رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

«الحسناوان».. قصة تشيخوف عن جمال الروح

تشيخوف
تشيخوف

"الحسناوان" هى قصة للأديب العالمى تشيخوف، وهى من القصص البسيطة المرتكزة على نقطة واحدة.

والحسناوان مثنى كلمة حسناء، حيث يقارن تشيخوف بين فتاتين إحداهما بدأ حكايتها بطريقة "فلاش باك" فيتذكر حين كان صبيا مع جده والخادم الذى يقود الكارته وهم فى طريقهم إلى قرية روسية تدعى بلشايا كريباكا، وكان الجو حارا قائظا  فاستراحوا عند رجل أرمينى طاعن فى العمر.

وكان الصبى يحمل فى صدره ضجرا كبيرا بسبب الحر وفقر المكان، فدخلت عليهم فتاة بارعة الجمال تدعى "ماشا" لا تتخطى الخمسة عشر عاما ، كانت تكبر الصبى بسنوات قليلة.

سعد الجد لرؤيتها كما سعد الخادم، أما الصبى  فكان شعوره مختلفا، انبهر بجمالها وفى نفس الوقت أشفق على هذا الجمال أن يقبع فى هذا المكان الكئيب . 

وما أثار حفيظة الصبى هو صمت الفتاة  طوال الوقت تروح وتجيئ دون أن تقول شيئا دون أن تبتسم أو تنفعل وكأنها تمثال منحوت بعناية.  

ثم ينتقل بنا تشيخوف إلى مرحلة ٱنية للبطل الذى أضحى شابا ، وهو خارج من الجامعة فوجد مجموعة من الشباب يلتفون حول سيارة، اعتقد بطل القصة أن السيارة بها شخصية مشهورة . فوجد بها فتاه عادية من حيث الشكل إلا أن لغة الجسد لديها تزيدها جمالا حين ترفع حاجبيها وقت اندهاشتها وتضع كفيها على خصرها إذا غضبت وتضع أناملها فى شعرها إذا شردت، وأشياء أخرى تجعل منها أسطورة فنية. 

ربما يقول البعض أن قصة "الحسناوان" هى مجرد قصة عادية أو ضعيفة فما الفائدة من المقارنه بين فتاتين ، لكن الحقيقة غير ذلك حيث  أراد تشيخوف من قصة الحسناوان أن يقول إن الجمال هو جمال الروح وليس فقط جمال الجسد.

فالأولى كانت غاية فى الجمال إلا أنها جامدة ليس فيها مرونة وخفة ظل الثانية ولا جاذبيتها حتى لو كانت الثانية أقل جمالا من حيث الشكل ، أو ربما أراد تشيخوف أن يقول لا تنبهروا بالمظهر وانظروا إلى الجوهر فى شتى أموركم ، وان الهيكل المبهر قد لا يحمل بداخله الى برودا ، ورتابة .

ونلاحظ هنا ان تشيخوف لم يسئء الى ماشا وكان يمكنه ان يجعل منها فتاة صامته امام والدها بينما هى فى الحقيقة فتاة لعوب ، بل احتفظ لها باحترامها ووقارها فقط اراد ان يقول انها تمثال من الشمع جميلة بلا روح .