رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حرمانية الفن بين تقاضى الأجر والعرض فى السينمات».. حقيقة حذف مشاهد حلا شيحة

تامر حسني وحلا شيحة
تامر حسني وحلا شيحة

أعلنت الفنانة المعتزلة تارة والعائدة للفن تارةً أخرى "حلا شيحا" على موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام امتعاضها الشديد من بث الكليب الخاص بآخر أفلامها "مش أنا"، معللة ذلك بأنه مخالف بشكل كبير لاتفاقها الشفهي مع زميلها وبطل العمل "تامر حسني"، بحذف كل المشاهد التي تعتبرها الآن غير لائقة.

 

لكن ما هي حقيقة تلك المشاهد؟ وهل كانت تحوى صورًا لا يجوز نشرها بالفعل؟ هل تختلف الأعراف والقيم المجتمعية وتعود على صاحبتها بالنقد؟ وهل نكث تامر حسني بوعده ورفض حذف ما لا ترضى عنه، رغم أنها قد صورته بملء إرادتها وبناءً على عقد أُبرم بينهما؟.. كلها تساؤلات بدأ الجمهور في طرحها، خاصة من لم يدخل الفيلم المطروح في السينمات منذ نحو ثلاثة أسابيع.

 

الإجابة بدأ القائمون على العمل في تقديمها تباعًا، مستخدمين نفس منصات التواصل الاجتماعي التي سبق واستخدمتها سلفًا، ذاكرين أنها رفضت التواصل معهم أثناء التصوير وعقبه في العمليات المختلفة السابقة لطرحه في السينمات، من دوبلاج وتصميم أفيشات للحملة الدعائية، حتى العرض الخاص لم تستجب لحضوره، رغم أنه خطوة متفق عليها كدعاية للفيلم.

 

ردود الفعل الغاضبة: حذفنا مشاهد كتير

 

انطلق سيل الردود من مونتير الفيلم عمّْرو عاكف، الذي أوضح أن تامر حسني قد طلب منه تعديل نسخة الفيلم تلبيةً لرغبة حلا، فيوضح عمّْرو قائلًا: "بالفعل حذفنا مشاهد كتيرة جدا من الفيلم بناء على رغبة الفنانة حلا شيحة، وكلها كانت مشاهد عادية ومفيهاش أمر مخجل أو مسىء، بس حذفناها بناء على طلبها".

 

وتأكيدًا على ما ورد، ذكرت المخرجة سارة وفيق، أنها عانت في تعديل نسخة العمل، لسببين أنها كانت تحذف مشاهد لا تضر صورة "حلا" في شيء وتحمل تكلفة الإعادة المادية تامر حسني على نفقته الخاصة احترامًا لرغبات زميلته، السبب الثاني أنها فشلت كمخرجة في التواصل معها لأسابيع كي تكمل عملها، وهو ما يوصف بالسلوك غير الاحترافي.

 

من ناحية أخرى وصفت "سارة" جميع المشاهد بـ"الرومانسية الراقية"، وبالنظر لصور سارة وفيق الشخصية نجدها ملتزمة بالحجاب، ومعظم صورها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إما في الحرم المكي أو مع أسرتها، لذا فهي تشبه الشريحة الأكبر من المجتمع المصري في الاحتشام، أي بالمنطق لن تصور مشاهد بها إسفاف أو إخلال بالذوق العام، حتى الاستجابة لحذف الـ١٠ مشاهد، ليست تأكيدًا عن ادعاء حلا بأنها تُصلح.

 

رد تامر حسّني، رغم أنه المتضرر الأكبر من الواقعة، لاقى استحسانًا من الجمهور والنقاد على حدٍ سواء، مادحين أخلاقه ورقيه، ففي البداية نفى أنه وعد حلا بحذف الكليب، فهو في سياق العمل، وبعد حذفه سينتهي وجودها في الفيلم نهائيًا، أما عن فكرة الحرام التي صدرتها كي تكون عذرًا لادعائها، ذكر تامر أنها لم تعترض على أي مشهد طوال التصوير وتقاضت الأجر كاملًا حتى بعد تقليص الدور، وبالتالي هُو وباقي القائمين على العمل غير مسئولين عن تغيير أهوائها.

 

طارق الشناوي: الزمن تجاوز حرمانية العمل بالسينما

 

رغم أن القصة لم تكمل حتى الآن، وما زالت الردود من كل الأطراف، سواء حلا وزوجها أو تامر وباقي طاقم العمل، إلا أن عدد من النقاد الفنيين قيم ما حدث من وجهة نظر أخرى.

 

فيذكر الناقد الفني الشهير طارق الشناوي لـ"الدستور"، أن إعلان حلا للاعتزال واختيارها طريق الزهد بعيدًا عن كل الأمور الفنية أمر إنساني للغاية، وأثبتت التجربة مع فنانين سابقين كـ"حنان ترك، نورا" ذلك، فيحترمهم المجتمع نظرًا لطبيعته المتدينة، وينطبق ذلك على اعتزالها وارتدائها النقاب منذ سنوات، لكن ما وضعها تحت المقصلة، هو إشعالها الفتنة بين باقي الفنانين باعتبار عملهم حراما.


مكملًا أن الحديث عن حرمانية العمل في السينما تجاوزه الزمان، وهناك مؤلفات فقهية ومناظرات تناولت ذلك لعقود، وحتى هي فقد تقاضت أجرًا على عملها قبل الاعتزال والعودة، فهل تحرم على نفسها ما حصلت، حتى لو كان فهناك آلاف في هذا المجال من ضمنهم أفراد أسرتها، لا يجب أن يتحملوا منها إساءة كتلك لمجرد تقلب الأهواء.