بديل مناسب لخوض مرحلة انتقالية في حياتها.

إيمان صبحي

قبل 10 أشهر، تحولت حياة "إيمان" بشكل كامل، حين قررت تنفيذ فكرة "ماذا لو"، بعد أن تدربت جيدًا على إعداد السكريبت وانتقاء الفكرة، وأيضًا تصوير ومونتاج الفيديوهات، وفي أول شهر من ترويج المحتوى الخاص بها، استطاعت الوصول إلى 30 ألف متابع، معبرة عن ذلك: "الناس كانت بتعرفني لما تشوفني في الشارع".

 

مرحلة انتقالية

لم تواجه الفتاة أي عقبات في بداية طريقها، فقد اتفق الجميع على ما تقدمه من محتوى مميز، يهدف لنشر فكر جديد وسط ما تعاني منه منصات السوشيال ميديا من أفكار ملوثة، وفي الشهر الثاني من انتشار أفكارها، وصلت عدد متابعين الصفحة إلى 200 ألف شخص، حينها شعرت بالنجاح والوقوف على ناصية الحلم.

وفي الشهر الثالث، استقبلت "إيمان" عرض من قناة إماراتية لتمويل وتطوير المحتوى بشكل كامل، بعد أن عملت على تأسيس الفكرة برفقة زوجها فقط، الذي كان يساعدها في تصوير الحلقات، لكن بمجرد دخول القناة في الصورة، سرعان ما وفرت لها طاقم عمل محترف مكون من شخصين، أحدهما مصور ومونتير، والأخير كاتب سكريبت.

إيمان برفقة زوجها

مازالت تعمل حاليًا على اختيار أفكارها، وتناقشها مع طاقم العمل قبل تنفيذها، فهي تنتج ما يقارب من 12 فيديو في الشهر، واتجه زوجها لتنفيذ المحتوى الخاص به، بعد أن اطمئن على مصير برنامجها الفريد من نوعه.

 

غضب إلكتروني

كثيرًا ما تنهال التعليقات الصارمة و"ريأكتات" الغضب على صفحات الفيسبوك، بسبب فكرة محتوى معين لا يتماشى مع أفكار البعض، لذا كان لصفحة "ماذا لو" نصيبًا في هذا الغضب الإلكتروني، حين قررت "إيمان" تقديم فكرة جريئة بعنوان "ماذا لو كنت حرة".

تضمنت الحلقة حديثًا موسعًا عن احتياجات السيدات والفتيات في المجتمع العربي، وما ينقصهن أو الألم الذي يشعرن به طوال الوقت، وفوجئت "إيمان" حينها بسرعة انتشار الفيديو، والتفاعل الكبير الذي حققه بمقدار 50 ألف تعليق، أغلبهم كان سبًا واضحًا للمحتوى المقدم.

إيمان صبحي

اتهمها رواد السوشيال ميديا في ذلك الوقت بتحريض الفتيات على التحرر بشكل غير أخلاقي، رغم عدم قصدها لذلك الشأن من الأساس، وتكرر الهجوم مرة أخرى، حين نفذت فكرة بعنوان "ماذا لو كنت شاب عربي"، والتي ناقشت من خلالها فكرة التربية الخاطئة للأولاد والفتيات في الوطن العربي، ما لم يعجب المشاهدين، وهاجموها بشدة.

 

"فيسبوك" لا غنى عنه

اختارت "إيمان" الابتعاد عن موقع "يوتيوب" في الوقت الحالي، كونها تدرك جيدًا أن هذه المنصة مخصصة لصُناع المحتوى الذين يملكون الكثير من الحديث ليطرحوه على المتابعين، لكنها اكتفت بالفيديوهات خاصتها، والتي لا تتجاوز مدتها الـ4 دقائق، لذا كان موقع "فيسبوك" هو المنصة الرئيسية في تقديم الفكرة، بجانب استخدام "تيكتوك" و"انستجرام".

ومن خلال "فيسبوك"، استطاعت الفتاة الوصول إلى أكبر قدر من المشاهدين، جميعهم تفاعلوا معها، وشاركوها أفكارها المميزة، بل استقبلت تعليقات كان لها أثرًا واسعًا في تشجيعها بشكل شخصي على استكمال المشوار، وتطوير الفكرة بشكل عام، كان أبرزهم رئيس الوزراء الإماراتي الذي تواصل معها ليقدم لها الشكر على ما تقوم بترويجه من أفكار هادفة.

إيمان صبحي

أما عن التعليقات الشخصية، فقد خاضت نقاش موسع مع أحمد الغندور، صاحب برنامج "الدحيح"، حول الأفكار المقدمة ومدى تطويرها، وكذلك العالم المصري فاروق الباز، التي سعدت كثيرًا حين شارك إحدى فيديوهات "ماذا لو" عبر صفحته الشخصية ليعبر عن مدى إعجابه بالمحتوى.

 

سر الصّنعة

وبسؤالها عن سبب اختيارها لاسم "ماذا لو"، قالت: "هو سؤال فلسفي تمامًا، عادة ما يأتي وراءه جملة غير واقعية تعمل على توسيع مدارك المعرفة، وتجعل المشاهد يفكر كثيرًل في الاحتمالات اللانهائية التي تحدث في الحياة".

"لما عينك بتوسع، بتشوف الحياة بشكل مختلف"، هكذا عبرت "إيمان" عن مدى صدقها بما تقدمه من محتوى يبحث عن نشر الإيجابية في المجتمع العربي، في ظل الأحداث المؤسفة التي تطاردنا طوال الوقت.

تحاول الفتاة جاهدة التركيز على القضايا والأفكار التي تشغل بال السيدات بشكل عام، فهي مثلهن، تشعر بما يشعرن به، تعيش التفاصيل الآتي اعتادن على عيشها، فالرسالة التي تحملها لهن هي أن أي شخص قادر على فعل أي شئ يريده.

 

إيمان صبحي

وجهت "إيمان" في ختام حديثها، رسالة إلى صُناع المحتوى في العالم العربي، والأشخاص الذين يرغبون في تنفيذ أفكار جديدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، قائلة: "الهدف الأسمى لوجود أي إنسان هو مشاركة تجاربه الشخصية مع الآخرين من أجل تقدم البشرية".