رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رامى رأفت يشارك بـ «هدم الإسكندر» فى معرض الكتاب

هدم الإسكندر.. بين
هدم الإسكندر.. بين الأسطورة الكاذبة والواقع الذي كان

صدر حديثًا عن دار الرواق كتاب "هدم الإسكندر.. بين الأسطورة الكاذبة والواقع الذي كان" للكاتب والباحث التاريخي رامي رأفت، وذلك بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ52، والتي حددتها هيئة الكتاب في الفترة من 30 يونيو وحتى الـ15 من يوليو الجاري.

يقول رامي رأفت عن الكتاب: "يقدم سردًا تاريخيًا مفصلًا لا يتواجد في المصادر العربية عادة لسيرة الإسكندر الأكبر وأسلافه من قبله وخلفائه من بعده، كما يحطم الأسطورة العظيمة المقدسة التي سادت قرونًا طويلة حول أشهر غزاة التاريخ القديم".

ويضيف في تصريح خاص لـ"الدستور": "لا يكتفي الكتاب بذلك إنما يركز على هوية الغازي القديم، فلقد تنازع هويته وميراثه كثير من البلدان والثقافات، في هذا الإطار يقدم تعريفًا ثوريًا جديدًا لمفهوم الهوية، والوطن، والمواطنة، والانتماء، والحدود".

وعن أسبابه في الكتابة عن الإسكندر يقول رأفت: "إن المؤرخين والمفكرين والسياسيين الأوربيين والأمريكيين ينطلقون في كتاباتهم وسياساتهم من حقيقة أن الحضارة الغربية قائمة على ركيزتين أساسيتين هما الديانة المسيحية، والحضارة اليونانية القديمة، وبالمثل فإن روافد التأريخ الأوربي لديهم تعتمد على مصدرين قديمين؛ هما التوراتي المعني بتاريخ الجماعة العبرانية المذكور في العهد القديم من الكتاب المقدس، والإغريقي المعني بالحضارات القديمة التي سادت في بعض مدن اليونان وآسيا الصغرى". 

ولفت إلى أن الكتاب يركز أيضًا على ربط العالم الغربي المسيحي نفسه بأصول يهودية سامية عبر إيمانه الكنسي، وهو ما تطور ليشكل الوعي الجمعي السائد لاحقًا، ويفسر ما قد يعرِّفه الباحثون بوصفه تهويدًا للمسيحية، وتنصيرًا لليهودية، وصولًا إلى الصهيونية المسيحية وتجلياتها السياسية.

ويتابع: "ولقد ربط الأوربيين أنفسهم بالحضارة الإغريقية القديمة أيضًا، هكذا صورت اليونان القديمة بوصفها إسهامًا أوربيًا في الحضارة الإنسانية، كما صورت غزوات الإسكندر بوصفها حربًا عالمية جرت وقائعها بين عالمين: أوربي وأسيوي".

ويرفض رامي رأفت في كتابه مثل هذه الادعاءات الغريبة ويدعونا إلى التفكير فيها، فلا المقدونيين والإغريق كانوا أوربيين، ولا الجماعات العبرانية كانت كذلك، ويقول إنه ركز في كتابه هذا على الركيزة الأقدم الخاصة بـ"أوربية اليونان القديمة"، وهو لا يستبعد أن يعالج في كتابات لاحقة له ثاني الركائز وأهمها "مسيحية أوروبا".

كما يعتقد رامي رأفت بأن التاريخ ممتع لكنه فوضوي لكثرة ما أضيف له، وحذف منه، وأعيد طرحه وتقديمه في صور مختلفة، ولقد كانت سياسات بيوت الحكم هي المعنية دومًا بمثل هذا التشويه المتعمد، غير أنه مثلما فعل في كتابه السابق "النازيون العرب" وفيه تحدث عن الحرب العالمية الثانية وتأثيراتها على العالم العربي مقدمًا في ذلك رؤية جديدة تمامًا، فإنه يبحث دومًا ع ما لم يكن معلومًا لأسباب غالبًا ما تكون متعلقة بالسياسة وموازين القوى حينذاك، ليعيد تقديمه مرة أخرى لقرائه.