التجار يستعدون لموسم جمع التمور بالوادي الجديد

بدأ تجار التمور بمحافظة الوادي الجديد في شراء أقفاص وعبوات البلح والتمور استعدادا لموسم الجمع خلال الأسابيع المقبلة بعد ارتفاع درجة الحرارة خلال الأسبوع الماضي والجاري مما يساعد على سرعة نضج محصول البلح.

أكد ذلك المهندس سامح عوض أحد تجار التمور بمحافظة الوادي الجديد، مشيرا في تصريحات لـ "الدستور"، إلى أن تجار البلح والتمور بمراكز المحافظة الخمس بدأت في ترتيب حساباتها استعدادا لبدء موسم جمع وتصدير وتخزين التمور، وذلك بفحص صناديق تعبئة التمور الموجودة داخل المخازن واستبعاد التالف والمكسور منها واستبدالها بأخرى حفاظا على سلامة منتج التمور من التلف والخسارة.

وأضاف عوض، أن كافة التجار والمزارعين ينتظرون موسم نضج وجمع المحصول لما له من أثر طيب في نفوس أهالي الواحات جميعا، حيث أن هذا الموسم يسمي موسم "جمع الخير" وينتظره جميع الأهالي لتحقيق كافة متطلباتهم السنوية من زواج للأبناء ودفع متأخراتهم المالية المؤجلة من الموسم الماضي من حرث وتسميد وصيانة النخيل، وذلك لارتباط تلك المناسبة بموسم جني البلح، حيث تعقد الآمال على محصول البلح لتحقيق الكثير من الامنيات والوفاء بالعهود وقضاء الديون.

وقال مصطفي مختار صاحب مزرعة نخيل، إن معظم المزارعين بالواحات ينتظرون موسم جني البلح لارتباط جميع تعاملاتهم ومناسباتهم بهذا الموسم، وأهمها تزويج بناتهم وأبنائهم لشراء جميع المستلزمات الخاصة بتجهيز العرائس بعد بيع محصول البلح.

وأضاف مختار، أن موسم جني البلح ينتظره المزارعون علي أحر من الجمر , حيث يردد معظم اهالي الواحات الأغاني المرتبطة بمحصول البلح ومنها أغنية "بلح الواحات يا أصفر يا جميل علي النخيل في الهوا بتميل " وغيرها من الاغاني المبشرة بموسم الخير والذي يرتبط بالعديد من المناسبات السعيدة , لأن هذه الايام تعتبر ايام خير وذلك لكثرة الخير عند جميع المواطنين بسبب جني محصول البلح والذي تعقد عليه العديد من آمال المواطنين.

وتشهد مرارع النخيل بالوادى الجديد، الفترة الحالية، مرحلة تكييس أو تزميط عراجين البلح، وتعد عملية التكييس أو التزميط من المراحل الهامة للحفاظ على ثمار البلح أثناء عملية النضج، حيث يتم وضع عراجين البلح في «شكاير بلاستيكية» ذات ثقوب مخصصة لعملية التكييس لضمان الحفاظ على الثمار حتى مرحلة الجنى وتعد الوادى الجديد المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية في إنتاج التمور، حيث تضم نحو 2 مليون نخلة، وتنتج سنويًا نحو 150 ألف طن من البلح السيوى بجانب أصناف أخرى، وتشهد الفترة الحالية توسعات مختلفة في زراعة النخيل لتصل المحافظة إلى 4 ملايين نخلة بأصناف مختلفة. 

وتتميز محافظة الوادى الجديد بواحاتها الخمس بزراعة النخيل بأنواعه المختلفة، فالنخيل ارتبطت زراعته بالواحات منذ القدم، حيث اهتم أهالى واحات الوادى الجديد بزراعة النخيل الذي ينتج البلح السيوى أو الصعيدى، وهو أحد الأنواع نصف الجافة التي تحتمل التخزين لفترات طويلة وتضم نسبة سكريات تصل إلى 76.8% على عكس الأصناف الأخرى التي تضم نسبة سكريات منخفضة، ولا تحتمل التخزين لفترات طويلة وليس لها تسويق محلى أو تصدير، وبالرغم من ذلك اعتمد عليها الأهالى في التناول بشكل طازج رطب.