رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مايا مرسى تستعرض استجابة مصر لاحتياجات المرأة خلال جائحة كورونا

مايا مرسي تتراس الحدث
مايا مرسي تتراس الحدث الجانبى الوزارى التفاعلى

ترأست الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي للمرأة ورئيسة المجلس الوزاري لمنظمة تنمية المرأة مساء اليوم، فعاليات الحدث الجانبي الوزاري التفاعلي حول "التمكين الاقتصادي للمرأة في ظل الواقع الجديد" والذى عقد على هامش فعاليات الدورة الثامنة للمؤتمر الوزاري، بحضور هيلين ماري لورانس وزيرة المرأة والتضامن الوطني والأسرة بوركينا فاسو ورئيسة الدورة السابعة للمؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي للمرأة، والسفيرة هيفاء أبو غزالة ممثلة جامعة الدول العربية، والدكتورة تابيوا نياسولوا رئيسة سياسات النوع الاجتماعي والتنمية بالاتحاد الإفريقي، والدكتورة جيلان المسيري نائبة ممثل  هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر.

وعبرت الدكتورة مايا مرسى فى كلمتها عن سعادتها بالإنجازات التي حققتها منظمة التعاون الإسلامي فى ملف تمكين المرأة، وأننا اليوم نشهد على إنجاز غير مسبوق فى تاريخ المنظمة.

وفيما يتعلق بقضية "التمكين الاقتصادي للمرأة في ظل الواقع الجديد"، أكدت الدكتورة مايا مرسى أن أزمة انتشار جائحة فيروس كورونا غيرت من أولويات الدول والشعوب، ومثل هذه الأزمات قد تنسف أي جهود بذلت بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة طيلة الـ25 عامًا الماضية في جميع دول العالم لا سيما وأن النساء غالبًا هن الأكثر تأثرًا بالتداعيات الاقتصادية لهذه الأزمات.

وأضافت رئيسة المجلس أنه في إطار التعامل مع تداعيات جائحة فيروس كورونا، كانت مصر أول دولةِ في العالمِ تصدر ورقة سياساتِ حول الاستجابةِ للاحتياجاتِ الخاصةِ للمرأةِ والفتاةِ، حيث إن النساء العاملات في الخط الأمامي بالمجال الصحي يشكلن حوالي 42.4٪ من الأطباء البشريين و91.1٪ من طاقم التمريض الذين يعملون في وزارة الصحة، وتمثل 18.1٪ من النساء المعيلات ونسبة 40.9٪ من إجمالي العمالة غير الزراعية للإناث يعملن في وظائف غير رسمية، و33.9٪ من عمالة الإناث فى أعمال هشة، و56.8% يعملن في القطاع الخدمي، وتمثل المرأة المصرية 70٪ من القوى العاملة في قطاع الرعاية غير مدفوعة الأجر.

وأوضحت الدكتورة مايا مرسى أن "استطلاع رأي صاحبات المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة" والذي كان يستهدف تسليط الضوء على أهم التحديات التي تواجههن بسبب أزمة فيروس كورونا في مصر، أسفر عن عدد من النتائج الهامة من بينها أن نسبة 79%من المشاركات من صاحبات المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة يرين أن تأثير الأزمة على أعمالهن سلبى، و65% أشرن لوجود إيجابيات تتعلق ببدء بعض الأنشطة والخدمات والبرامج، فيما رأت 31% من المشاركات وجود فرصة لتحسين مشروعاتهن بسبب الأزمة.

وأضافت رئيسة المجلس أنه بفضل الدعم الكبير الذى توليه القيادة السياسية للمرأة المصرية خلال أزمة تفشى فيروس كورونا، فقد اتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات الاستباقية التي راعت صالح المرأة المصرية، من بينها قرار منح الموظفة الحامل أو التي ترعى طفلًا أو أكثر يقل عمره عن اثني عشر عامًا إجازة استثنائية، ومنح أجازة للعاملة التي ترعى أحد أبنائها من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتعليق العمل بالحضانات وفتحها مرة أخرى بإجراءات احترازية، وزيادة الأعداد المستفيدة من الدعم النقدي المشروط لبرنامج تكافل وكرامة، وزيادة العائد الشهري للرائدات الريفيات، وتضمين السيدات اللاتي تبلغ أعمارهن 65 سنة فأكثر من فاقدي الرعاية في دور مسنين تحت مظلة الحماية الاجتماعية.

كما تم اطلاق خطط لرقمنة الادخار والإقراض والشمول المالي للمرأة وتمكينها الاقتصادي، وزيادة أعداد المستفيدين من القروض الميسرة وذات الفائدة البسيطة لعمل مشروعات متناهية الصغر لتحسين مستوى معيشة الأسرة، وبلغت نسبة النساء من العمالة غير المنتظمة والمستفيدات من المنحة المالية الاستثنائية 47%، كما تم إعفاء عملاء التمويل متناهي الصغر المنتظمين من عمولة السداد المُعجل للمديونيات، وتم عقد برامج تدريبية للسيدات على التثقيف المالي وإنتاج الكمامات وتعزيز الحرف التي من شأنها أن تدر دخلًا للمرأة. 

وأضافت الدكتورة مايا مرسى أن الحكومة المصرية تعمل أيضًا على زيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة من خلال تدريبها وتنمية قدراتها لتمكينها من دخول سوق العمل، كما تسعى إلى رفع معدلات الحصول على الخدمات المالية للتوسع في مجال ريادة الأعمال، كما نهجت مصر أسس ومعايير لاقتراح سياسات وتطبيق أدوات دولية ونماذج التحول المؤسسي يتبناها القطاعان العام والخاص لإدماج مبادئ المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وفى هذا السياق فإن مصر تعد الدولة الثانية عالميًا التي تحصد جائزةَ المساواةِ بين الجنسينِ للمؤسسات مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وكان جهازُ تنميةِ المشروعاتِ الصغيرةِ والمتوسطةِ ومتناهيةِ الصغر أولَ جهةٍ تحصل عليها في مصرَ والمنطقةِ العربيةِ، كما تم تطبيق شهادة ختم المساواة بين الجنسين بالتعاون مع البنك الدولي لدعم سياسات مستجيبة لاحتياجات المرأة في القطاع الخاص، وبالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، أطلقت مصرُ «محفز سد الفجوة بين الجنسين»، وتعد مصر الدولة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا فى إطلاقه بهدف تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص فى ملف التمكين الاقتصادي للمرأة. 

وأوضحت رئيسة المجلس، أن الحكومة المصرية تضع علي قمة أولوياتها أيضًا العمل على ملف الشمول المالي للمرأة، وفى هذا الإطار فقد وقع البنك المركزي المصري مع المجلس القومي للمرأة مذكرة تفاهم تعد الأولي من نوعها حول العالم للعمل علي تعزيز الشمول المالي للمرأة وتعزيز مجموعات الادخار والإقراض.

كما تعمل مصر على تعزيز برامج التحول الرقمي واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للمرأة ورقمنة البرامج التسويقية للمرأة داخل مصر وخارجها وتعزيز التعليم الفني للفتيات للبدء في مشروعات صغيرة مدرة للدخل بنهج وأفكار مبتكرة طبقًا لاحتياجات السوق المصري، لذلك يجب علينا إطلاق برامج قومية لبناء قدرات المرأة ورفع تنافسيتها في سوق العمل وتوعية المجتمع بأكمله بأهمية مشاركتها الفعالة في تنمية اقتصاد دولنا وإنهاء أي تمييز أو عنف ضدها وخاصة في بيئة العمل.

واختتمت كلمتها بالتأكيد على أنه على الرغم من أن هذه الجائحة كان لها أثرها السلبي على الخطط التنموية، إلا أننا يجب علينا تكثيف الجهود والإسراع في سد الفجوات وتمكين المرأة خلال التعامل مع تداعيات هذه الجائحة التي دفعت جميع الدول وصناع القرار لتغيير سياساتهم لتكون سياسات استباقية لتعزيز النمو الاقتصادي والإصلاحات المطلوبة وللتقدم نحو أهدافنا وأهداف التنمية المستدامة.

وأخيرًا أكدت أنه بدون توفر الإرادة السياسية الصادقة المتمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية والمؤمنة بأن قضايا تمكين المرأة هي من قضايا حقوق الإنسان فلن نستطيع المضي قدمًا في تنفيذ ما نصبو اليه فى أجندتنا التنموية.