رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة: الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المطارات يعانون من التسمم بالرصاص

الأطفال الذين يعيشون
الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المطارات

كشفت دراسة حكومية أمريكية أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من أحد المطارات بولاية كاليفورنيا الأمريكية يعانون من مستويات عالية من التسمم بالرصاص.


وتعتبر الدراسة ناقوس خطر لكل الأمثلة المشابهة لذلك في جميع أنحاء العالم حيث توصي الكثير من الدراسات بابتعاد المناطق السكنية عن المطارات لمسافات كبيرة لتجنب تلوث الهواء والتلوث الضوضائي الناتج عن الطائرات.


وجاء على الموقع الحكومي الرسمي لمقاطعة سانت كلارا بولاية كاليفورنيا أن الأطفال الذين يقيمون بالقرب من مطار ريد هيلفيو في شرق سان خوسيه يعانون من مستويات الرصاص في الدم مماثلة لتلك التي لدى الأطفال في فلينت، بولاية ميشيجان، خلال ذروة أزمة المياه في العقد الماضي.


ودعا بعض القادة المحليين وخبراء الصحة إلى اعلان الوضع كأزمة صحية.


وقالت المشرفة سيندي تشافيز: "هذه قضية صحة عامة، إنها قضية إصحاح بيئي وهي قضية إنصاف".


وذكرت الدراسة أن الطائرات الخاصة الصغيرة التي تطير من مطار ريد هيلفيو تستخدم الوقود المحتوي على الرصاص الذي يلوث البيئة المجاورة، مما يعرض السكان لخطر التسمم بالرصاص - خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون على بعد نصف ميل من المنشأة.


وأضافت الدراسة أن الرصاص يمكن أن يبقى في الهواء أو يستقر على المنازل والأسطح العامة ، مما يعني أن السكان يتنفسون الرصاص أو يتناولونه.


وقال الدكتور بروس لانفير- العالم الذي تم الاسترشاد بابحاثه في تلك الدراسة إنه :"ولذلك ، في حالة الرصاص المحمول في الهواء ، سوف (يستنشق) الأطفال بعضه ، لكنه سيستقر أيضًا على عتبات النوافذ ، على أرضيات منزلهم ، على أسطح الطاولات وسيبتلعونه".


وأكد لانفير أنه لا يوجد مقدار آمن لاستهلاك الرصاص، وبالنسبة للأطفال ، يمكن أن يكون لأي قطرة من الرصاص آثار خطيرة طويلة الأمد. 

 

وقال إن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لخطر ارتفاع مستويات الرصاص في الدم وبالتالي يعانون من تلك الآثار السلبية، لأنهم يكتشفون العالم من خلال أفواههم.


لكن الخبراء قالوا إن أي شخص لم يتطور دماغه بشكل كامل يكون معرضًا لخطر كبير وربما يكون له نتائج سلبية على الصحة والسلوكية والمعرفية غير قابل لعلاجه.
 

وقال عالم الأوبئة الشهير ومؤلف الدراسة سامي زهران: "قمت بربط العديد من الدراسات ارتفاع مستويات الدم لدى الأطفال بالضعف الإدراكي والفكري، وضعف التحصيل الدراسي، وزيادة خطر الإصابة باضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط، من بين أمور أخرى".


ويعرض التقرير المؤلف من 131 صفحة بالتفصيل نتائج 17000 عينة دم تم جمعها في الفترة من 2011 إلى 2020 من أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا يعيشون بالقرب من المطار. 

 

ووجدت أن الأطفال الذين يعيشون في اتجاه الريح من المطار لديهم مستويات رصاص في الدم أعلى من أولئك الذين يعيشون في عكس اتجاه الريح، مع زيادة 0.4 ميكروجرام لكل ديسيلتر(0.1 لتر).


وأكدت مديرة المدارس في المقاطعة ماري آن ديوان، التي أعلنت نتائج الدراسة جنبًا إلى جنب مع تشافيز قبل يوم واحد من اعلان زهران للدراسة، أن التسمم بالرصاص كان "مصدر القلق الأكبر نظرًا لمستوى النشاط المرتفع نسبيًا وقربها من المناطق السكنية".


وجرى إعداد التقرير بناءً على توجيه من المشرفين في عام 2020 ، الذين صوتوا لوقف أي منح إضافية للمطار استعدادًا لإغلاقه بحلول عام 2031 - عندما تنتهي منحة إدارة الطيران الفيدرالية الحالية.