رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عفيفى يناقش أسباب هزيمة الخامس من يونيو بصالون زين العابدين فؤاد

دكتور محمد عفيفي
دكتور محمد عفيفي

ضمن فعاليات صالون زين العابدين فؤاد الثقافي٬ يبث في الثامنة من مساء اليوم الخميس٬ عبر تطبيق «زووم»٬ أمسية جديدة من أمسيات الصالون٬ حيث يناقش الصالون في أمسية الليلة٬ الأسباب التي أدت إلي هزيمة الخامس من يونيو 1967، بمشاركة كل من: المؤرخ الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، ووزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازي٬ والمؤرخ سامح جميل. ويدير المناقشة الشاعر زين العابدين فؤاد.

 

وفي كتابه "مذكرات شاب عاش ألف عام" يرصد الكاتب الروائي الراحل جمال الغيطاني أيام هذه الحرب قائلا: بدأت الحرب يوم الاثنين الخامس من يونيو صباحا، أذكر كل لحظة وكأني أعيشها الآن، توالت البيانات باسقاط الطائرات، وما من بيانات عن تقدم قواتنا المسلحة عبر الحدود بل كانت عبارات غامضة عن معارك عنيفة تجري علي امتداد الجبهة، بادرت محاولا الاتصال بأصدقائي في ذلك الوقت، الأبنودي، صبري حافظ، صلاح عيسي، إسماعيل العادلي، كان السؤال علي ألسنتنا جميعا: ماذا نفعل؟ كيف؟ أين؟

 

وتوالت الاقتراحات، بدءا من التبرع بالدم إلي التطوع، لكن أين نتطوع وكيف؟، كانت مصادر المعلومات في تلك الأيام وسائل الاعلام المصرية خاصة الاذاعة، والاذاعة البريطانية الناطقة بالعربية، كان ارسالها ضعيفا ويبدو انها كانت تتعرض لعملية تشويش، لم يكن الأمر كما هو الآن حيث الحروب تبث مباشرة عبر الأقمار الصناعية.

ويتابع "الغيطاني": مازلت أذكر تلك اللحظة، كنت عائدا إلي بيتنا في "درب الطبلاوي" حوالي الثانية والنصف. عند المدخل، أمام مسجد سيدي مرزوق سمعت أزيز طائرة، رفعت رأسي إلي السماء الصافية عميقة الزرقة ، فوجئت. طائرة من طراز ميراج علي جناحيها نجمة داود، علي خط واحد مع المئذنة، رأيت القمرة الزجاجية وكافة التفاصيل، حتي خيل إلي أنني لمحت الطيار، أخذني الذهول.

كان ذلك يوم الإثنين ليلا، أذكر تفاصيل اليوم الأول تماما، بل أذكر تفاصيل الأيام السابقة منذ أن بدأ الحديث عن حشود عسكرية علي سوريا 'فيما بعد أكد لي الفريق أول محمد فوزي والفريق عبد المنعم رياض وإليهما يرجع الفضل في إعادة البناء العسكري الذي قدر لي أن أشهد وأعايش تفاصيله حتي عبور الجيش المصري قناة السويس في معركة لم ينقل ما دار فيها حتي الآن إلي الناس٬ أكد لي كل منهما أنه لم تكن هناك أي حشود عسكرية علي الحدود السورية.

من الأثنين ليلا وحتي الخميس مساء لم تكن هناك أي شواهد علي علامات ايجابية، بل بدأنا نسمع عن وصول جنود شاردين من سيناء، كنا لا نفترق الا ليلا، ولم تتعرض القاهرة لغارات في تلك الأيام، باستثناء عصر يوم الثلاثاء الذي رأيت فيه طائرة معادية علي ارتفاع شاهق وقذائف المدفعية تحاصرها، تذكرت يومئذ أقدم صورة في ذاكرتي عندما كانت سماء القاهرة مظلمة، تجوب فضاءها أشعات كاشفة تحاول محاصرة الطائرات المعادية لقصفها، هكذا كان الحال عام ثمانية وأربعين، هكذا كان أول ما تعرفت عليه من العدو سلاح الطيران الإسرائيلي في طفولتي أو في عشرينات عمري.