رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بإمكانك تصحيح مسارك

عنوان المقال، كان عنوانا صدر عن قائد تعليم في مدرسة للمرحلة الأولى التي تبدأ من عام واحد قبل الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الخامس، والذي ينهي فيه الأبناء والبنات أول مرحلة من مراحل التعليم، ومن المراقبة وعن قرب لمدرسة ما، تلاحظ الصفات التالية في هذه المدرسة تحديدًا والتي ينتظرها ويتمناها كل أولياء الأمور، بل والمجتمع بكامله:
- أولًا المرحلة الابتدائية والتي تبدأ بعام واحد قبل الصف الأول الابتدائي.
- ثانيًا كل من المديرة والنائبة حاصلتان على درجة الدكتوراه.
أما شعار المدرسة فقد ورد على النحو التالي: مخاطبة أطفال المدرسة بشعار يصلح لجميع الأعمار بما معناه:
أولًا: راقب أفكارك، فهي ستتحول إلي كلمات، أو عبارات تحسب عليك متى خرجت من فم صاحبها.
ثانيًا: لاحظ تعبيراتك فهي حتما ستصبح أفعالك فمن فضلة القلب يتكلم اللسان.
ثالثًا: راقب تصرفاتك فإنها ستصبح عاداتك.
رابعًا: راقب عاداتك فإنها ستصبح اخلاقك.
خامسًا: راقب اخلاقك فإنها مصيرك.
أما الملاحظة التي لفتت الانتباه، فهي أن كلا من الناظرة والمساعدة حاصلتين على درجة الدكتوراه.
أما الملاحظة الأكثر جذباً للانتباه، أن ساعات الدراسة منظمة تبدأ من الساعة الثامنة والنصف وحتى الثانية والنصف بعد الظهر ما عدا منتصف الأسبوع وهو الأربعاء فتنتهي الدراسة في الساعة الواحدة إلا عشر دقائق، والمواعيد طوال أيام الدراسة التي تبدأ في الاسبوع الثاني من شهر سبتمبر وتنتهي في الخميس الثالث من شهر يونيو هي مواعيد منضبطة لا تعديل فيها تبكيرًا أو تأخيرًا فالجميع يعرفون مسؤولياتهم، أولياء الأمور في مرافقة أولادهم في الحضور وفي الانصراف، ولا يسمح لأطفال المدرسة من رياض الأطفال وهي سنة واحدة وحتى الصف الثالث الابتدائي أن يتركوا المدرسة إلا في حضور المسؤول، إما الأب أو الوالدة أو أي من المثبت مرافقته الأطفال حضورًا أو انصرافًا، ويمكن إبقاء الطفل في المدرسة حتى حضور ولي الأمر لمصاحبة الإبن أو الابنة.
وعن الأطفال الذين تبعد بيوتهم عن المدرسة لمسافات كبيرة فهناك سيارات تقل التلاميذ، وهي متميزة في لونها، ولا يسمح باستخدام هذا اللون لأي حافلة اخري لا تنتمي إلي المدرسة، ويطبق ذات الوضع في جميع المدارس.
أما التعليم الحكومي الموصوف في هذا المقال فهو ذو جودة عالية متميز من كافة الوجوه سواء مستوي التعليم أو جودة الأداء، وتتبع معايير الجودة العالية حتى في وجبات الطعام التي تقدم للأطفال، وكذلك مستوي المكتبات المفتوحة طوال العام، فحدث ولا حرج. والكل يعرف مسؤولياته وواجباته ومدي تقديرهم للأولاد والبنات فهم الأهم دائمًا، والحرص على الجودة متبع علي مستوى عال كذلك في رعايتهم ومعاملتهم، فكل معلم أو معلمة يعرف أسماء تلاميذ فصله، ولكل من الأطفال ملصقاتهم التي تثبت في أماكن واضحة مرئية تبين مجهودهم من رسم وفن وعلم، وكل هذا يعرض علي حوائط المدرسة بحيث يتابع الأباء في احتفالات نهاية العام ما قدمه الأبناء والبنات من أعمال معلقة على جدران قاعات المدرسة، وعند نهاية كل عام دراسي تحتفل المدارس بنهاية السنة ويتم دعوة الأباء والأمهات والجدود الذين يأتون لمشاهدة أعمال أطفالهم في كل مرحلة من سنوات دراستهم، فالأطفال سعداء بما يشاهده والديهم من أعمالهم والكل سعيد ويملأه الفخر وكذلك أعضاء هيئة التدريس والإداريين والعاملين، فالكل في حالة من السعادة والبهجة.
ووصف هذه الأوضاع التعليمية فإنما لحث هيئات مدارسنا على أي مستوي لتعيد ترتيب أوضاع معاملة الطفل منذ بداية مراحل تعليمه من حيث نوعية العاملين ودرجات علمهم ومستوي الأخلاق الراقية لعلنا نصل إلي هذا المستوي الرفيع.
وقد يأتي السؤال وماذا عن معاملة المعلم من الجهات المراقِبة للتعليم، ومستوي دخلهم، وقدر تكريمهم وتشجيعهم، وكلها أسئلة في محلها، والخطاب هذا موجه للجميع من أعلي مستويات التعليم وحتى عامل النظافة في المدارس.
وصحيح أنه حتى في الولايات المتحدة نجد أن رواتب المعلمين ليست كما يقال أنها "واو"، أي مبهرة، ولكن هناك ميزات أخرى ومنها ساعات العمل، فهي أقل من الأعمال العادية الأخرى والتي تبدأ من الثامنة صباحًا وتنتهي في الخامسة أو ما بعدها، وعطلاتهم قد لا تتجاوز الأسبوعين في الغالب الأعم، بينما ساعات عمل التدريس فهي من الثامنة صباحًا وحتى الثانية والنصف مع يوم أقصر وسط الأسبوع حيث تنتهي الدراسة في الواحدة إلا عشر دقائق ظهرًا، أما العطلة الصيفية فهي قرابة الشهرين، لهذا فترغب السيدات في الغالب أن تتأهل علميًا في مهنة التدريس حتى تكون أمامهن فرص أفضل لرعاية متطلبات البيت.
وقد يتبادر السؤال وما الهدف من هذه المعلومات؟ أقول وبثقة أننا في إمكاننا الوصول لهذه الخطوات، فشبابنا مبادر ومجاهد وربما أكثر نشاطًا واحتمالًا أكانوا نساء أم رجال، يعملون سواء في مدارس حكومية أم أهلية، فليس بمستحيل من تحقيق هذه الأحلام من أجل مستقبل البلاد والعباد فهل من صحوة على كل المستويات؟