رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تفتيش صادم».. مفتشات يعتدين جنسيا على طالبات الثانوية (وثائق)

تفتيش صادم
تفتيش صادم

مأساة كبيرة عاشتها مريم، طالبة الثانوية الأزهرية بمعهد الفتيات في منطقة السلام، حين كانت في طريقها لتأدية أول امتحان لها، واصطدمت بإحدى المفتشات اللاتي اصطفن أبواب المدرسة؛ ليفتشن الطالبات قبل الدخول إلى اللجان حسب الإجراءات الرسمية التي نصت عليها وزارة التربية والتعليم .

لكن ما حدث كان مخالفًا تمامًا لهذه الإجراءات، فالشروط الرئيسية التي نصت عليها الوزارة بخصوص إجراءات التفتيش كانت تشمل فقط استخدام العصا الإلكترونية للكشف عن ما تحمله الطالبات من وسائل الغش الإلكترونية، حتى بدأت المشرفات في تغيير الطريقة وتحويلها لاعتداء جنسي مباشر.

دقائق قليلة من الرعب مرت على "مريم" في تلك اللحظة، لكنها شعرت حينها أن الوقت لا يمر، وكانت أمنيتها الوحيدة هي الهروب سريعًا من هذا المكان، شعورًا منها بالحرج، وتعبر الفتاة عن ذلك المشهد خلال حديثها مع "الدستور"، قائلة: "أصعب موقف عيشته في حياتي".

 

محادثة الدستور وإحدى الفتيات

"المفتشة رفعت الجيبة بتاعتي وهي بتقولي متتكسفيش إحنا ستات زي بعض"، لم تتوقع الفتاة أن ترى امرأة أخرى تضع يديها على جسدها، وتتعمد ملامسة المناطق الحساسة بطريقة بشعة، وبالأخص منطقة الثديين التي بالغت في ملامستها أثناء التفتيش.

قررت "مريم" في تلك اللحظة إعلان رفضها التام لما تعرضت له من تصرف مشين، أهان خصوصيتها وعرضها بشكل مباشر، لكن الرد كان صادمًا، فقد أدعت المفتشة أن ما ترتكبه بحق الطالبة يعتبر إجراء روتيني، ويُسمح لها الكشف عن ما تخفيه الطالبات من ملخصات تساعدهن على الغش، لأن العصا الإلكترونية تقتصر على اكتشاف المعادن فقط.

حاولت "مريم" التغاضي عن ذلك الموقف، لكنها واجهته في كل مرة كانت تذهب فيها لتأدية امتحاناتها؛ ما جعلها تشعر بالتوتر الشديد، وعدم التركيز في ما ستقوم به داخل اللجنة، وتصف ذلك: "إحساس بشع لدرجة كنت عايزة أهرب من طابور التفتيش عشان متعرضش للإحساس ده، خاصة إنه بيكون قدام  الرجالة".

 

محادثة الدستور وإحدى الفتيات

التأثر النفسي كان واضحًا على الفتاة داخل اللجنة، فقد عرضها ذلك لارتكاب أخطاء عدة أثناء تأدية الامتحانات، فالشعور الذي عاشته لم يغادر ذهنها، وكذلك كان الحال مع الطالبات الأخريات في المدرسة، واللاتي تأثرن بشدة وتعرضن للانهيار إزاء الاعتداء عليهن جنسيًا.

وبعد تكرار الموقف ذاته أكثر من مرة، قررت "مريم" مؤخرًا إرسال شكوى بشأن التجاوزات غير الأخلاقية التي تتعرض لها أثناء التفتيش الذاتي، فعلت ذلك عبر الصفحة الرسمية لقطاع المعاهد الأزهرية، ولكنها لم تتلق أي استجابة: "شافوا الرسالة وتجاهلوني تماما".

شكوى إحدى الطالبات لوكيل الأزهر


اختتمت الفتاة حديثها، مناشدة الجهات الرسمية بضرورة الرقابة على انتهاك خصوصيات الطالبات في المدارس، وعدم التزام المشرفات باستخدام العصا الإلكترونية خلال عمليات التفتيش، آملة النظر في شكواهم حتى لا تتكرر التجرية القاسية التي مرت بها هي وأقرانها.

هل تعمدن المشرفات التعدي على الطالبات جنسيًا؟، أم أن هذه الطريقة المتبعة كانت مجرد فرض للرقابة على عمليات التفتيش؟ هذا ما بحثت "الدستور" عن إجابته في السطور التالية على مدار الأيام السابقة، من خلال رصد حالات عدة داخل محافظات مختلفة على مستوى الجمهورية، جميعهن تعرضن للاعتداء الجسدي المباشر.
 

بوست من جروب اتكلمي

طالبة تروي مأساة تفتيشها أمام الرجال: "بيمسكوا كل مكان في جسمي"

طابور ملئ بالطالبات ذات الوجوه البائسة والعيون المحدقة على سيدة مُرتقب عرضُهن عليها، يديها كالألة الحادة، تنزل على أجسادهن كالمشرط بحجة تأدية دورها ومحاربة الغش وكذلك الحفاظ على مستقبلهن، تقف بينهم (ي.أ)، إحدى الطالبات بمدرسة أوسيم الثانوية بنات في محافظة الجيزة.

تحملق الطالبة أثناء وقوفها في الطابور لعمليات التفتيش التي تخضعن لها باقي الطالبات، فلم يكن لديها أي دراية حول فرض التفتيش الذاتي الذي يخل بالحياء علنًا، وتصف ذلك المشهد القاسي، قائلة: "المفتشة بتحط إيديها جوا الهدوم في المناطق الحساسة".
 


جاء دورها في التفتيش ولم تتمكن من إيقاف المفتشة التي تعمقت في فحص جسدها بطريقة غير آدمية، شعرت حينها بضيق شديد إزاء التصرف المهين، معبرة عن ذلك: "حسيت بتقزز وقرف من تفتيشي بطريقة مقرفة".

وبعد انتهائها من تأدية الامتحان، اتجهت سريعًا للبحث على مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية السماح للمراقبات بالتفتيش الذاتي في المدارس، وأدركت حينها أن ما تعرضت له كان غير قانوني، فقررت الطالبة في الامتحان التالي رفض تكرار الأمر بهذه الطريقة التي تسلب منها خصوصيتها.

الأمر الذي يُعد أكثر إهانة كان ملامسة المناطق الحساسة بجسدها أمام الرجال المتواجدين في المكان، والذين تعمدوا التربص بأعينهم لجسد الفتاة أثناء عملية التفتيش.


تستكمل الطالبة حديثها لـ"الدستور"، بصوت ممزوج بالحسرة والندم على ما واجهته، وتقول: "اللي بيحصل ده ملوش اسم غير إنه تحرش، مستحيل يكون تفتيش طبيعي"، وناشدت المسؤولين بفرض استخدام الأجهزة الإلكترونية، التي تكفي لكشف الغش بعيدًا عن التجاوزات التي تحدث أثناء التفتيش الذاتي للطالبات المؤديات لامتحانات الثانوية. 

رحلة بحث داخل جروبات الثانوية ترصد شكاوى الاعتداء الجسدي

لم تكن هذه الحالات هي الوحيدة التي تم الاعتداء عليها جنسيًا من قبل مفتشات المدارس، فبمجرد أن كتبنا "تفتيش الطالبات ذاتيًا" في محركات البحث على موقع "فيسبوك"، سرعان ما أنهالت أمامنا العديد من المنشورات التي تعبر عن مدى الانزعاج الذي أصاب هؤلاء الفتيات البريئات.

التعليقات لم تكن هينة، الجميع كان يبحث عن حل لوقف هذه الممارسات غير الأخلاقية، الطالبات عبرن عن الضرر النفسي الذي أصابهم في وقت تحديد المصير، الأمهات تناشد الجهات المعنية بوقف المتعديات على بناتهن فورًا، الأخوات والأصدقاء يحاولون جاهدين نشر القضية في الرأي العام.

 

شكاوي الطالبات

كانت الشكوى الأولى من نصيب فتاة روت لحظات التعدي على منطقة الثديين والمناطق الحساسة الأخرى بجسدها، رغم توافر العصا الإلكترونية التي لم تُستخدم على الإطلاق، لكنها اختارت عدم السكوت عن حقها في الحفاظ على العرض، وقررت توصيل شكواها إلى مجلس الوزراء.

أرسلت الشكوى عبر الرابط الخاص بالشكاوي التابع لمجلس الوزراء "16528"، وألحقت بياناتها الخاصة وبيانات المدرسة بالشكوى، لتستقبل اتصالًا منهم بعد ثلاث ساعات للتحقق من هذه البيانات، بجانب حصولها على رقم الشكوى الخاص بها حتى تتابع الأمر بعد ذلك.

شكوي إحدى الفتيات

 

أما الشكوي الثانية كانت لطالبة استنجدت بوزارة التربية والتعليم، وطالبت بتصعيد الموقف وعدم السكوت عنه، رافضة طريقة التفتيش المهينة، واصفة المفتشات بـ"المتحرشات"، وتلومهم بعدم الالتزام باستخدام العصا الإلكترونية.

تكرر الحال أيضًا في الشكوى الثالثة لإحدى طالبات الثانوية الأزهرية، التي عبرت بشدة عن سوء حالتها النفسية بعد التعدي عليها جسديًا من قبل المفتشات بالمعهد، فضلًا عن عدم توافر موقع مختص في هذا الشأن من الممارسات غير الأخلاقية.

 لم نكتف بهذه الحالات لإثبات فرضية التحقيق، وحاولنا أيضًا التوسع في باقي المحافظات، بحثًا عن ضحايا أخريات تعرضن للأمر ذاته، وإثباتًا منا على انتشار الظاهرة بشكل أكبر، فالأمر لم يكن مجرد حالات فردية أو وهمية كما أدعى البعض.

«القومي للمرأة»: البلاغات الرسمية هى القناة الشرعية

كانت المفاجأة الأكثر غرابة حين تواصلنا مع صفاء حبيب، عضو المجلس القومي للمرأة، لنطلع على موقفهم الرسمي تجاه هذه الممارسات المهينة، لكنها استنكرت بشدة ما يحدث للطالبات داخل مدارس الثانوي من اعتداء جنسي.

صفاء حبيب


وأوضحت أن المجلس لا يعترف سوى بالبلاغات الرسمية المقدمة من قبل الضحايا للجهات المعنية، وعلى أساس ذلك يتم التحرك، وفي حين أن المجلس لم يتلق أي بلاغ حتى وقتنا هذا، فالأمر أصبح كأنه لم يحدث بعد.
 

أم ترافق ابنتها للمدرسة وتُعنف المفتشات

كان الرد واضحًا لدينا لذا تطرقنا مرة أخرى لإثبات هذه الجريمة بشكل أوسع، وهذه المرة كانت في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، التي تعرضت الطالبات المؤديات لامتحانات الثانوية بها إلى تعدي جنسي واضح، الأمر الذي كشفته إحدى الفتيات لوالدتها، والتي أصرت مرافقتها إلى المدرسة في المرة التالية لتُعنف المفتشات.

واتجهت والدة الطالبة إلى مدرسة السيدة زينب الثانوية بنات، يوم امتحان الجبر برفقة ابنتها، وأصرت على مقابلة المفتشة التي اعتدت على الفتاة، وبمجرد أن شاهدتها أمام عينيها، سرعان ما انهالت عليها بأقسى الكلمات تأنيبًا للضمير: "ترضيها على بنتك تكون رايحة امتحان وواحدة تمسك جسمها".

تفتيش الطالبات ذاتيا


كان رد المفتشة حينها بأن هذا هو العمل المكلفة به، ويجب عليها إتمامه بأفضل شكل ممكن، حتى إن تطلب الأمر معاينة جسد الفتاة بشكل كامل، لكنها تغاضت عن فعل ذلك داخل غرفة خاصة بعيدًا عن أعين الرجال.

خضنا رحلة بحث أخرى عبر تطبيق "تليجرام"، الذي ضمت إحدى مجموعاته أكثر من 20 ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة والأزهرية، وهناك كان طلبنا محدد: "من تعرضت لاعتداء جنسي خلال تفتيش الامتحانات يرجى أن تتواصل معنا".

حكايات خاصة لضحايا المفتشات داخل جروبات "تليجرام"

لم تمر دقائق معدودة على رسالتنا، لنستقبل ردود مختلفة من طالبات عدة يؤكدن تعرضهن للاعتداء الجنسي قبل الدخول للجان الامتحانات، منهن من تواصلت معنا بشكل خاص لتسرد قصتها بعيدًا عن الحديث العام أمام آلاف الطلبة والطالبات.

هاجر عزت، إحدى ضحايا المفتشات في محافظة القليوبية، روت تجربتها المريرة التي عاشتها طوال فترة الامتحانات، مجبرة على تحمل هذا الوضع المأسوي لتنهي مسيرتها الدراسية التي اجتهدت طوال العام من أجلها، والالتحاق بالكلية التي طالما تمنتها، وسهرت الليالي للحاق بها.

رفضت الفتاة ذكر اسم المدرسة التي تؤدي بها امتحانات الثانوية، خوفًا من تربص المفتشات لها في الأيام المقبلة، واكتفت بسرد قصتها لتثبت مدى انتشار الأمر في جميع أنحاء الجمهورية، مؤكدة أن هذا الوضع يجرى على جميع الطالبات في المدرسة.

 

محادثة بين محرر الدستور وإحدي الفتيات



"أخر مرة مستحملتش وزعقت فيهم كلهم والشرطة كانت واقفة ساعتها"، في تلك اللحظة لم تتحمل "هاجر" المساس بجسدها مرة أخرى، فقد اكتفت من ملامسة أيدي المفتشات للمناطق الحساسة لديها، وكذلك النظرات المريبة من قبل الرجال المتواجدين، والتي ظلت تراود ذهنها طوال الأيام الماضية.

منذ ذلك الحين، توخت المفتشة حذرها في تفتيش الطالبات بعد ردود أفعالهن الصارمة، وبات الأمر طبيعيًا إلى حد ما، لكن الذكرى السوداء لتلك المواقف المأسوية ستظل مرافقة للفتاة حتى تبتعد نهائيًا عن رؤية المشرفات في المدرسة.

سارة: فقدت تركيزي أثناء تأدية الامتحانات لشعوري بـ "الوصم"

في ظل أجواء الخوف والرعب الذي ينتاب طلاب الثانوية العامة من كونها سنة تحديد المصير، وفي وسط نظرات التعجب من تجاوزات غير آدمية تنتهك الخصوصية، نري مشهدًا قاسيًا لجميع الطالبات وهم في انتظار عرضهن على "طابور التحرش" كما وصفته سارة، طالبة بمدرسة النهضة الثانوية الخاصة بمدينة قوص في محافظة قنا.

 

 

سارة واحدة من طالبات الثانوية العامة اللاتي يشكن من تجاوزات المشرفات أثناء تفتيشهن قبل دخول لجنة الامتحان، حين يضعن أيديهن في مناطق شديدة الحساسية متعدين على ملابسهم الداخلية دون أي حياء.

لم يبق أمام "سارة" سوى دقائق معدودة لتكون فريسة جديدة في يد المشرفة التي أباحت لنفسها الوصول إلى مناطق بالجسم غير مسموح الاقتراب منها، وتعبر عن ذلك: "الست هي اللي بتتحرش بيا مش الراجل". 

 

 

توجهت الفتاة  إلى لجنة الامتحان بعد تعدي المشرفة عليها، راسمة في مخيلتها مشهدًا لم يمحيه ورقة الامتحان، كان له تأثيره الواضح علي استرجاعها لما درسته على مدار عام من الجهد والتعب: "تركيزي كله راح وتفكيري اتشوش ومكنتش عارفة أحل". 

لحظات قاسية عاشتها الطالبة طوال أيام الامتحانات، فكانت قبيل دخولها من بوابة المدرسة تتذكر الموقف التي سوف تقبل عليه، وتكرر المشهد المرسوم داخل ذاكرتها في كل امتحان. 

ولم يجدِ رفض "سارة" نفعًا لوقف هذا التعدي الواضح، ولم تبدِ أدنى اعتراض سوي آنين خارج منها مرددة في قرار نفسها: "المفروض أنا في مكان آمن مش في الشارع عشان يتحرشوا بيا".

 

سارة كغيرها من طالبات الثانوية العامة التي تأثرت بطريقة التفتيش الذاتي المهينة؛ لذلك ترغب في تفعيل قرار حاسم، وعقاب فوري للمشرفات المتحرشات.

تفتيش طالبات الثانوي


 جريمتان في مدارس المنوفية يصعدان الأمر إلى مجلس النواب
 
وفي محافظة المنوفية، شهدت مدرسة قوسينا الثانوية بنات الجديدة، واقعة لتعدي إحدى المفتشات جنسيًا على طالبة بالمدرسة قبل دخولها إلى لجنة الامتحان، وكانت تلك هي نقطة الفارق التي حركت الجهات المعنية على الفور، حين أبلغت أم الطالبة عن ما تعرضت له الفتاة من جريمة واضحة في العلن.
اختارت الأم توصيل بلاغها إلى لجنة التعليم بمجلس النواب، موضحة أن ابنتها خضعت للتفتيش الذاتي قبل امتحان الفيزياء، لكنه كان غريبًا من نوعه، فقد تمادت المفتشة بشكل كبير في ذلك الحين، وأمسكت بيديها أعضاء الفتاة التناسلية من الخلف والأمام، وكذلك منطقة الثديين.

"اللي حصل دا ميرضيش الوزير ولا رئيس الوزراء ولا أي حد في البلد"، هكذا وجهت الأم شكواها إلى مجلس النواب، مطالبة بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة تجاه ما حدث من جريمة واضحة بحق إبنتها.

لم تكن تلك الشكوى هي الوحيدة التي وصلت إلى أركان مجلس النواب، فقد قدمت أيضًا إحدى  الأمهات الأخريات شكوى لوكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، معلنة عن ما تعرضت له ابنتها من تعدي جنسي داخل مدرسة الشهيد علاء محمد الدسوقي بمدينة قويسنا.

"ياريت تحسموا المهزلة دي، البنت نفسيتها مدمرة"، ذلك كان تعبير الأم عن ما أصاب إبنتها، وجعلها تتنافر بشكل كبير عن تأدية الامتحانات بالجهد الطبيعي التي كانت تنوي عليه في السابق.
 

مجلس النواب

مجلس النواب: قدمنا طلب إحاطة وننتظر مناقشته يوم الثلاثاء

اطلعنا على قصص حالتي مدارس المنوفية من خلال التواصل مع هاني خضر، وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب، الذي لم يتردد في تقديم طلب إحاطة بشأن ما يحدث من جرائم بشعة داخل مدارس المنوفية، مطالبًا وزارة التعليم العالي بسرعة التدخل للسيطرة على الأمر، وفرض العقوبات الصارمة على مرتكبي تلك الأفعال.
 

النائب هاني خضر

وأضاف "خضر" في حديثه لـ"الدستور"، أن طلب الإحاطة كان يتضمن التفتيش الذاتي للفتيات بدرجة لا تليق بينهن، بل تعدى الأمر إلى التفتيش في الأماكن الحساسة والملابس الداخلية؛ ما يؤدي إلى تدمير نفسية الطالبات.

طلب الإحاطة


وأشار أيضًا إلى تحديد موعد لمناقشة الطلب من قبل وزارة التربية والتعليم، يوم الثلاثاء المقبل، أملًا سرعة التنفيذ في اتخاذ الإجراءات التشريعية التي تمنع هؤلاء المفتشات من تكرار أفعالهم الدنيئة مرة أخرى.

قانوني: الفصل التعسفي والخصومات هي العقوبة الإدارية المفترض تنفيذها
ومن مجلس النواب إلى الإجراءات القانونية في ذلك الأمر، تواصلنا مع المحامي أيمن محفوظ، والذي بدأ حديثه معنا معلنًا عن شكواه التي طالما أعرب عنها خلال السنوات الماضية، بشأن ما يحدث داخل لجان المدارس، وعمليات التفتيش البذيئة التي تهين عرض وخصوصيات الطالبات.

وأوضح "محفوظ" أن الإجراءات التي يجب اتخاذها في هذه القضية تكون إدراية من قبل الجهة المعنية بالأمر، وهي وزارة التربية والتعليم، التي من شأنها فرض خصومات وجوابات فصل تعسفي لمن يتعدين على الطالبات جسديًا خلال فترة خوضهن للتفتيش في الامتحانات.

 

المحامي أيمن محفوظ



"يجب على الفتيات ضحايا الاعتداء الجنسي من قبل المفتشات تقديم بلاغات فورية بمحاضر رسمية إلى الجهات المنوطة بالرقابة على قطاع التعليم في مصر"، ذلك ما أكد عليه "محفوظ"، مطالبًا الفتيات بضرورة الحفاظ على حقوقهن، وفضح المتورطات في ذلك أمام الجميع.

استشاري نفسي: عُقدة نفسية ستلازم الطالبات

أما عن الجانب النفسي، تحدثنا مع الدكتور عبد الله حامد، استشاري الصحة النفسية، والذي أكد ضرورة مراقبة حالة الطالبات النفسية خلال فترة الامتحانات، فالمواقف المهينة التي يتعرضن لها خلال مرحلة التفتيش الذاتي تظل عالقة في الأذهان، وتؤثر عليهن بالسلب سواء داخل اللجنة أو خارجها.

واستكمل الطبيب حديثه، مشيرًا إلى أن التطاول الجسدي على الفتاة لا يفرق كثيرًا سواء كان من رجل أو امرأة، فمجرد التعدي على خصوصيات فتاة في سن المراهقة سيشكل أزمة نفسية كبيرة قد ترافقها لسنوات عدة، وهنا يجب أن نضع حدًا لهذه الجرائم البشعة، ونمنع حدوثها بأي طريقة ممكنة.

وفي النهاية، اختتم "حامد" حديثه، معلقًا على الجانب الطبي وليس النفسي، وهو فكرة التلامس من الأساس في ظل أزمة كورونا التي تشهدها البلاد خلال الفترة الحالية، رغم توفير وزارة التربية والتعليم لأجهزة إلكترونية تمنع أي تلامس بشكل مباشر، إلا أن هناك أشخاص مازالوا مصممين على عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

التعليم تطالب المتضررات بتقديم محاضر رسمية
ونفى مصدر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن هناك وقائع تحرش جنسي بالطالبات أثناء تفتيشهن قبل الدخول إلى لجان الامتحانات التي تم رصدها من خلال تحقيق. 
 

وقال المصدر لـ"الدستور"، إن “حديث الفتيات ما هو إلا افتراءات على المراقبين، ولم يحدث أي حالات اعتداء أو تحرش جنسي من أي نوع”، مشيرًا إلى أن "آليات التفتيش واضحة للجميع، وهي عبارة عن مرور العصا الإلكترونية على الطلاب من فوق ملابسهم، ولم يتدرك التفتيش إلى ملامسة جسد أي طالب".

وأوضح المصدر، أن الطالبة التي يحدث معها أكثر من ذلك الإجراء في التفتيش، تتوجه مباشرة إلى الوزارة، وتقدم شكوى رسمية باسمها واسم اللجنة للتحقيق فى الأمر، وفى حال ثبوت صحة الواقعة، سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية".