رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغذاء العالمى يحذر من جفاف غير مسبوق فى جنوب مدغشقر

جفاف جنوب مدغشقر
جفاف جنوب مدغشقر

حذر منسق الطوارئ لبرنامج الغذاء العالمي في مدغشقر، جان لوك سيبلو، اليوم الأحد، بأن جنوب مدغشقر يواجه جفافا غير مسبوق، وأن قلة هطول الأمطار تسببت في ظهور أسراب مدمرة من الجراد واليرقات وأن السكان على وشك المجاعة.


وفي تقرير له أشار جان لوك سيبلو إلى أنه في السنوات القادمة، يتعين على السكان تغيير عاداتهم بشكل جذري من أجل البقاء على قيد الحياة، خاصة مع ثلاث سنوات متتالية من الجفاف والظروف المناخية الصعبة بشكل خاص هذا العام، حيث يتحمل جنوب الجزيرة الكبيرة وطأة عواقب تغير المناخ.


وتابع: "نتيجة لعدم هطول الأمطار في موسمها، عادة في الفترة ما بين ديسمبر وفبراير، ترك الناس بلا محاصيل تقريبا وترتب على ذلك أن نحو مليون و130 ألف شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، والسكان أصبحوا على حافة المجاعة والعديد من الفقراء يهاجرون إلى المدن في محاولة للعيش".


وأوضح منسق الطوارئ لبرنامج الغذاء العالمي في مدغشقر أنه يتعين على الحكومة والمنظمات غير الحكومية، النظر إلى المشكلة بطريقة مختلفة تماما حتى يتمكن الناس من البقاء في هذا النوع من المناخ، مشيرا إلى أن الأمر سيكون معقدًا للغاية، وتتطلب موارد كبيرة جدا.

من جانبه، حث المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي المجتمع الدولي، على تكثيف الجهود حيث توجد مجتمعات بأكملها في جنوب مدغشقر على شفا المجاعة.


وفي تغريدة له على تويتر قال "دفعت موجات الجفاف المتتالية في مدغشقر المجتمعات إلى حافة المجاعة، فالأسر تعاني والناس يموتون من الجوع الشديد، ليس بسبب الحرب أو بسبب النزاعات ، إنه بسبب تغير المناخ في منطقة من العالم لم تسهم بأي شيء في تغير المناخ، لكنها الآن هي التي تدفع الثمن".


وأضاف "يهدد الجفاف حياة الآلاف من الأبرياء، لقد حان الوقت الآن للعمل ومواصلة الدعم لحكومة مدغشقر للحد من موجة تغير المناخ وإنقاذ الأرواح، حيث يقع جنوب مدغشقر في قبضة أسوأ جفاف منذ أربعة عقود حيث يعاني أكثر من مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي".

وأشارت التقديرات إلى أن نحو 14 ألف شخص يعيشون بالفعل في ظروف كارثية (المرحلة 5 من الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي - وسيتضاعف هذا الرقم إلى 28 ألف شخص بحلول أكتوبر القادم)، وأجبرت خطورة الوضع آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم بحثًا عن الطعام، بينما لجأ من بقوا إلى وسائل البقاء القصوى، مثل البحث عن الطعام في البرية نظرا لبعد المجتمعات وسوء البنية التحتية للطرق، وتمكن عدد قليل من الناس من الوصول إلى المنطقة".

وتضاعف سوء التغذية الحاد العالمي (GAM) بين الأطفال دون سن الخامسة في مدغشقر تقريبا في الأشهر الأربعة الماضية، ووصل إلى معدل ينذر بالخطر بنسبة 5ر16 في المائة، ومن بين أكثر المناطق تضرراً منطقة أمبوفومبي، حيث يعكس معدل سوء التغذية الحاد الشديد والذي بلغ 27 في المائة الخطر الذي يواجهه العديد من الأطفال.

ومنذ نهاية العام الماضي عمل برنامج الأغذية العالمي بشكل وثيق مع حكومة مدغشقر وشركاء آخرين لمكافحة الجوع الشديد،ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 6 ر78 مليون دولار لتوفير المواد الغذائية الحيوية خلال موسم الجفاف المقبل لمنع وقوع مأساة.

يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حاز العام الماضي على جائزة نوبل للسلام ، ويعد أكبر منظمة إنسانية في العالم تعمل على إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ ، وتستخدم المساعدات الغذائية لتمهيد الطريق لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار،لأولئك الذين يعانون من النزاعات أو الكوارث أو آثار تغير المناخ.