رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد انضمامها للاتحاد الإفريقي كمراقب .. ماهي خطط وأهداف إسرائيل؟

إسرائيل
إسرائيل

انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الأفريقي كدولة بصفة مراقب، طرح العديد من التساؤلات عن كيفية تحقيق تلك الخطوة، وأهدافها، وخطط إسرائيل، وتداعياتها على الصراع مع الفلسطينيين.

والحقيقة أن الخطوة، جاءت بعد نحو عقدين من فقد إسرائيل وضعها كمراقب في أعقاب حل منظمة الوحدة الأفريقية وإنشاء الاتحاد الإفريقي، أي أن ليس انضماماً جديداً، بل عودة لوضع كان قائماً بالفعل قبل عقدين.

من جانبه، علق وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد قائلاً:"هذا يوم احتفال بالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية"، أضاف: "هذا الإنجاز الدبلوماسي هو نتيجة جهود وزارة الخارجية والقسم الأفريقي (فيها) والسفارات الإسرائيلية في القارة".

ما هذه الجهود؟ وكيف تمت تلك الخطوة؟ وما هي خطط إسرائيل للاستفادة منها؟

كيف تم الانضمام؟

انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي المؤلف من 55 عضواً، جاء بعد تطوير علاقة إسرائيل مع الدول الإفريقية، حيث تقيم إسرائيل علاقات مع 46 دولة إفريقية، ولديها شراكات واسعة النطاق وتعاون مشترك في العديد من المجالات المختلفة بما في ذلك التجارة والمساعدات، والتكنولوجيا، والصفقات العسكرية.

قبل أشهر استأنفت الحكومة الإسرائيلية علاقاتها مع تشاد وغينيا بعد قطعها، كما وقعت إسرائيل اتفاقيات تطبيع مع السودان والمغرب في عام 2020، وهو الخطوة التي كانت بمثابة تمهيد لعودتها لاتحاد الإفريقي.

هناك من يرجع الخطوة الإسرائيلية إلى الدعم الأمريكي الدائم، فهناك افتراض – ليس واضحاً درجة صحته- أن التواجد الإسرائيلي في أفريقيا يمثل مصالح واشنطن والغرب لارتباط مصالح هذه الأطراف في مواجهة الحضور الصيني والروسي المتزايد داخل القارة السمراء.

وهناك من يربط  الخطوة، باتفاقات التطبيع العربي بين إسرائيل وعدد من الدول العربية من بينها " المغرب وجنوب السودان"، فربما تطبيع بعض الدول العربية أسقط الحاجز أمام الدول الأفريقية لإقامة العلاقات مع "إسرائيل".

ولكن الحقيقة أن انضمام إسرائيل عضواً مراقباً في الاتحاد الأفريقي جاء بعد اتخاذ إسرائیل خطوات عديدة، أهمها إقامة شراکات عسكرية وأمنية واستثمارية مع كثير من الدول الأفریقیة، ولكن في الوقت نفسه لايجب المبالغة في تقدير الأمر، بيد أن أي دولة لديها علاقات وشراكات مع الاتحاد الأفريقي يمكنها أن تطلب الانضمام كمراقب. فصفة مراقب لاتمكنها من التصويت أو اقتراح قرارات، ولكنه يعتبر حضوراً ذات مغزى دبلوماسياً.

ماهي أهداف تل أبيب؟

إسرائيل لها أهداف محددة من وجودها في القارة السمراء، فهي تسعى لأن تتوج جهودها العقود الماضية في الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، لأنها تسعى في الأساس إلى ترجمة ما حصلت عليه من حضور في القارة، لاستخدام ذلك في الحد من الإدانات التي تتلقاها في المحافل الدولية.

ففي النهاية الاتحاد الافريقي المكون من 55 عضواً، هو يملك 55 صوت في الأمم المتحدة، وبالتالي تأثير إسرائيل عليهم سيحميها بشكل نسبي من قرارات معادية لها في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، وسيساعد في الحيلولة دون إصدار بيانات إدانة ضدها.

من الناحية الاقتصادية، فإن أفريقيا تمثل سوق كبير للمنتجات الإسرائيلية في مجالات الزراعة والمياه والهايتك، كما تستهدف إسرائيل تقديم خدمات لوجستية وخاصة في مجال الأمن والسياحة لدول أفريقيا، وبالأخص منها الفقيرة، كما تأمل في التنسيق بشأن قضايا مثل مكافحة جائحة كوفيد-19 ومكافحة الإرهاب والزراعة.

ما تأثير الخطوة على الفلسطينيين؟

تتمتع السلطة الفلسطينية بالفعل بصفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، وفي مايو الماضي أدان موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد، "القصف" الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي يتصرف "في انتهاك صارخ للقانون الدولي"، وشدد على أن الاتحاد الأفريقي "كان واضحا للغاية بشأن موقفه بأن حل الدولتين في قضية فلسطين وإسرائيل ضروري للتعايش السلمي".

وهو ما يعكس أن الخطوة لن تؤثر على موقف الاتحاد الأفريقي من الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن بشكل عملي، فإن تلك الخطوة ستكون لها تأثيرعلى القضية الفلسطينية ، فإسرائيل نجحت في أن يكون لها منصة إعلامية قوية تدعم حكوماتها وسياساتها في أفريقيا، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير على ما يجرى في منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.