رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصوفية» تحيي مولد المرسى أبو العباس غداً بالإسكندرية

مريدي الصوفية
مريدي الصوفية

كشفت الطرق الصوفية عن تنظيم احتفالاتها بالليلة الختامية لمولد القطب الصوفي الكبير "أبو العباس المرسى" غدا الخميس، بمدينة الإسكندرية حيث سيتم الالتزام بالإجراءات الاحترازية من قبل المشاركين في الفعاليات التي ستقام في عدد من الساحات والأماكن التابعة للطرق والزوايا الصوفية في محافظة الثغر، واعتادت الطرق الصوفية على تنظيم فعالياتها بهذه المناسبة الدينية الكبيرة التي يشارك فيها مئات المريدين من جميع أنحاء مصر.

وقال محمد الشاذلي عضو الطرق الصوفية بمحافظة الإسكندرية، إن الفعاليات ستنظم في العديد من مقرات الطرق الصوفية بالإسكندرية وذلك مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تطالب بها وزارة الصحة بشكل فوري وضروري خوفاً من انتشار الفيروس القاتل بين المواطنين، كما أن الغالبية العظمى ستنظم فعالياتها عبر الإنترنت بنظام الأون لآين.

 

• أبو العباس المرسى.. ولد في الأندلس وعرف التصوف على يد "أبو الحسن الشاذلي"


ويعد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي، من كبار شيوخ التصوف الإسلامي، وولد في مدينة مرسية في الأندلس عام 616 هـ الموافق 1219م ومنها حصل على لقبه المرسي، والذي أصبح اسماً متدوالاً في مصر بعد حذف لام التعريف، ويتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر من قبل سيدنا الإمام علي بن أبي طالب سنة 36 هـ.

كان والده يعمل في التجارة مما مكنه من إرسال ابنه إلى معلم لتعلم القراّن الكريم والتفقه في أمور الدين وقد حفظ القراّن الكريم كله في سنة واحدة وتعلم بالأندلس أصول الفقه والقراءة والكتابة، وكان والده من تجار مرسية فشارك معه في تجارته، وكان المال الذي يتدفق إلى سيدي المرسي من تجارته، يذهب إلى جيوب الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وكان يكتفي من أرباح تجارته بما يقيم أوَدَه ويحفظ حياته. كان مستغرقا بقلبه في ذكر الله فكان شغله الشاغل أن يتقدم كل يوم خطوة في طريق الحق والحقيقة.. أشتهر أبو العباس بالصدق والأمانة والعفة والنزاهة في تجارته كان يربح مئات الاّلاف، ويتصدق بمئات الاّلاف، وكان قدوة لتجار عصرة في التأدب بأدب الدين الحنيف وكان قدوة للشباب في التمسك بالعروة الوثقي ورعاية حقوق الله فهو يصوم أياماً كثيرة من كل شهر، ويقوم الليل إلا أقله، ويمسك لسانه عن اللغو واللمم. حيث نشأ في بيئة صالحة أعدته للتصوف. في عام 640هـ الموافق 1242م اعتزم والده الحج إلى بيت الله الحرام فصحبه معه وكذا أخيه وأمهما، فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتى إذا كانوا على مقربة من شاطئ تونس هبت ريح عاصفة أغرقت المركب بمن فيها غير أن عناية الله تعالى أدركت أبا العباس المرسي وأخاه فقد نجيا من الغرق فقصدا تونس واتخذاها دارا ً لهما. وهناك قابل أبو الحسن الشاذلى في عام 640هـ وانتقل معه إلى مصر عام 1244م.


وتلقَّى أبو العباس المرسي التصوف على يد شيخه الصوفي الأشهر أبي الحسن الشاذلي الذي التقى به أبو العباس في تونس سنة 640 هجرية وقال له: «يا أبا العباس ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا، وأنا أنت»، وبعدما قد تزوَّد بعلوم عصره كالفقه والتفسير والحديث والمنطق والفلسفة، جاء أوان دخوله في الطريق الصوفي وتلقيه تاج العلوم.